تطلعات لمرحلة جديدة من العمل المشترك
قمة أولى لمجلس جامعة الدول العربية في البحرين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
المنامة: تستضيف البحرين، في حدث سياسي بارز له دلالاته من حيث المكان وأهميته من حيث التوقيت، في 16 أيار (مايو) الجاري أعمال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة. وذلك للمرة الأولى في تاريخ انعقاد القمم العربية العادية والطارئة.
بلورة مرحلة جديدة
وتعقد القمة العربية العادية ال33 وسط تطلعات لبلورة مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك وقرارات تجسد وحدة الصف في مواجهة اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط اثر حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة.
وتحرص البحرين على تقديم كافة التسهيلات اللازمة للوفود المشاركة لإنجاح القمة لكي تكون علامة فارقة بمخرجاتها في تعزيز أسس العمل العربي المشترك وتحقيق آمال وطموحات الأمة العربية وشعوبها والوصول إلى حلول مستدامة تجاه القضايا المشتركة.
وتعتبر القمة في هذا الوقت على وجه الخصوص حدثا تاريخيا استثنائيا في غاية الأهمية لاسيما في ضوء ما تشهده الساحة العربية من تحديات ونزاعات سواء على الصعيد السياسي أو الأمني أو الجيوسياسي وأبرزها الأوضاع في قطاع غزة فضلا عن استمرار القتال في السودان والأزمات السياسية والأمنية في اليمن وليبيا وسوريا والصومال.
ويتطلب ذلك الوضع من الدول العربية مزيدا من التكاتف والوقوف صفا واحدا للنهوض بشعوبها ومعالجة الازمات وعلى رأسها نصرة قضية العرب الأولى ودعم الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لحل الدولتين وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ظروف دقيقة وحرجة
ونظرا لانعقاد القمة وسط ظروف دقيقة وحرجة في ظل ازدياد حدة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتغييرات المناخية لاسيما مع تزايد شدة النزاعات والحروب الراهنة التي اثرت بشكل كبير على الاقتصاد العالمي وأصبحت تهدد حاضر ومستقبل الشعوب العربية فإن الأمر يحتم ضرورة التفاف الدول العربية حول بعضها لاتخاذ قرارات حاسمة تتصدى لأي خطر يهدد امن واستقرار شعوبها والعبور بها الى بر الامان وتحقيق التضامن العربي.
وتهدف قمة البحرين إلى تعميق عرى التعاون والترابط والدفع بآليات العمل العربي المشترك والإبقاء على تشاور وتنسيق مستمرين مع الأشقاء لبحث القضايا ذات الاهتمام والمصير الواحد وتغليب المصلحة العربية واستثمار هذا الحدث لرسم مسارات الازدهار لأبناء المنطقة ومستقبلها.
وفي اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية (161) الذي عقد برئاسة وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج محمد ولد مرزوك بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط في مقر الأمانة العامة بالقاهرة مارس الماضي تم اعتماد مشروع جدول أعمال الدورة العادية ال33 للقمة العربية التي تستضيفها المنامة.
وبحث وزراء خارجية الدول العربية الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال والتقارير المرفوعة من الأمانة العامة بشأن تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك واتخذوا بشأنها القرارات المناسبة لاسيما في القضايا المتعلقة بالأمن والاستقرار الاقليمي والنزاعات في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وجهود وقف الحرب في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية.
جهود واستعدادات
وواصلت البحرين خلال الأشهر الماضية جهودها واستعداداتها بالتعاون مع الجامعة العربية تحضيرا للقمة التي تعقد خلال مرحلة حساسة حيث استقبل العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة في يناير الماضي الأمين العام لجامعة الدول العربية لبحث استعدادات المنامة لاستضافة القمة وأكد ثقته الكبيرة بقدرة المملكة على استضافة ناجحة من كافة النواحي التنظيمية واللوجستية والموضوعية بما يضمن للقمة الخروج بالشكل المشرف والمؤمل لاسيما أنها الاستضافة الأولى في تاريخ المملكة.
وتم خلال الأشهر الماضية عقد اجتماعات تنسيقية - تشاورية مكثفة بين البحرين والجامعة شكلت من خلالها لجنة عامة للاعداد للقمة برئاسة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي.
كما وجه ملك البحرين بتشكيل لجنة الإعداد والتحضير للقمة برئاسة وزير الداخلية البحريني الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة للوقوف على الجهود التحضيرية الوطنية والإجراءات التنظيمية اللوجستية والموضوعية.
وكان العاهل البحريني بعث برسائل خطية إلى قادة الدول العربية تتضمن دعوتهم للمشاركة في أعمال الدورة ال33 للقمة العربية.
كما قام وزير الخارجية البحريني الدكتور عبداللطيف الزياني بجولة له في عدد من الدول العربية مؤخرا استعرض خلالها تحضيرات انعقاد القمة العربية وبرنامج عملها والموضوعات والقضايا المقرر إدراجها على جدول الأعمال.
ويعول المراقبون والسياسيون كثيرا على مخرجات البيان الختامي لقمة البحرين المرتقبة نظرا لحجم وأهمية وحيوية الملفات والقضايا المطروحة أمام قادة الدول العربية.
كما تنبثق أهميتها من حجم التطلعات والآمال المعقودة عليها للارتقاء بمسيرة العمل العربي المشترك وتعزيز التنسيق تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية بما يدعم جهود الدول والشعوب العربية تجاه تحقيق التنمية.
بلورة العمل العربي
وتسعى البحرين بالتعاون مع الأشقاء العرب وجميع الدول الإقليمية المؤثرة في المنطقة إلى بلورة مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك من خلال تكثيف المبادرات والمساعي الدبلوماسية وتغليب لغة الحوار وانتهاج طريق السلام العادل والشامل.
كما يسعى القادة للوصول إلى حلول مستدامة تجاه القضايا المشتركة القابلة للتطبيق على أرض الواقع والقائمة على مقاربة الآراء العربية تحقيقا لاستدامة الأمن والاستقرار الإقليمي وبما يوفر الظروف والآليات الملائمة التي تسهم في تحقيق تطلعات وآمال الشعوب العربية والمصالح الحيوية لازدهار دول المنطقة كافة.