مبادراتها تؤهلها لأن تكون لاعبا شريكاً في قيادة العالم
لماذا تحرص الصين على أن يكون لها دور في غزة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يتوجه ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس تونس قيس سعيد، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين الثلاثاء بدعوة من رئيسها شي جينبينغ، بحسب الخارجية الصينية.
وقالت متحدثة باسم الخارجية الصينية إن الزعماء العرب سيحضرون حفل افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي، حسب وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".
وقال دينغ لي نائب وزير الخارجية، خلال مؤتمر صحفي في بكين، إن الرئيس شي جينبينغ "سيجري محادثات مع رؤساء الدول الأربع لتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وأضاف لي أنه سيكون هناك موقف مشترك بين الصين والدول العربية الأربع بشأن القضية الفلسطينية.
ولطالما عبرت الصين عن دعمها للقضية الفلسطينية وحل الدولتين لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إذ دعا الرئيس الصيني إلى عقد "مؤتمر دولي للسلام" بهدف حل النزاع.
والدبلوماسية الصينية لم تكن بعيدةً عما يحدث في قطاع غزة، فقد استضافت بكين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وفداً من دول عربية وإسلامية لمناقشة الوضع في القطاع، ومحاولة التأثير على دول غربية للتحرك باتجاه السعي لوقف إطلاق النار والعمليات العسكرية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وقد تعرض قطاع غزة لقصف إسرائيلي مكثف رداً على الهجوم الذي شنّته حركة حماس على جنوبيّ إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ماذا نعرف عن اتفاق غزة بين إسرائيل وحماس بشأن الرهائن؟حرب غزة: لماذا تختلف عن غيرها من الحروب السابقة؟كما استضافت بكين في أواخر أبريل/ نيسان الماضي وفدا من حركة حماس ووفدا من حركة فتح لمناقشة جهود المصالحة الداخلية.
لكن السؤال المطروح بقوة هو: لماذا تحرص الصين على لعب دور الوسيط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟ وما المعطيات التي قد ترجح أن تنجح في مساعيها تلك؟
يبدو أنّ لدى بكين مصالح مع كلٍ من طرفيّ الصراع، فمن جهة لطالما أكدت الصين دعمها لحل الدولتين، كما أنّها قدمت في الماضي وتحديداً في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم السلاح لمنظمة التحرير الفلسطينية.
لكن من جهة أخرى تربطها اليوم بإسرائيل علاقة اقتصادية مميزة، إذ تعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري لها.
ويرى حسين إسماعيل، نائب رئيس تحرير الطبعة العربية لمجلة الصين اليوم، أنّ بكين مؤهلة لدرجة كبيرة للعب دور الوسيط في هذا الصراع بالرغم من وجود بعض الجوانب التي قد تُصعّب من هذه المهمة عليها.
ويضيف إسماعيل: "الصين لديها علاقات جيدة للغاية مع الدول العربية، وفي الوقت ذاته تربطها علاقات لا يستهان بها مع إسرائيل، لكنها تدرك تماماً أنّ ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالولايات المتحدة الأمريكية، فهي تعي جيداً أنّ واشنطن هي اللاعب الرئيسي، تحديداً بالنسبة لإسرائيل، إذ إنها الوحيدة القادرة على الضغط عليها في حين أنها، أي الصين، لا تمتلك مثل تلك القدرة".
وبطبيعة الحال، تلك العلاقة المتقدمة بين إسرائيل والولايات المتحدة تفرض واقعاً يجعل الصين غير قادرة على الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين بشكل منفرد. ويقول البروفيسور كيري براون، أستاذ الدراسات الصينية في جامعة كينغز كوليدج لندن، ومدير معهد لاو تشاينا: "لا أعتقد أنّ الصين تسعى لأن تكون الوسيط الوحيد، لكن مما لا شك فيه أنّها ترى نفسها قادرة على أن تكون جزءاً من جهدٍ متعدد الأطراف، فهي تريد الاستقرار في الشرق الأوسط عموماً لحماية مصالحها الاقتصادية والموارد التي تحصل عليها من المنطقة".
