بعد أيام من مقتله في تحطم طائرة
انتهاء مراسم دفن ابراهيم رئيسي في مشهد وسط انقسام في إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دُفن الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، في مسقط رأسه بمدينة مشهد، بعد أربعة أيام من مصرعه في حادث تحطم طائرة هليكوبتر.
ووُري رئيسي البالغ من العمر 63 عاماً في مرقد الإمام الرضا، وهو أحد الأئمة الكبار عند المذهب الشيعي.
وأظهرت لقطات تلفزيونية حشوداً كبيرة تتجمع في أحد الشوارع الرئيسية بالمدينة الواقعة شمال شرق البلاد قبل المراسم.
ولقي سبعة أشخاص آخرين حتفهم في حادث تحطم الطائرة يوم الأحد، بسبب سوء الأحوال الجوية في منطقة جبلية شمال غربي إيران.
ومن بين القتلى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، 60 عاماً، الذي دُفن يوم الخميس في ضريح شاه عبد العظيم في ري، إحدى الضواحي الجنوبية للعاصمة طهران.
وكان القائم بأعمال الرئيس محمد مخبر، الذي سيستمر في منصبه حتى إجراء الانتخابات في 28 يونيو/حزيران المقبل، حاضراً في مراسم دفن رئيسي.
من تبريز إلى مشهد: ما خصوصية المدن التي تمرّ بها مراسم تشييع الرئيس الإيراني؟وجاء دفن إبراهيم رئيسي في ضريح الإمام الرضا ذو القبة الذهبية - وهو نصب تذكاري للإمام الشيعي الثامن - والذي يعتبر الأكثر قداسة في إيران، بعد ثلاثة أيام من مصرعه.
ووصفت وسائل الإعلام الرسمية حدث الخميس بأنه "تاريخي"، في حين نقلت عن عمدة مشهد قوله إن "ثلاثة ملايين من المشيعين" شاركوا في الجنازة - وهو رقم يساوي تقريباً إجمالي سكان المدينة.
وفي وقت سابق من يوم الخميس، خرج الآلاف أيضاً لمشاهدة نعشه وهو يمر عبر مدينة بيرجند الشرقية، حيث كان رئيسي ممثلاً لدى مجلس الخبراء فيها.
وفي يوم الأربعاء، حضر زعماء وشخصيات بارزة من حلفاء البلاد وجيرانها مراسم التشييع في العاصمة طهران.
وحضر أيضاً ممثلو ما يسمى بـ"محور المقاومة"، وهي شبكة من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران.
وكان من بينهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، ونائب الأمين العام لحركة حزب الله اللبنانية، نعيم قاسم، والمتحدث باسم الحوثيين في اليمن، محمد عبد السلام، ورئيس قوات الحشد الشعبي شبه العسكرية في العراق، فالح الفياض.
وكان كبار المسؤولين الغربيين غائبين بشكل ملحوظ عن الحفل، مما يعكس توتر العلاقات بين بلدانهم وإيران.
كما أمّ المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الصلاة على أرواح المتوفين.
وقال خامنئي لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري: "وفاة الرئيس كانت مسألة صعبة بالنسبة لنا، لكن الأمة الإيرانية ستحول هذا الحادث المرير إلى فرصة".
وكان رئيسي مقرباً من المرشد الأعلى البالغ من العمر 85 عاماً، والذي يمثل السلطة المطلقة في الجمهورية الإسلامية، وكان يُنظر إلى رئيسي على أنه خليفة محتمل للمرشد.
القدر المحتوم لقادة إيران: موت أو عزل أو صراعاتوشارك عشرات الآلاف من الأشخاص في مواكب الجنازة في الأيام الأخيرة، والتي صورتها الحكومة ووسائل الإعلام الحكومية على أنها مظاهرات تمثل الوحدة الوطنية.
وقال محسن، وهو رجل دين من مدينة قم، لوكالة فرانس برس خلال مراسم الجنازة يوم الأربعاء في طهران: "كيف أجد شخصاً مثله؟ على حد علمي، ليس لدينا أي شخص بمكانته."
وقال الموظف الحكومي علي موسوي نجاد إن وجود هذا العدد الكبير من الأشخاص “يبعث برسالة إلى أعداء الثورة”.
ومع ذلك، بقي عدد أكبر من الأشخاص في منازلهم، حتى أن البعض احتفل بوفاة الرئيس على الرغم من تحذير المدعين العامين بتوجيه تهم ضدهم.
وتعرض رئيسي لانتقادات الملايين لـ"إشرافه على حملة القمع ضد احتجاجات المرأة، الحياة، الحرية" التي اندلعت في عام 2022، بعد عام من توليه منصبه.
كما واجه دعوات لإجراء تحقيق دولي في دوره المزعوم في "لجنة الموت" التي أمرت بتنفيذ عمليات إعدام جماعية للسجناء السياسيين في الثمانينيات. بالإضافة إلى أن البلاد مرت بظروف اقتصادية صعبة خلال توليه الرئاسة، والمواجهة العسكرية المباشرة غير المسبوقة مع إسرائيل الشهر الماضي، التي أثارت مخاوف من نشوب حرب إقليمية.
وقالت طالبة شاركت في الاحتجاجات قبل عامين لبي بي سي: “الناس سعداء للغاية، معظمهم يرتدون ملابس بيضاء. الصورة التي يستمرون في إظهارها للعالم هي أننا جميعاً حزينون، وأننا نحبه، ليست صحيحة".
مهسا أميني: ما هي شرطة "الأخلاق" المتهمة بقتل الشابة الإيرانية؟وأضافت: "اليوم، عندما حضرت دروسي، كانت هناك لافتة كبيرة لوجهه في الردهة الرئيسية للجامعة، وكان الطلاب يشيرون بالإصبع الأوسط إليها".
وقال هادي قائمي، مدير مركز حقوق الإنسان في إيران ومقره الولايات المتحدة، إن "وفاة رئيسي لا ينبغي أن يتم توظيفها من أجل فرض المزيد من القمع على المدنيين".
وقال: "كان رئيسي أحد أعمدة النظام الذي يسجن ويعذب ويقتل الأشخاص الذين تجرأوا على انتقاد سياسات الدولة، لقد مكنته وفاته من الإفلات من المحاسبة على جرائمه العديدة والفظائع التي ارتُكبت في ظل حكمه".
وتقول السلطات الإيرانية إنها لا تزال تحقق في سبب تحطم المروحية التي كان على متنها.
وقال مسؤولون إن الطائرة، وهي من طراز بيل 212 أمريكية الصنع ويبلغ عمرها عقوداً من الزمن، اصطدمت بجبل أثناء توجهها إلى مدينة تبريز شمال غرب البلاد وسط ضباب وأمطار غزيرة.
وكان رئيسي يسافر مع حسين أمير عبد اللهيان، وحاكم مقاطعة أذربيجان الشرقية، مالك رحمتي، وإمام تبريز، آية الله محمد علي آل هاشم، بالإضافة إلى رئيس فريق الأمن الرئاسي وطاقم المروحية المكون من ثلاثة أفراد، ولقي الجميع مصرعهم في الحادث.
أبرز حوادث الطيران التي لقيت فيها شخصيات معروفة مصرعهامن هم خلفاء المرشد الأعلى المتوقعون بعد وفاة رئيسي؟من حضر مراسم تأبين الرئيس الإيراني في طهران من الوفود الدبلوماسية العربية والدولية؟