الأمم المتحدة تعلّق المعونات: الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء غير ممكن
واشنطن تعتبر أن العملية الإسرائيلية في رفح "محدودة"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلنت الأمم المتحدة أنها علقت توزيع المعونات الغذائية في رفح، بسبب نقص الإمدادات وانعدام الأمن.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، إن الوصول إلى أغلب مراكز توزيع الغذاء في رفح أصبح غير ممكن، وكذلك الوصول إلى مراكز توزيع تابعة لبرنامج الغذاء العالمي، بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية شرقي المدينة.
ولجأ أكثر من 800 ألف فلسطيني من بين مليون شخص إلى النزوح من المدينة بعد بداية العملية الإسرائيلية قبل أسبوعين.
وأوضحت الأونروا أن المراكز الصحية التابعة لها قد توقفت عن العمل أيضا قبل 10 أيام.
ويـأتي ذلك في وقت قالت فيه الولايات المتحدة إنها تعتقد أن غالبية المعونات التي دخلت عبر الميناء العائم شمالي القطاع لم يتم توزيعها بعد بسبب المصاعب الجارية.
وقطع بعض الفلسطينيين طريق شاحنات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي السبت، بسبب حاجتهم الماسة للغذاء، وأعلن البرنامج بعدها تعليق نقل المعونات من شمالي القطاع، حتى يتم تحديد طرق جديدة أكثر أمنا.
وبعد دخول الحرب شهرها الثامن تصر إسرائيل على أن اجتياح رفح أصبح ضروريا لتحقيق نصر حاسم على حركة حماس، والقضاء على آخر مقاتليها المتحصنين في المدينة على حد قولها.
لكن الأمم المتحدة والقوى الغربية حذروا من أن هذه العمليات قد تؤدي إلى المزيد من الخسائر بين المدنيين بشكل مبالغ فيه، وإلى كارثة إنسانية.
وفي السادس من الشهر الجاري قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنها وجهت أوامر إلى سكان شرقي رفح بالخروج من منازلهم وإخلاء المنطقة للحفاظ على سلامتهم، وذلك قبيل ساعات من بداية عملياتها في المنطقة.
وتسيطر القوات الإسرائيلية على مركز المدينة وكذلك المعبر الحدودي مع مصر، وأبقته مغلقا بشكل كامل، وتؤكد الأمم المتحدة أن معبر كرم أبوسالم بين القطاع وإسرائيل وهو الأقرب لمعبر رفح بقي مغلقا أيضا بسبب العمليات العسكرية ولا يمكن استخدامه لإدخال المساعدات.
ومن غير المعلوم عدد السكان في رفح حاليا، لكن مدير الأونروا قال إنهم حاليا أكثر من 800 ألف إنسان.
ووجه الجيش الإسرائيلي النازحين من رفح إلى التوجه إلى "المناطق الإنسانية" التي تمتد من المواسي المجاورة لرفح إلى قلب مدينة دير البلح، مشيرا إلى أنه سيؤسس عددا من المستشفيات الميدانية على طول الطريق.
لكن الأمم المتحدة قالت إنه لا يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة بالكامل، وإن المناطق المخصصة للنازحين أصبحت مكتظة، ولم تعد هناك أي إمدادات كافية من المياه النظيفة الصالحة للشرب.
واشنطن تراقب
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان الثلاثاء إنه يواصل عملياته العسكرية "التي تستهدف البنية التحتية للإرهابيين" في شرقي مدينة رفح مضيفا أنه "حيد عشرات الإرهابيين".
واعتبر البيت الأبيض الأربعاء أن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة "أكثر استهدافا ومحدودة"، وجدد تحذيراته لتجنب "الكثير من الموت والدمار".
وقال جايك سوليفان، مستشار الأمن القومي، إنه أُبلغ خلال زيارته لإسرائيل هذا الأسبوع بإدخال "تحسينات" على خططها بشأن رفح من شأنها أن تسمح لها "بتحقيق أهدافها العسكرية مع الأخذ في الاعتبار الضرر الذي يلحق بالمدنيين".
وأضاف سوليفان "ما رأيناه حتى الآن في ما يتعلق بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في تلك المنطقة كان أكثر استهدافا ومحدودية، ولم يتضمن عمليات عسكرية كبيرة في قلب المناطق الحضرية المزدحمة".
وأكد سوليفان أن واشنطن تراقب عن كثب العمليات الإسرائيلية الجارية، موضحاً أنه "لا توجد معادلة رياضية، ما سننظر فيه هو ما إذا كان هناك الكثير من الموت والدمار نتيجة هذه العملية أم أنها أكثر دقة وتناسبا"، واستدرك قائلاً: "سنرى ما سيتكشّف".
وخلال جلسة استماع أمام الكونغرس الأمريكي، الأربعاء، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن إسرائيل تستهدف أنفاق حماس المؤدية إلى غزة، مضيفاً أن العملية "تهدف بالأساس إلى السيطرة على المنطقة الحدودية، أو على الأقل أجزاء من المنطقة الحدودية بين مصر وغزة، بهدف إيقاف أنفاق التهريب الموجودة هناك".
