مساع أوروبية لـ"استغلال" التقارب بين بكين وموسكو
أوكرانيا والتجارة على جدول أعمال زيارة الرئيس الصيني الى فرنسا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: يبدأ الرئيس الصيني شي جينبينغ الإثنين زيارة دولة الى فرنسا تستمر يومين، يعتزم خلالها أن يبحث مع نظيره إيمانويل ماكرون سبل "حلّ الأزمة" في أوكرانيا والقضايا التجارية بين بكين والاتحاد الأوروبي.
من جهته، يعتزم ماكرون الذي تشاور بشأن هذه الزيارة مع المستشار الألماني أولاف شولتس، دعوة نظيره الصيني الى "المعاملة بالمثل" في التجارة واستخدام النفوذ الصيني على روسيا لإيجاد حلّ للحرب في أوكرانيا، في ظل التقارب بين بكين وموسكو.
ووصل شي جينبينغ الأحد الى العاصمة الفرنسية حيث كان في استقباله رئيس الوزراء غابريال أتال، في محطة أولى ضمن زيارة أوروبية ستشمل صربيا والمجر، وهي الأولى للرئيس الصيني الى القارة العجوز من العام 2019.
وسيحلّ شي جينبينغ صباح الإثنين ضيفا على ماكرون في لقاء ستنضم إليه رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين. وأكدت المسؤولة القارية الأحد "علينا أن نتحرك للتأكد من أن المنافسة عادلة وغير مشوهة"، مذكّرة بأنها أوضحت في لقاء سابق مع شي أن "الاختلالات الحالية في الوصول إلى الأسواق... يجب أن تُعالج".
وفي مقابلة مع صحيفة "لا تريبون" نشرت الأحد، أقر ماكرون بعدم وجود "إجماع" لدى الأوروبيين بشأن الاستراتيجية الواجب اتباعها مع بكين، لأن "بعض الأطراف لا يزالون يرون الصين كسوق للبيع"، في حين أنها "تقوم بالتصدير بشكل هائل نحو أوروبا".
وحضّ على "حماية أفضل لأمننا القومي"، والتمتع "بواقعية أكبر بكثير في دفاعنا عن مصالحنا"، و"نيل المعاملة بالمثل" في التبادلات مع الصين.
تجارة وحقوق وكونياك
وفي ظل المخاوف الاوروبية من التراجع اقتصاديا في ظل التنافس بين القوتين الأوليين في العالم، أي الولايات المتحدة والصين، فتحت بروكسل خلال الأشهر الماضية سلسلة تحقيقات بشأن حزم الدعم التي تقدمها الحكومة الصينية لبعض القطاعات الصناعية خصوصا السيارات الكهربائية.
ويخشى الأوروبيون والأميركيون من أن هذا الدعم الحكومي يقوّض المنافسة وقد يلحق ضررا بالاقتصاد العالمي.
وتتهم بكين أوروبا بـ"الحمائية" وتعتزم جعل موقفها واضحا في باريس.
وفتحت الصين بدورها تحقيقا بشأن الدعم الحكومي لبعض المنتجات مثل مشروب الكونياك الفرنسي، وهو ما يتوقع أن يثير ماكرون تحفظات بشأنه.
وأكد الرئيس الصيني في مقال نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية الأحد، أن البلدين قادرين على "تعزيز تعاونهما في مجال الابتكار من أجل دعم التنمية الخضراء" كما هو الحال مع مصانع انتاج البطاريات، معربا عن أمله في أن توفر فرنسا للشركات الصينية "مناخ أعمال عادلاً ومتساوياً".
وفي حين لم يتم الكشف بعد عن توقيع أي عقد كبير، ستتواصل النقاشات بشأن الاستثمارات حتى النهاية. ومن المقرر أن يعقد منتدى اقتصادي صيني-فرنسي الإثنين في مسرح مارينيي.
وتتزامن زيارة شي جينبينغ مع ذكرى مرور 60 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية الفرنسية الصينية.
بعد الظهر، يُنظم حفل استقبال رسمي للرئيس الصيني بحفاوة بالغة في قصر ليزانفاليد. وقبل مأدبة في الإليزيه، يلتقي ماكرون وشي على انفراد في اجتماع طابعه سياسي، ثم يتحدثان أمام الصحافة.
ويعتزم الرئيس الفرنسي أن يطلب من الصينيين دعم "هدنة أولمبية" لتعليق "كل" النزاعات خلال دورة ألعاب باريس هذا الصيف.
تؤكد الصين رسميا أنها على الحياد في حرب أوكرانيا، إلا أنها تعرضت لانتقادات غربية على خلفية عدم إدانتها الغزو الروسي. كما شهدت العلاقات بين موسكو وبكين تقاربا منذ اندلاع النزاع في شباط (فبراير) 2022.
وقال شي في مقال نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية "نأمل أن يعود السلام والاستقرار بسرعة إلى أوروبا، ونعتزم العمل مع فرنسا والمجتمع الدولي برمته لإيجاد سبل جيدة لحل الأزمة".
ويؤكد الاليزيه أن ما تريده فرنسا هو "تشجيع (الصين) على استخدام" نفوذها لدى روسيا "للمساهمة في حلّ للنزاع".
وكان ماكرون نقل الرسالة نفسها قبل عام خلال زيارة الدولة التي قام بها الى الصين، وحقق نتائج متواضعة.
سيحاول ماكرون تكرار هذا الموقف خلال محطة في جبال البيرينيه الثلاثاء، ستكون شخصية أكثر إذ يترافق فيها الرئيسان مع زوجتيهما. وتهدف هذه المأدبة في ممر تورماليه الجبلي حيث كان ماكرون يمضي إجازاته طفلا لدى جدته، إلى كسر البروتوكول الدبلوماسي وخوض نقاش صريح ومباشر خصوصا بشأن أوكرانيا.
أما بشأن قضايا حقوق الانسان في الصين، فأكد ماكرون أنه يؤثر إثارة "التباينات... خلف الأبواب الموصدة". ولا تصرّ باريس على منح مسألة تايوان أولوية، على رغم ما تشكّله من نقطة خلاف أساسية بين بكين وواشنطن.
وتجمع المئات من الناشطين التبتيين الأحد في ساحة الجمهورية في باريس احتجاجا على زيارة الرئيس الصيني إلى فرنسا "دولة حقوق الإنسان" التي ترحب بـ"ديكتاتور".