وأضاف براون: "لقد تمكنت الصين من أن تبني علاقات صداقة مع جميع الشركاء الرئيسيين في الشرق الأوسط، وذلك من خلال حقيقةٍ بسيطةٍ، وهي أنها ليست الولايات المتحدة، ولكن سيكون من الصعب الحفاظ على هذا النوع من التوازن في المستقبل، لسببٍ بسيط وهو أنّ العديد من المطالب سوف يفرضها لاعبون مختلفون على الصين مع ازدياد نفوذها واعترافهم بتعاظم ذلك النفوذ، وبشكلٍ طبيعي، مع تضاؤل الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة تدريجياً".
ويتفق حسين إسماعيل مع ذلك الرأي، إذ يعتقد أنه "ربما من خلال علاقة الصين التي تشهد نوعاً من الانفراجة مع الولايات المتحدة خاصة بعد لقاء جو بايدن وشي جينبينغ مؤخراً في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، ستستثمر بكين التقارب الجديد مع واشنطن في صياغة نوع من التفاهم فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، رغم التباين والاختلاف في مواقف الطرفين من الصراع، لكن بالشكل العام يتفقان على خطوطٍ عريضة مثل إحلال السلام ومسألة حل الدولتين".
تعد الصين ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، كما أنها صاحبة ثالث أقوى جيشٍ في العالم، وقد كان لها العديد من المبادرات التي تؤهلها لتكون لاعباً أساسياً وشريكاً في قيادة العالم.
وبحسب حسين إسماعيل "بكين تؤمن بأنّ أيّ صراعٍ أو نزاعٍ لا يمكن أن يفضي إلى خاسرٍ ورابح، بل ترى أنّ الجميع خاسر في أي صراع، وانطلاقاً من تلك القناعة فهي ترى أنه لا بد من تسوية الصراعات بطرقٍ سلمية، وقد سلكت هذا النهج سواء في قضايا تخصها أو في قضايا إقليمية ودولية عديدة... مما لا شك فيه أننا نتحدث عن دولةٍ لديها طموحات استراتيجية ومن هنا جاء اهتمامها الخاص بمنطقة الشرق الأوسط".
اتفاق السعودية وإيران: ابحث عن السلام ولو في الصين!هل أصبحت إيران بوابة الصين لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط؟وتتمتع منطقة الشرق الأوسط بأهميةٍ بالغةٍ لدى الصين؛ ففضلاّ عن أنّها تشكل المصدر الرئيسي لإمدادات الطاقة، تحتضن المنطقة أكبر أعمال شركات المقاولات والاستثمارات الصينية في الخارج، ويخبرنا إسماعيل بأن "منطقة الشرق الأوسط تحتل مكانة جيواستراتيجية شديدة الأهمية، وانطلاقاً من تلك المكانة جاء سعي بكين لتحقيق المصالحة بين إيران والمملكة العربية السعودية، كما أنّ المنطقة شريك رئيسي للصين في مبادرتها الطموحة المعروفة بمبادرة الحزام والطريق، والتي تعول عليها بكين كثيراً في إعادة صياغة مفاهيم العلاقات الدولية، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الجيواستراتيجي أو حتى الأمني".
وكانت الصين قد أطلقت مبادرة الحزام والطريق عام 2013، وهي مشروع بنية تحتية ضخم يهدف إلى توسيع روابطها التجارية من خلال بناء الموانئ والسكك الحديدية والمطارات والمجمعات الصناعية، وتوسيع نطاق نفوذها السياسي في العالم.
ويبدو أنّ بكين وفي إطار سعيها لتعزيز هذا النفوذ ستظل تسعى للعب أدوار الوسيط لإحلال الاستقرار بشكل خاص في الشرق الأوسط، لما لها من وجود اقتصادي قوي في كثير من دول المنطقة مثل مصر والسعودية وإيران وغيرها.
إسراء جعابيص: نخجل من الفرح و"فلسطين جريحة"عندما تنتهي الهدنة ستبدأ المرحلة الحاسمة من الحربكيف ينظر المواطنون الغزيّون إلى الهدنة بين حماس وإسرائيل؟