وأشار بلينكن إلى أن سيطرة إسرائيل على معبر رفح الحدودي أدت إلى وقف المساعدات، خاصة مع قلق مصر بشأن أمن السائقين وعمال الإغاثة.
وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة "تعمل بشكل مكثف مع إسرائيل ومصر" لإعادة فتح المعبر الحدودي.
وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان، في تصريحات لوسائل إعلام مصرية الأربعاء، إن مصر تشترط وجود طرف فلسطيني لتسلّم المساعدات في الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
وأضاف رشوان أن "محاولات التشكيك في دور مصر قد تدفعها للانسحاب من الوساطة" لوقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن "الادعاءات الإسرائيلية لن تؤدي إلا إلى مزيد من تعقيد الوضع في غزة والمنطقة برمتها"، و مؤكداً أن القاهرة "وسيط نزيه، ينحاز للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
"مجاعة كاملة المعالم"
وأشار الجيش الإسرائيلي في بيان منفصل إلى أنه "وفر ممرا آمنا لمئات الشاحنات التي تحمل المعونات الغذائية والمياه والإمدادات الطبية" عبر القطاع.
وأوضح أن نحو 381 شاحنة قد مرت عبر معبر كرم أبو سالم الثلاثاء، وأن هناك 650 شاحنة أخرى لا تزال تنتظر عند المعبر.
وحذر تقرير تابع للأمم المتحدة قبل شهرين من أن نحو مليون فلسطيني يواجهون خطر كارثة إنسانية في قطاع غزة بسبب الجوع الذي قد يصل حد المجاعة.
ورغم عدم الإعلان رسميا عن وجود مجاعة في غزة إلا أن مديرة برنامج الغذاء العالمي، ساندي مكاين قالت في وقت سابق من الشهر الجاري "هناك مجاعة كاملة المعالم شمالي القطاع وتتوسع باتجاه الجنوب تدريجيا".
ودخلت أول شاحنة القطاع عبر الميناء العائم الذي أسسته القوات الأمريكية جنوب غربي مدينة غزة يوم الجمعة وهي محملة بالإمدادات الغذائية".
وقالت القيادة المركزية الأمريكية، إن نحو 569 طنا من المعونات والمساعدات قد وصلت بالفعل عبر البوارج إلى سواحل قطاع غزة، لكن المتحدث باسم البنتاغون أوضح لاحقا أنه لم يتم توزيع أيا منها بعد.
وأكد برنامج الغذاء العالمي أنه تمكن يوم الجمعة من نقل حمولة 10 شاحنات من الميناء العائم إلى مخازنه في مدينة دير البلح، لكن في اليوم التالي تم اعتراض 11 شاحنة من بين 16 شاحنة أثناء سيرها على الطريق من قبل المدنيين الساعين للحصول على الغذاء.
وقال مدير البرنامج مايكل دوغاريك إن "الشاحنات كانت على الطريق عبر مناطق سكنية تعاني نقصا من الغذاء، وأظن أن الناس اعترضوها بسبب شعورهم الشديد بالجوع، وبالتالي أخذوا ما يمكنه أن يسد جوعهم".
وقال الجيش الامريكي إن هناك مباحثات ثنائية مع إسرائيل "للتوصل إلى طرق بديلة لتحرك الشاحنات بشكل آمن".
في الوقت نفسه حذر مدير منظمة الصحة العالمية من أن أكبر مستشفى شمالي غزة وكان لا يزال في الخدمة، تعرض للقصف 4 مرات الثلاثاء، ما أخرجه من الخدمة وسط احتدام المعارك بين قرب مخيم جباليا.
وأوضحت المنطمة أن مستشفى العودة في جباليا أصبح محاصراً بشكل كامل ولم يعد من الممكن الوصول إليه، أو إخراج المرضى منه.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه يدقق في تقارير من قبل العاملين الصحيين في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، بعدما قالوا إن قسم الطواريء قد تعرض للقصف من جانب الجيش الإسرائيلي، ما دفعهم لنقل أسرة المرضى إلى الشوارع المحيطة.
ونزح عشرات الآلاف من المدنيين من مخيم جباليا منذ إعلان الجيش الإسرائيلي بدء عملياته هناك الأسبوع الماضي مبررا ذلك بإعادة تجمع عناصر حماس فيه.
وبدأت إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة قبل نحو ثمانية أشهر، بعد هجوم عناصر من حركة حماس، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على بلدات غلاف غزة، ما أسفرعن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 252 شخصا أخر بحسب السلطات الإسرائيلية.
وعلى الجانب الفلسطيني أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 35640 شخصاً، غالبيتهم من النساء والأطفال بحسب إحصاءات وزارة الصحة في قطاع غزة.
ماذا يعني اعتراف ثلاث دول أوروبية جديدة بفلسطين كدولة؟ماذا يعني تدخل مصر لدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية؟