صفعة عمرو دياب: ما بين ضريبة الشهرة وحق النجوم في الخصوصية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
انتشر الجمعة على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مقطع فيديو للفنان المصري عمرو دياب، وهو يقوم بصفع أحد المعجبين به، حينما حاول الأخير التقاط صورة "سيلفي" مع دياب، خلال حفل زفاف بالعاصمة الصرية القاهرة قبل أيام.
خلال حفل الزفاف، كان عمرو دياب واقفا يغني وحوله الكثير من المعجبين، حاول الشاب التقاط صورة مع دياب، فالتف دياب بعيدا وفي بالمقابل أمسك الشاب بجسد دياب بقوة ليلتفت الأخير ويصفعه.
الواقعة قسمت الرأي العام، وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى فريق يدافع عن الشاب وينتقد بشدة "صفع" دياب له، وفريق ينتقد تصرف الشاب ويتهمه بخرق المساحة الشخصية لدياب والتعدي على خصوصيته.
بين الفريقين، خرجت من جديد أسئلة حول المساحة الشخصية للمشاهير، وإلى أي مدى يمكن التسامح مع اختراقها من قبل الجمهور، وما حدود تعامل المشاهير مع هذا الاختراق؟
يقول الناقد الموسيقي أمجد مصطفى لبي بي سي إنه "بالتأكيد هناك خطأ كبير من عمرو دياب لأنه نجم كبير، و عليه أن يتحمل أعباء النجومية، و بالتالي كان عليه أن يكون أكثر هدوءا في التعامل مع الجمهور حتى لو حدث تجاوز من الشخص".
وشدد مصطفى على أن "أي إنسان سواء كان مشهورا أو لا، لابد أن تكون تصرفاته تحت السيطرة، و النجم على وجه الخصوص لابد أن يسيطر على نفسه لأنه دائما تحت المجهر، والكاميرات تبحث عنه في كل مكان بحكم المكانة التي وصل إليها".
فجرت الواقعة هجوما غير مسبوق على المطرب خاصة أنها أعادت للأذهان واقعتين لذات الفنان، رأى الجمهور أنه تصرف فيهما بشكل غير لائق و"يتنافى مع حجم نجوميته وتقدير الجمهور له".
الواقعتان القديمتان إحداهما ظهر فيها دياب وهو يتحدث لأحد مرافقيه في مكان عام ويسب سائقه، بينما في الثانية قام بدفع أحد الأشخاص من فوق المسرح الذي كان يغني عليه بحفل زفاف أخر.
القانون لا يعترف بالشهرةحرر الشاب المتعرض للصفع بلاغا ضد عمرو دياب اتهمه بالاعتداء عليه فيما رد الأخير ببلاغ يتهم فيه الشاب بالاحتكاك الجسدي به وجذبه من ملابسه بشكل غير لائق، وبدأت السلطات التحقيق في البلاغين.
محمد إصلاح، المحامي بمحكمة النقض المصرية، وهي أعلى محكمة بالبلاد، قال لبي بي سي: "القانون لا ينظر للوقائع التي تصل للجرائم باعتبارها بين شخصية مشهورة وأخرى غير مشهورة، فالقانون يتعامل مع الوقائع مجردة ومع الأشخاص سواسية".
وتابع أنه مع ذلك "فعنصر الشهرة يؤخذ في الاعتبار من جانب سلطات التحقيق والقضاء، حيث يعزو إلى وجود الباعث على الاحتكاك والتطفل علي الشخص المشهور واختراق خصوصيته بحكم طباع البشر".
تنص المادة ٣٠٦ مكرر فقرة (أ) من قانون العقوبات المصري على أنه: يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز أربع سنوات، كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية أو الإلكترونية، أو أية وسيلة تقنية أخرى.
وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تجاوز خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن مائتي ألف جنيه ولا تزيد على ثلاثمائة ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا تكرر الفعل من الجاني من خلال الملاحقة والتتبع للمجني عليه صفة التعمد، ولكن "قانونا فالباعث على الجريمة ليس عنصرا من عناصرها".
"هوس السوشيال ميديا"أعادت صفعة عمرو دياب للأذهان وقائع مشابهة تظهر لحظات فقد فيها مشاهير السيطرة على أنفسهم واعتدائهم على معجبين حاولوا اختراق خصوصيتهم.
مؤخرا، انتشر مقطع مصور للممثل أحمد السعدني يعتدي لفظيا على أحد الصحفيين أثناء جنازة والده صلاح السعدني بعدما رفض مرارا تصوير الجنازة، وأظهر استيائه الشديد من تزاحم المصورين حول السيارة التي تحمل النعش.
كذلك أعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي واقعة "صفع" الممثل المصري الراحل عمرو الشريف عام 2011 لمذيعة تليفزيونية عراقية على وجهها خلال تواجده بمهرجان فني في قطر، لكن المتحدثة الإعلامية للشريف خرجت للإعلام لتوضح أنه يعاني من حالة ضغط واستفزاز خلال المهرجانات.
وعالميا في عام 2022 أيضا فقد نجم كرة القدم كريستيانو رونالدو السيطرة على أعصابه واعتدى على طفل من مشجعي نادي إيفرتون بعد نهاية لقائه مع مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي، حيث صفع رونالدو هاتف الطفل والذي يكان يقوم بتصويره وكسره على الأرض.
يقول أمجد مصطفى الناقد الفني إن "هوس السوشيال ميديا جعل لدى بعض الناس حالة من التجرؤ أو النهم أو الاستباحة للفنانين والمشاهير، ولكن برغم ذلك فمسؤولية المشاهير والنجوم تحتم عليهم عدم الانسياق لردود الأفعال العنيفة أو المسيئة التي تتضمن اعتداءات، لأن ذلك يسيء لهم قبل أي شيء".
وتابع أن هناك وسائل عديدة يمكن للمشاهير اتباعها في الحفاظ على حقوقهم وخصوصيتهم منها طلب الشرطة أو المسؤولين عن أمن الأماكن العامة وحتى اللجوء للقضاء.
وأشار " إلى أنه في أوروبا تنتشر ظاهرة مصوري الباباراتزي الذي يتلصصون على النجوم والمشاهير ويصورونهم حتى في بيوتهم دون إذن منهم وبعد النشر يلجأ النجوم المتضررون للقضاء ويحصلون على تعويضات مالية ضخمة من المجلات الكبرى التي تنشر تلك الصور".