أخبار

سحب القوات من 4 مناطق والتخلي عن الانضمام إلى الناتو

بوتين يعرض السلام مع أوكرانيا وكييف وواشنطن ترفضان شروطه

دبابات روسية محترقة بقربها جنود أوكرانيون يتفحصون بقاياها
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

موسكو: تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، بوقف إطلاق النار في أوكرانيا إذا سحبت كييف قواتها من 4 مناطق، وتخلت عن خطط الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مهددا بأنه "في حال رفضت كييف والغرب اقتراح السلام الجديد فستكون حينها الشروط مختلفة".

وطالب بوتين "بإلغاء كافة العقوبات الغربية المفروضة على روسيا باعتبارها من شروط محادثات السلام بشأن أوكرانيا".

وأوضح أنه "ينبغي للقوات الأوكرانية الانسحاب بالكامل من أراضي مناطق جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومقاطعتي خيرسون وزاباروجيه، وبعدها تكون روسيا مستعدة لبدء المفاوضات".

واعتبر بوتين أن إرادة سكان مناطق دونباس ونوفوروسيا وخيرسون وزاباروجيه في أن يكونوا مع روسيا لا تتزعزع، وقد تم إغلاق هذه المسألة إلى الأبد.

وقال: "لقد عبر سكان مقاطعتي خيرسون وزاباروجيه عن موقفهم خلال الاستفتاءات، وقد أصبحت المقاطعتان، وكذلك جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتان، جزءاً من روسيا، ولا يمكن الحديث عن انتهاك وحدة دولتنا". وأكد بوتين أن إرادة الشعب في أن يكون مع روسيا لا تتزعزع، والقضية مغلقة إلى الأبد ولا يمكن أن تكون موضع نقاش بعد الآن".

ودعا إلى "تثبيت وضع إقليم شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومقاطعتي زابوريزجيه وخيرسون باعتبارها أقاليم في روسيا في المعاهدات الدولية".

وشدد على أنه "من غير الممكن التوصل إلى تسوية في أوكرانيا دون مشاركة روسيا ودون حوار صادق معها".

وفي وقت لاحق، أعلن ميخائيلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، أن الشروط التي حددها الرئيس الروسي لبدء مفاوضات سلام مع أوكرانيا، "منافية للمنطق".

وكتب بودولياك عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "إنها مهزلة بالكامل، لذا مرة أخرى يجب التخلي عن هذه الأوهام والتوقف عن التعامل مع اقتراحات روسيا بجدية، لأنها منافية للمنطق".

أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أيضًا، الجمعة، في بروكسل، أن الرئيس الروسي لا يمكنه أن "يملي" شروط السلام.

وقال أمام الصحافة بعد اجتماع لوزراء دفاع حلف الناتو، إن بوتين ليس "في وضع يسمح له بأن يملي على أوكرانيا ما يجب عليها فعله لتحقيق السلام... هذا بالضبط نوع السلوك الذي لا نريد رؤيته".

وقال بوتين إن أي محاولات من قبل الغرب للاستيلاء على الأصول الروسية "ستكون سرقة، ولن تمر دون عقاب"، وذلك أثناء اجتماع مع قيادات وزارة الخارجية الروسية.

وأوضح أن البلدان الغربية تحاول التوصل إلى "أساس قانوني من نوع ما" لتجميد الأصول، "لكن رغم كل محاولات الخداع، السرقة تبقى سرقة، ولن تمر من دون عقاب".

واتهم الرئيس الروسي، الغرب بتنفيذ "أيديولوجية تهدف لتقطيع أوصال روسيا عبر استغلال الأراضي القريبة من حدودنا".

وإلى ذلك، أعرب بوتين عن اعتقاده أن "الوقت قد حان لإجراء مناقشة واسعة النطاق بشأن الضمانات الثنائية والمتعددة الأطراف للأمن الجماعي".

وقال الرئيس الروسي إنه "يجب أن يكون الهيكل الأمني المستقبلي مفتوحا لجميع البلدان الأوروآسيوية التي ترغب في ذلك بما في ذلك أعضاء حلف الناتو".

اقتحام كييف
وعن حرب أوكرانيا، اعتبر بوتين أن "روسيا لم تبدأ الحرب"، واتهم ما سماه "نظام كييف ببدء الحرب ومواصلة العمليات القتالية"، على حد تعبيره.

وكشف الرئيس الروسي أن زحف القوات الروسية نحو العاصمة الأوكرانية كييف عام 2022 كان يهدف لإجبارها على القبول باتفاق سلام، وإنه لم تكن هناك نية لاجتياح المدينة.

وتؤكد أوكرانيا والغرب أن روسيا أرادت الاستيلاء على كييف وتعيين زعماء موالين لها، لكنها هُزمت أمام مقاومة شرسة.

وقال بوتين إنه "في عام 2022 اقتربت القوات الروسية من كييف، وكانت الخيارات متنوعة، لكن لم تكن هناك قرارات لاقتحام المدينة".

وذكر أن "روسيا عرضت على أوكرانيا سحب قوات الأخيرة من دونباس، وحل الوضع بهذه الطريقة، لكن هذه المبادرة قوبلت بالرفض".

الغرب تجاهل روسيا
وأشار بوتين إلى تجاهل الغرب، الواثق من قوته، مراراً أفكار روسيا لإنشاء نظام أمني دولي يكون مناسباً للجميع.

وقال: "دعونا نتذكر فكرة معاهدة الأمن الأوروبي التي اقترحناها في عام 2008. نفس المواضيع أثيرت في مذكرة الخارجية الروسية التي نُقلت إلى الولايات المتحدة وحلف الناتو في ديسمبر 2021، لكن على الرغم من المحاولات المتعددة، والتي لا يمكن سردها كلها، لحث المحاور (من الطرف الآخر) على التعقل، وكل التوضيحات، والتحذيرات، والطلبات من جانبنا، لكن لم يكن لها رد على الإطلاق".

وواصل: "الدول الغربية التي لا تثق في صوابها بقدر ما تثق في قوتها وقدرتها على فرض أي شيء على بقية العالم، تجاهلت ببساطة الآراء الأخرى، وفي أحسن الأحوال عرضت مناقشة القضايا الثانوية التي، في الواقع، لم تحل سوى القليل أو تلك الموضوعات التي كانت مفيدة للغرب حصرياً".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف