أخبار

لم يشهد هزيمة بهذا الحجم منذ أكثر من قرن

حزب المحافظين البريطاني يبدأ رحلة العودة الشاقة

رئيس الوزراء البريطاني السابق ريشي سوناك أمام 10 داونينغ ستريت بعد خسارة الحزب المحافظ في الانتخابات العامة. صورة مؤرخة في 5 تموز (يوليو) 2024
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن: بعد الهزيمة الساحقة التي تعرّض لها في الانتخابات العامة أمام حزب العمال، يتعيّن على حزب المحافظين البريطاني الذي يعاني انقساما عميقا، أن يعيد تشكيل نفسه، فيما حذّر القادة اليمينيين من أنه قد يواجه خطر الزوال ما لم يبدأ الاستماع إلى قاعدته الانتخابية.

ولم يشهد حزب المحافظين هزيمة بهذا الحجم منذ أكثر من قرن.

فهو خسر ثلثي نوابه في مجلس العموم مقارنة بالعام 2019، وأصبح عددهم 121 بعدما كان 365. وأسقط الناخبون حوالى عشرة وزراء ورئيسة الوزراء السابقة ليز تراس، بعدما طفح كيلهم من الصعوبات الاقتصادية وعدم الوفاء بالوعود وصعوبات الحصول على العلاج في مرافق الخدمة الصحية العامة وعدم الاستقرار السياسي مع تعاقب ثلاثة رؤساء وزراء محافظين في العامين الماضيين.

في المملكة المتحدة، يكون رئيس الوزراء زعيم الحزب الذي يضم أكبر عدد من النواب. وأعلن ريشي سوناك الذي خلفه على رأس الحكومة زعيم حزب العمال كير ستارمر، استقالته من زعامة حزب المحافظين "بمجرد أن يصبح كل شيء جاهزا لتعيين خلفه".

وساهم حزب إصلاح بريطانيا المناهض للهجرة بقيادة نايجل فاراج الذي ارتبط اسمه ببريكست، في إحداث الضرر من خلال تقسيم أصوات اليمين وحصد أصوات في الدوائر الانتخابية الرئيسية.

واحتفظت وزيرة الداخلية السابقة سويلا بريفرمان، وهي يمينية ومتشددة جدا حيال الهجرة، بمقعدها لكنها أصرت على تقديم الاعتذار للناخبين وقالت "أنا أعتذر (منكم) لأن حزبي لم يستمع إليكم، لقد خذلكم حزب المحافظين (...) وسأبذل كل ما في وسعي لإعادة بناء الثقة".

لكن كيف ستقوم بذلك؟ وما سيكون الوجه الجديد لحزب المحافظين الذي أصبح يمينيا بشكل متزايد وبات الآن مهددا من حزب إصلاح بريطانيا؟

يسعى نايجل فاراج إلى أن يصبح حزب المعارضة الجديد في الانتخابات التشريعية المقبلة في العام 2029.

وعدّدت بريفرمان التي ينظر إليها كزعيمة محتملة للمحافظين، القضايا التي دفعت العديد من الناخبين إلى ترك حزب المحافظين والتصويت لحزب إصلاح بريطانيا. وكتبت في صحيفة "ديلي تلغراف"، "فشلنا في الحد من الهجرة والضرائب وفي التعامل مع +الووك+ (woke - أي اليقظة حيال الإساءات العنصرية والتمييز)".

كذلك، أعربت العديد من الأصوات البارزة داخل حزب المحافظين عن قلقها بشأن وضع الحزب في السنوات الأخيرة.

فقد استقال ديفيد فروست الذي قاد مفاوضات بريكست، من حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون في كانون الأول (ديسمبر) 2021، منتقدا خصوصا زيادة الضرائب.

ودعا إلى إنشاء "حركة جديدة، حركة محافظين إصلاحية" تستبعد "الذين يجب أن يكونوا في أحزاب يسارية" وأولئك "المسؤولين عن الاستراتيجية التي أفضت إلى الكارثة الحالية".

اندماج مع "إصلاح بريطانيا"؟
وقال مايكل كيني، مدير معهد بينيت للسياسات العامة في جامعة كامبريدج لوكالة فرانس برس "ستظهر بسرعة مشكلة طريقة التعامل مع نايجل فاراج".

وأوضح أن بعض المحافظين يريدون زعيما يستطيع توحيد الحزب لكن يقطع الطريق على فاراج، فيما سيبحث آخرون عن شخص يمكن أن يكون "أكثر انفتاحا على فكرة الاندماج مع حزب إصلاح بريطانيا".

وحذّر بوريس جونسون السبت من احتمال مماثل، داعيا الحزب للعودة إلى المواضيع التي أدت إلى فوزه في العام 2019.

وكتب في عموده في صحيفة "ديلي ميل"، "ليس علينا أن نجرب استيعاب أحزاب أخرى، ونمتص حيويتها كأن خزعة من غدة قرد تم زرعها في جسمنا".

لكن فيليب كاولي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كوين ماري في لندن، دعا إلى عدم تضخيم المسألة.

وأشار إلى أنه في العام 1992، بعد فوز المحافظين الرابع على التوالي، "كثر الحديث عن أن بريطانيا أصبحت الآن دولة حزب واحد، لكن حزب العمال حقق أكبر انتصار له بعد خمس سنوات".

كذلك، حتى خلال سنوات حكم توني بلير وغوردن براون، أكّد معلّقون أنه من غير الممكن أن يفوز المحافظون مجددا. لكن العكس حصل في العام 2010 مع ديفيد كاميرون.

وختم فيليب كاولي بالقول "ما يعطيه الناخبون، يمكنهم استعادته".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف