عازفاً ترنيمته السياسية أمام أحدث تجمع انتخابي له
ترامب: ثلاثة وعود... وأغنية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: عندما يرفع دونالد ترامب لافتة العمل السياسي، يشتعل الجدل وتتراقص الألسنة. فليس غريبًا على رجل الأعمال، والرئيس السابق للولايات المتحدة، أن يثير الجدل ويشعل النقاش بتصريحاته ووعوده.
ثلاثة وعود
وفي أحدث تجمع انتخابي له في ولاية نيوجيرسي، ألقى ترامب وعودًا جديدة لقاعدته. وما كانت تلك الوعود إلا بإغلاق الحدود الجنوبية للبلاد، كما وعد من قبل، وبوضع حد لتدفق المهاجرين من المكسيك. هذه الوعود، التي ربطها بفوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، تأتي كخطوة مؤثرة في سعيه لاستعادة مقعده البيت الأبيض.
وقال أمام أكبر تجمع خلال هذا العام في ولاية نيوجرسي: "في اليوم الأول لإدارتي الجديدة سأغلق الحدود الجنوبية وأنهي هذا الغزو وأرحّل حلفاء جو بايدن من هؤلاء اللاجئين إلى حيث جاؤوا".
كما وعد بأن بعد وصوله إلى السلطة مرة أخرى ستبدأ الولايات المتحدة "أكبر عملية ترحيل في التاريخ الأميركي".
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن تجمع أنصار ترامب ضم حوالى 80 إلى 100 ألف شخص.
.. وأغنية الثعبان!
لكن الوعود وحدها لم تكن كافية بالنسبة لترامب، فقد قرر أن يرفع من منسوب الإثارة عبر قراءة كلمات أغنية "الثعبان" المثيرة للجدل، والتي تشبه المهاجرين بكائنات تافهة، تجولت بألحانها عبر عقول المستمعين، لتستقر الآن في خطابات ترامب السياسية.
وخاطب المرشح الجمهوري أنصاره الذي تجمعوا بوايلدوود، قائلا "إنها أغنية تسمى الثعبان وتتحدث عن الهجرة غير الشرعية ومدى غباء ما نفعله الآن".
وتحكي كلمات الأغنية التي تلاها ترامب قصة امرأة تهتم بثعبان ضعيف عثرت عليه قبل أن تموت مسمومة بلدغة منه. واعتبر ترامب أن "هذه هي قصة بلدنا".
إلا أن تلك الأغنية، التي ينشدها ترامب، تحمل تاريخًا وخلفية مختلفة تمامًا عن ما يروج له اليوم. إذ إن "الثعبان"، التي كتب كلماتها أميركي من أصل إفريقي، جاءت لتعبر عن تجارب العنصرية والظلم التي واجهها السود، واكتسبت شهرتها من خلال مغني السول آل ويلسون عام 1968. الأغنية لا تتحدث عن الهجرة، لكن ترامب قرر بطريقة مدهشة، استخدام كلمات الأغنية بانتظام لدفع أجندته السياسية الخاصة. وقد فعل ذلك أول مرة عام 2016 وفق صحيفة "واشنطن بوست".
ويحاول ترامب رسم صورة لأميركا على أنها ترغب بحدود محكمة وهجرة منظمة وجدار يفصل بينها وبين جيرانها الجنوبيين.
وخلال حملته الرئاسية الأولى عام 2015، أثار ترامب صدمة بسبب تصريحات له حول المهاجرين غير الشرعيين، الذين وصفهم بأنهم "مغتصبون"، ثم وعد ببناء جدار ضخم على الحدود البالغ طولها 3000 كيلومتر مع المكسيك، لمنع المهاجرين من دخول الأراضي الأميركية. وبالرغم من أن وعوده ببناء هذا الجدار لم تتحقق بعد، فإن ترامب مصمم على إثبات قوته وقدرته على تحقيق ما وعد به.
على الرغم من كل الجدل، يظل ترامب يعزف على وتيرة ترنيمته السياسية، ويشدو بوعوده، ويستخدم أغانيه المفضلة كأدوات لجذب الجماهير.