أخبار

أفضت إلى تدمير "ثمانية أنفاق" و"القضاء على العشرات من الإرهابيين"

معارك متواصلة في مدينة غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من حي الشجاعية

فلسطينيون يقفون أمام أبنية مدمرة والركام بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من حي الشجاعية في شرق مدينة غزة في العاشر من تموز (يوليو) 2024
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

غزة: تتواصل المعارك في أجزاء عدة من مدينة غزة الخميس، غداة إعلان الجيش الإسرائيلي أنه أنهى عملياته في حيّ الشجاعية في شرق المدينة بعد قتال عنيف خلال الأسبوعين الماضيين.

في الدوحة، لم يرشح شيء بعد عن جولة المفاوضات الجديدة الهادفة للتوصل الى هدنة في القطاع بعد تسعة أشهر من الحرب، تشمل إطلاق الرهائن المحتجزين منذ هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الذي أشعل الحرب.

وأوضح الجيش الإسرائيلي مساء الأربعاء أن عملياته في الشجاعية أفضت إلى تدمير "ثمانية أنفاق" و"القضاء على العشرات من الإرهابيين وتدمير مجمّعات قتالية ومبان مفخّخة".

وكانت المعارك في الشجاعية امتدت إلى كل أنحاء مدينة غزة.

وأشارت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الخميس إلى وقوع "عشرات الشهداء غالبيتهم من الأطفال والنساء" في قطاع غزة خلال الساعات الماضية والعثور على ستة قتلى في الشجاعية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أنه يواصل عملياته ضد مقاتلين "متحصنين في مقر الأونروا في وسط غزة"، موضحا أن قواته "رصدت كميات كبيرة من الأسلحة في منطقة المقرّ العام تشمل مسيّرات وقنابل يدوية وعبوات ناسفة وقاذفات صاروخية".

وقال مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس إن الجيش "قام بتفجير بعض المباني ونسف عشرات المنازل في محيط الأونروا".

وأفاد مراسلون لوكالة فرانس برس وشهود والدفاع المدني في قطاع غزة، بأن غرب مدينة غزة يشهد قتال وقصفا الخميس.

وأشار الدفاع المدني إلى "نزوح آلاف المواطنين، بينما لا مكان آمنا، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غرب غزة".

وكان الجيش الإسرائيلي ألقى الأربعاء آلاف المناشير باللغة العربية على مدينة غزة تحدّد للسكان "طرقا آمنة" للخروج من المدينة نحو الجنوب. وحذّر الجيش من أنّ "مدينة غزة سوف تبقى منطقة قتال خطيرة".

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه وفقا لتقديراتهم، كان 350 ألف شخص تقريبا لا يزالون داخل مدينة غزة قبل المناشير.

قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن هذه التوجيهات الجديدة "لن تؤدي إلّا إلى زيادة المعاناة الجماعية للعائلات الفلسطينية التي تمّ تهجير العديد منها عدة مرات".

وأكد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني أن معارك الأيام الأخيرة دفعت 350 ألف شخص إلى طرق النزوح مجددا.

وكرر التأكيد أن "لا مكان آمنا" في قطاع غزة الذي نزح أكثر من 80 بالمئة من سكّانه الذين يعيشون في ظروف "كارثية"، وفق الأمم المتحدة.

"مدينة أشباح"
وقالت أم نمر الجمال التي نزحت من أحد أحياء غزة مع عائلتها "هذه المرة الـ12 التي ننزح فيها. كم مرة سننزح بعد؟ ألف مرة؟ إلى أين سنصل في النهاية؟ إلى أين نذهب؟ لم تعد لدينا طاقة للصبر".

وتحدّث الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل عن "تدمير هائل للبنية التحية والمربعات السكنية في حي الشجاعية" الذي تحوّل إلى "مدينة أشباح"، مناشداً "المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الانسان التحرّك".

وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس بعض سكان الشجاعية يمشون وسط الركام محاطين بدمار هائل.

في جنوب قطاع غزة، تحدث شهود في شمال مدينة رفح عند الحدود مع مصر عن قصف إسرائيلي كثيف.

وأكدت إسرائيل أنها اعترضت خمس "مقذوفات" أطلقت من رفح على جنوب الدولة العبرية.

وشدد الجيش الإسرائيلي على أنه يواصل في رفح "نشاطا عملانيا محدّد الأهداف يستند إلى معلومات استخباراتية"، موضحا أن قواته "قضت على عشرات الإرهابيين" و"فكّكت منشآت إرهابية عدة مزنّرة بالمتفجرات فضلا عن فتحات أنفاق في المنطقة".

وكانت القوات الإسرائيلية باشرت هجوما بريا في بداية أيار (مايو) على رفح، عند الحدود مع مصر التي قدمتها إسرائيل آنذاك على أنها آخر معقل لحماس. لكن منذ ذلك الحين تجدّدت الاشتباكات بين الجنود الإسرائيليين والمقاتلين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة ووسطه.

وكانت رفح تأوي قرابة مليوني شخص، غالبيتهم من النازحين. وذكرت منظمة الصحة العالمية في 21 حزيران (يونيو) أن العدد لم يعد يتجاوز الـ750 شخصا.

واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) بعد هجوم حماس الذي أسفر عن 1195 قتيلاً معظمهم مدنيّون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

ومن بين 251 شخصاً خُطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين رهائن في غزّة، بينهم 42 لقوا حتفهم، حسب الجيش الإسرائيلي.

وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة في قطاع غزّة تسبّبت بمقتل 38295 شخصًا على الأقلّ غالبيتهم مدنيون، بحسب معطيات وزارة الصحة في حكومة حماس.

مفاوضات؟
على الصعيد الدبلوماسي وبعد أشهر بذلت خلالها جهود لم تفض إلى نتيجة، يتواجد رئيس الموساد الإسرائيلي دافيد برنيع في الدوحة منذ الأربعاء، على ما أفاد مصدر مطلع على المفاوضات. كما يتواجد في العاصمة القطرية مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام برنز.

وخلال لقاء الأربعاء في القدس مع منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكورك، جدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التزامه العمل على اتفاق لوقف إطلاق النار "طالما يتم الالتزام بخطوط إسرائيل الحمراء".

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران مساء الأربعاء لوكالة فرانس برس إن إسرائيل "تحاول الضغط في المفاوضات من خلال تكثيف عمليات القصف والتهجير وارتكاب المجازر".

ورأى بدران أن الحكومة الإسرائيلية "تأمل أن تتنازل المقاومة خلال المفاوضات عن مطالبها المشروعة" التي تشمل وقف إطلاق نار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.

لكنه أكد أن "استمرار المجازر يدفعنا للتمسك بمطالبنا".

وأكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأربعاء دعم موقف حركة حماس في المفاوضات، مكرراً أن التوصل الى اتفاق ينهي فوراً هجمات حزبه من جنوب لبنان.

وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والدولة العبرية منذ بدء الحرب في غزة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف