الوضع يزداد سوءاً مع ارتفاع درجات الحرارة في خيم اللاجئين
نظام المياه المُدمّر في غزة يصيب الأطفال بالأمراض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تالا إبراهيم، البالغة من العمر خمس سنوات، بالكاد مستيقظة، لا تتحرك، وعيناها مقلوبتان داخل رأسها.
تعاني تالا من الجفاف وسوء التغذية بشكل حاد، وبجانب سريرها، يمسك والدها إبراهيم بيدها بحرص، كي لا يقترب من المحلول الوريدي في معصمها.
يدرك إبراهيم أن الطقس الحارق، مع درجات حرارة تقترب من 40 مئوية، وشح المياه النظيفة وسط الحرب، عوامل وضعت ابنته على حافة الموت.
يقول: "الوضع يزداد سوءاً، درجة الحرارة في خيمتنا لا تُطاق، والماء الذي نشربه ملوث بالتأكيد، لأن الصغار والكبار جميعهم يمرضون".
ومع تدمير إسرائيل لمنازلهم، أصبح مئات الآلاف من سكان غزة نازحين، ويعيشون في خيام ضمن مخيمات مؤقتة، مع القليل من الحماية من الشمس الحارقة.
الحصول على الماء، سواء كان نظيفاً أم لا، هو كفاح يومي، بينما تتشكل طوابير طويلة في مراكز التوزيع. ومع تضرر نظام الصرف الصحي بشدة وقلة المراحيض، يتلوث الماء المتاح بسهولة.
ويقول رئيس أقسام الأطفال في مستشفى ناصر، الدكتور أحمد الفرا: "ليس سراً أن السبب الأكبر للالتهابات المعوية التي تحدث حالياً في قطاع غزة هو تلوث المياه التي يُزوّد هؤلاء الأطفال بها".
يضيف الفرا: "المشكلة الأولى هي الالتهابات المعوية مع القيء والإسهال الذي يسبب الجفاف.. والمشكلة الثانية هي التهاب الكبد الوبائي C أو A، وهما لا يقلان خطورة عن الالتهابات المعوية، إن لم يكونا أكثر خطورة".
ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 67 في المئة من نظام المياه والصرف الصحي في غزة، الذي كان سيئاً في أحسن الأوقات، قد تم تدميره الآن.
طبيب أمريكي يصف معاناة الأسر في شمال غزةيقول سلام شراب، الذي يعمل مهندس مياه في بلدية خان يونس: "نحن بحاجة إلى جهد دولي هائل لإعادة إنشاء شبكات المياه والصرف الصحي.. فقدنا في خان يونس ما بين 170 إلى 200 كيلومتر من الأنابيب، التي دمرت بالكامل، بالإضافة إلى الآبار وخزانات المياه".
يقول الجيش الإسرائيلي إنه يسمح لنحو 200 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية بالدخول إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم يومياً، وأن المشكلة تكمن في أن وكالات الإغاثة على الجانب الآخر لا تقوم بتوزيعها.
من جهتها، تؤكد وكالات الإغاثة أن استمرار الحرب والقتال، وخاصة في المنطقة المحيطة برفح في جنوب غزة، يعني أن العمل خطير للغاية بالنسبة لها. وتشدد الوكالات الإغاثية أن إسرائيل لا تسمح بإدخال سوى "قطرة في محيط" مما هو مطلوب بالفعل.
يمكن أن يتعرض الأطفال الذين يعانون من حالات مرضية سابقاً بشكل خاص، لأضرار بالغة بسبب سوء التغذية والمياه الملوثة.
يرقد يونس جمعة، البالغ من العمر تسع سنوات، على سرير في أسفل الممر الذي فيه سرير تالا، وهو شبه فاقد للوعي، ويعاني من شلل دماغي.
تقول والدته غنيمة إن ثمانية أشهر من الحرب أدت إلى تدهور حالة ابنها الصحية بشكل كبير.
وتضيف: "عندما أصيب بسوء التغذية والجفاف، أصبح كما ترونه الآن.. لا توجد زجاجات مياه، يمشي الأطفال مسافة طويلة، وعندما يحصلون على المياه تصل إلينا ملوثة".
وتزايد اليأس بين سكان غزة للحصول على الطعام والماء قد يعني أيضاً تهديداً بحدوث عمليات نهب، في ظل تقارير تتحدث عن تعرض شاحنات المساعدات للنهب من قبل مسلحين وكذلك من قبل مدنيين عاديين.
لكن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية اتهم إسرائيل باستخدام الجوع كسلاح حرب، وطلب إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكذلك وزير الدفاع يوآف غالانت.
وردت الحكومة الإسرائيلية بغضب على هذا التحرك. وتصر على أن ادعاءات وكالات الإغاثة بأن هناك بالفعل مجاعة واسعة النطاق في غزة، مبالغ فيها، وتقول إن حماس هي التي بدأت الحرب، مما جلب المعاناة والبؤس للفلسطينيين، وفقا لادعاء الحكومة الإسرائيلية.
وحذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من مليون من سكان غزة سيواجهون أعلى مستوى من المجاعة بحلول منتصف يوليو/تموز المقبل.
وبينما ينفي الوزراء الإسرائيليون وجود أزمة إنسانية في غزة، لا يبدو الأمر كذلك بالنسبة لإبراهيم محمد وغنيمة جمعة اللذين يشاهد كل منهما حالة طفله المتدهورة في مستشفى ناصر.
تعديل: تناولت هذه القصة في الأصل صحة يونس جمعة مع تضمين اقتباسات يُمكن أن تُفهم على أن الطفل لم يكن يعاني من أي ظروف صحية مسبقاً. تم تحديث المقال ليعكس إصابة الطفل يونس بالشلل الدماغي، وهو الأمر الذي لم تكن بي بي سي على علم به وقت النشر، وللتوضيح بأن الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة، هم بشكل خاص الأكثر تضررا من سوء التغذية والمياه الملوثة.
تقصي الحقائق: الجيش الإسرائيلي يصنف ثلاثة أرباع غزة مناطق إخلاءنقطة حوار: إلى أين وصل الجوع بأطفال غزة بعد ثمانية أشهر من الحرب؟حرب غزة: برنامج الغذاء العالمي يحذر من المجاعة في شمال قطاع غزة... فكيف وصل قطاع غزة إلى حافة المجاعة؟رحلة أطفال غزة المستحيلة للحصول على غذاءالتعليقات
بدي اعرف نهايه هذا الصمود لوين ؟
عدنان احسان- امريكا -بدي اعرف نهاية هذا الصمود لوين ؟والي خطط لسبعة اكتوبر السنوار اعترف بانه لم يكن يحسب النتائج وندم.