أخبار

"إغلاق المعبر يعني أن أفقد قدمي الثانية"

شهادات لبي بي سي من مرضى ومصابين في رفح

إغلاق المعبر يبدد آمال عبد الكريم الدرديسي في تلقي العلاج في الخارج
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

"إذا ظل الوضع على ما هو عليه الآن من سيطرة الدبابات الإسرائيلية على معبر رفح البري، سوف يتفاقم الوضع و سأفقد قدمي الأخرى".
بهذه الكلمات ذرف الطفل الجريح عبد الكريم الدرديسي من سكان شرق خان يونس دموعه وهو يتحدث إلينا.

عبد الكريم الذي حصلت بي بي سي على إذن مسبق من والدته للحديث إليه، أُصيب منذ ثلاثة أشهر، لكن إغلاق المعبر بدد كل الآمال في تلقيه العلاج اللازم.
فبعد اقتحام الجيش الإسرائيلي معبر رفح البري، صباح الثلاثاء وسيطرته على الجانب الفلسطيني الفاصل بين قطاع غزة ومصر، تعيش الأسر في القطاع حالة من اليأس والحزن الشديدين، حيث فقد آلاف الجرحى والمصابين وخاصة الأطفال فرصة النجاة والعلاج في الخارج ، رغم إدراج أسمائهم في كشوفات المسافرين.
ويروي عبد الكريم تفاصيل إصابته لبي بي سي، قائلا "كنت عائداً إلى منزلي حينما تعرضت لقصف صاروخي من قبل طائرة زنانة، بُترت قدمي على إثره وأُصيبت قدمي الأخرى إصابة خطيرة".

BBC عبد الكريم يخشى من فقدان ساقه الثانية إذا استمر إغلاق المعبر

وكان من المقرر أن يسافر عبد الكريم صباح يوم اقتحام المعبر من قبل الجيش الإسرائيلي، لكن المعبر أُُغلق وأُلغي سفره وهولا يزال يمكث في المستشفى الأوروبي.
اختتم الطفل الفلسطيني حديثه معنا مناشداً كل الجهات الدولية وكل من لديه القدرة على مساعدته في الخروج، قائلاً "من حقي أن أتلقى العلاج".

BBC الطفل منير الدحدوح مصاب بمرض وراثي نادر. " لدينا تحويل للعلاج في الخارج، لكن لم نخرج حتى الآن من القطاع"

ويعاني أطفال آخرون في قطاع غزة من أمراض نادرة تحتاج إلى علاج ومتابعة كالطفل منير الدحدوح الذي قال والده لبي بي سي إنه يعاني من اضطراب وراثي نادر يعرف باسم "متلازمة كورنيليا دي لانج".
ويؤثر هذا الاضطراب الوراثي على نموه، إذ يعاني من تشوهات خلقية وفقدان للأطراف.
وقد بدأ والد الطفل منير في القيام بالإجراءات للحصول على تحويل وعلاج ابنه خارج غزة، و لكن بسبب إغلاق الجيش الإسرائيلي للمعبر، " تعثرت كل الإجراءات".
وما يحزن الأب أنه لا يستطيع علاج ابنه الذي يعاني أيضا من مشاكل في الكبد والقلب وفي الخصيتين والأعصاب.
ليس هذا فحسب، بل إنه "يُصاب بنوبات تشنج وبكاء مستمر".

BBC الطفلة سديل حمدان تعاني من تضخم في الكبد والطحال

أما والدة الطفلة سديل حمدان فتقول: "وضع ابنتي صعب للغاية حيث تعاني من تضخم في الكبد والطحال وانسداد في القناة المرارية ما أدى إلى تجمع المياه في البطن".
كما تعاني سديل من تليف بالكبد من الدرجة الثالثة، ومن نزيف دم بالأنف وهو ما قد يعرض حياتها للخطر إذا لم تتلق العلاج.
وأضافت والدة الطفلة "حالة ابنتي تتدهور كل يوم. فمنذ الثاني من آذار (مارس) ونحن لدينا تحويل للعلاج في الخارج، لكن حتى الآن لم نخرج من القطاع بعد إغلاقه من قبل الجيش الإسرائيلي".

BBC تقول والدة سديل حمدان إن حالة ابنتها تتدهور. "إغلاق المعبر الآن يهدد حياة الآلاف من الجرحى والمرضى في غزة"

من جانبه، أكد الدكتور صالح الهمص، مدير التمريض في مستشفى غزة الأوروبي في تصريح لبي بي سي، أن سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح البري تزيد من تعقيدات إجراءات الحصول على تحويل للعلاج خارج قطاع غزة.
وأشار إلى أن معدل خروج الحالات الطبية من معبر رفح كان يبلغ حوالي 40 حالة يومياً قبل سيطرة الجيش الإسرائيلي عليه، وكان هذا الرقم يمثل فقط ثلاثة في المئة من عدد الحالات المسموح لها بالخروج.

BBC الدكتور صالح الهمص يقول إن إغلاق المعبر يزيد من تعقيدات الحصول على تحويل للعلاج خارج القطاع.

وأوضح الهمص أن الأشخاص الذين يخرجون من المعبر للعلاج ليسوا فقط أولئك المصابين بجروح، بل أيضاً مرضى السرطان والحالات الطبية الأخرى الحرجة.
وأضاف أن إغلاق المعبر الآن يهدد حياة الآلاف من الجرحى والمرضى في غزة، حيث يحرمهم من الوصول إلى العلاج الضروري خارج القطاع. هذا الوضع يشكل خطراً جسيماً على حياتهم، وستزداد الحالات الطبية الحرجة والوفيات أو المضاعفات بسبب تأخر العلاج.
وطالب الهمص بإعادة فتح معبر رفح البري لإنقاذ الأرواح وتقديم العلاج لهؤلاء المرضى الذين يواجهون خطراً متزايداً على حياتهم، قائلاً "إن كل ساعة تمر على إغلاق بوابات معبر رفح تزداد خطورة أوضاع المصابين".

BBC لافتة معلقة على بوابة معبر رفح تفيد بتعليق خدمة المراجعين. لحظات اقتحام الدبابات الإسرائيلية للجانب الفلسطيني من معبر رفح ورفع العلم الإسرائيلي فيهكيف تؤثر سيطرة إسرائيل على معبر رفح على المواطنين وسير مفاوضات وقف إطلاق النار؟ما مصير الأطفال الجوعى في قطاع غزة؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف