أخبار

تقرير ألماني يؤكد تقارب طهران وبيونغ يانغ عسكرياً ونووياً

كوريا الشمالية وإيران.. الشيوعية والإسلام يتحالفان!

تعاون عسكري ونووي بين كوريا الشمالية وإيران
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من برلين: أكد تقرير ألماني كتبه جوليان رايل عبر "دويتشه فيله" DW أن التقارب والتعاون بين إيران وكوريا الشمالية يسير بخطى واسعة، وتحديداً في ملفات تتعلق بالأسرار النووية، وخبرات صناعة المسيرات، إيذانا بتدشين بيونغ يانغ وطهران تحالفا جديدا مناهضا للغرب، والمفارقة أن كوريا الشمالية كيان شيوعي يقوم على عبادة الشخصية، بينما نظام الحكم في إيران "إسلامي ثيوقراطي"

كوريا الشمالية تخطو باتجاه بناء علاقات جديدة مع الدول التي تتقاسم معها الأفكار بالتزامن مع توثيق تعاونها مع حلفائها التقليديين روسيا والصين. ومؤخرا، يبدو أن النظام الإيراني بات موضع اهتمام بيونغ يانغ وزعيم البلاد كيم جونغ أون.

وقالت كيم سونغ كيونغ، الأستاذة المتخصصة في شؤون كوريا الشمالية في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سول، إن الوضع الحالي يشبه حقبة الحرب الباردة حيث "أننا نشهد صعود كتلتين، وترى كوريا الشمالية في ذلك فرصة جيدة للوقوف إلى جانب إيران وتكرار معارضتها للولايات المتحدة". وأضافت أن كوريا الشمالية ربما ترى أن هذا الأمر يمثل "فرصة جيدة لبيع الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية لطهران مقابل منافع اقتصادية في ضوء أن العقوبات المفروضة على البلدين تحد من قدراتهما الاقتصادية".

زيارات وتفاهمات (سرية)
وشهد شهر نيسان (أبريل) الماضي إرسال كوريا الشمالية وفدا رفيع المستوى يتألف من خبراء اقتصاديين إلى طهران في زيارة امتدت لأكثر من أسبوع في أول مهمة من نوعها منذ عام 2019. ورغم مساعي البلدين إلى رفض الحديث عن الزيارة، إلا أن محللين قالوا إن المحادثات تطرقت إلى التكنولوجيا العسكرية بما في ذلك الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية.

وتنفي إيران إجراء محادثات بشأن برنامجها النووي، إذ وصف الناطق باسم الخارجية الإيرانية هذه التكهنات بأنها "متحيزة وعارية عن الصحة"، مؤكدا أن وفد كوريا الشمالية الزائر حضر معرضا في طهران مع عقد محادثات تجارية.

وبعد ذلك بيوم، أدانت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية قيام الولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة على إيران جراء اتهام طهران بتزويد روسيا بآلاف المسيرات لاستخدامها بالحرب في أوكرانيا وأيضا شنت إيران هجمات بمسيرات وصواريخ على إسرائيل في منتصف الشهر المنصرم ردا على قصف قنصليتها في دمشق.

تحالف ضد الغرب
تستهدف الجولة الأخيرة من العقوبات قدرة إيران على تصنيع المسيرات واستخدامها. فيما ذهبت وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية إلى القول بأن العقوبات الجديدة استهدفت قطاعات الصلب والسيارات والطائرات بدون طيار في إيران، مضيفة أن واشنطن فرضت العقوبات بعد أن أقدمت على "تزييف الحقائق كما لو كانت إيران مسؤولة عن تدهور الوضع الإقليمي".

الشيوعية والإسلام
من جانبه، أشار دانييل بينكستون، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة تروي في سول، إلى قدم العلاقات التي تربط إيران و كوريا الشمالية، مضيفا "هذه العلاقة تتسم في كثير من النواحي بالتناقض: إذ أن إيران تعد نظاما إسلاميا ثيوقراطيا، في حين أن نظام كوريا الشمالية شيوعي قائم على عبادة الشخصية".

وأضاف في مقابلة مع DW، أنه "رغم الاختلاف الكبير بين النظامين، إلا أن بيونغ يانغ وطهران تتقاسمان بعض الأمور: إذ أن كلاهما نظامان استبداديان لا يتسامحان مع أي صوت معارض فضلا عن أنهما يشتركان في لعب دور المظلومية ضد الولايات المتحدة والغرب بشكل عام".

وقال إن القادة الإيرانيين يطلقون على الولايات المتحدة وصف "الشيطان الأكبر" في حين تركز الدعاية الكورية الشمالية على ما تسميه "الإمبريالية الأمريكية".

وفي الوقت الذي تسعى فيه كوريا الشمالية إلى تعزيز علاقاتها مع إيران وروسيا والصين وسوريا وبيلاروسيا، فقد قامت بإغلاق سفاراتها في دول أخرى حيث سحبت بعثاتها الدبلوماسية من إسبانيا وأنغولا وأوغندا وهونغ كونغ ونيبال.

وأفادت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية بأن إغلاق البعثات الدبلوماسية جاء بسبب الصعوبات الاقتصادية، لكن محللين ارجعوا ذلك إلى مخاوف قيادة كوريا الشمالية من انشقاق دبلوماسييها المتواجدين في الخارج. وقال آخرون إن بيونغ يانغ ترغب في توطيد علاقاتها مع الدول التي ستدعمها اقتصاديا وعسكريا.

وقال بينكستون إنه من المتوقع أن تظهر إيران وكوريا الشمالية المزيد من الدعم السياسي والدبلوماسي لبعضهما البعض، مثل دعم بيونغ يانغ لإيران على حساب إسرائيل والولايات المتحدة.

وفي ذلك، أضاف أن كوريا الشمالية "قامت في الماضي بتزويد إيران بالتكنولوجيا النووية وهو ما أزعج إسرائيل. ومن المحتمل أن تتمكن كوريا الشمالية مرة أخرى من تقاسم ما قامت بتطويره. ستكون قادرة على توفير البيانات بناء على تجاربها النووية ويمكنها تبادل أفضل الممارسات بشأن برنامجها الفضائي والمعلومات بشأن برنامجها المحلي للأقمار الصناعية."

تكنولوجيا صناعة المسيرات
وأشار إلى أن تكنولوجيا صناعة المسيرات سوف تحظى باهتمام البلدين في أعقاب فعالية الطائرات بدون طيار في أرض المعارك بأوكرانيا، مضيفا بأنه "ستكون لديهما بيانات حول أمور مثل تقييمات الخسائر والتكنولوجيا الأكثر فعالية والتدابير المضادة بما في ذلك المقارنة بين قدرات وتصميم المسيرات في كلا البلدين".

النفط الإيراني
وقال بينكستون إن كوريا الشمالية تحتاج بشدة إلى النفط الذي يقع في صميم العقوبات الدولية، فيما يمكن لإيران التهرب من العقوبات عن طريق الاستفادة من اتفاقيات التجارة الثلاثية مع روسيا بهدف تزويد كوريا الشمالية بالنفط.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف