تعد الأكثر انتشاراً في العالم ووطنك ليس بمنأى عنها
ما أسباب الانهيارات الأرضية وكيف يمكن الحماية منها؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تعد الانهيارات الأرضية أكثر انتشاراً من أي حدث جيولوجي آخر، ويمكن أن تحدث في أي مكان في العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويشير الخبراء إلى أنها أصبحت أكثر تواتراً وشدة بسبب تغيّر المناخ، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه.
ومنذ مطلع هذا العام، حدثت هذه الكوارث في إندونيسيا ونيبال وبابوا غينيا الجديدة حتى الآن، ما أدى إلى مقتل العديد من الأشخاص وفقدان المزيد منهم.
نستكشف في هذا المقال أسباب الانهيارات الأرضية وأنواعها المختلفة، وكيف يمكن حماية نفسك والآخرين.
الانهيار الأرضي هو حركة هبوطية تحدث للصخور أو التربة أو الحطام على المنحدرات، ويمكن أن تحدث هذه العملية فجأة أو تدريجياً على مدى فترة طويلة من الزمن.
وتحدث عندما تكون القوى التي تؤثر على المنحدر (الجاذبية بشكل أساسي) أقوى من المواد التي تثبت مكوناته، وفقا لموقع هيئة المسح الجيولوجي البريطانية.
ما هي الأسباب الرئيسية للانهيارات الأرضية؟معظم الانهيارات الأرضية لها محفزات متعددة.
ووفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS): "يمكن أن تبدأ الانهيارات الأرضية في المنحدرات التي تكون بالفعل على وشك الحركة بسبب هطول الأمطار، وذوبان الثلوج، والتغيرات في مستوى المياه، والتغيرات في المياه الجوفية، والزلازل، والنشاط البركاني، والاضطرابات الناجمة عن الأنشطة البشرية، أو أي مزيج من هذه العوامل".
هناك أيضا انهيارات أرضية تحت الماء، وتُعرف أيضا باسم الانهيارات الأرضية في قاع البحار، ويمكن أن تحدث بسبب الزلازل والعواصف، وتؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث موجات المد العاتية (تسونامي) التي تلحق الضرر بالمناطق الساحلية.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن المناطق الأكثر عُرضةً لحدوث الانهيارات الأرضية تشمل:
سفوح التلال شديدة الانحدار وقيعان الوديان. الأراضي التي احترقت بسبب حرائق الغابات. المناطق التي تغيّرت طبيعتها بسبب الأنشطة البشرية، مثل إزالة الغابات أو البناء. القنوات على طول مجاري الجداول الصغير أو الأنهار. مجاري المياه السطحية أو الأماكن ذات التشبع الشديد بالمياه الجوفية.تتعدد الانهيارات الأرضية على حسب طبيعتها من الانهيارات الصخرية السريعة وتدفقات الحطام إلى الانهيارات الضخمة التي تستمر لعدة قرون.
العديد منها مُعقّد، ويجمع بين الانهيارات الأرضية بطيئة الحركة وتدفقات الحطام السريعة، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
ويغطي مصطلح "الانهيار الأرضي" خمسة أنواع من حركة المنحدرات، وهي: سقوط الصخور، الإطاحة، والانزلاق، والامتدادات، والتدفقات، وتنقسم هذه الأنواع أيضا حسب المادة الجيولوجية المتساقطة، إما صخور الأساس أو الحطام أو التربة.
وفيما يلي نبذة مختصرة عن كل منها:
سقوط الصخور: سقوط مفاجئ للصخور أو التربة من المنحدرات الشديدة. الإطاحة: الدوران الأمامي للمادة خارج المنحدر حول المحور. الانزلاق: حركة انحدار المواد على طول سطح محدد، بما في ذلك الانزلاقات الدورانية والمتعدية. الامتدادات: الحركة الجانبية على المنحدرات الخفيفة، غالبا ما تكون بسبب التميع أو التسييل (حيث تضعف الرواسب السطحية المغطاة بالمياه والمعبأة بالمياه أثناء الاهتزاز القوي، مثل الزلازل). التدفقات: حركة تشبه حركة السوائل، مثل تدفقات الحطام (التدفقات الطينية) وتدفقات التربة.أثرت الانهيارات الأرضية على ما يقدر بنحو 4.8 مليون شخص، وتسببت في وفاة أكثر من 18 ألف شخص بين عامي 1998 و2017، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ينصح الصليب الأحمر الأمريكي بالإخلاء فورا، إذا شعرت بالخطر، وإبلاغ الجيران وكذلك السلطات في أقرب وقت ممكن.
كما يوصي أيضا بالاستماع إلى الأصوات، مثل تشقق الأشجار أو تصدع الصخور، وبالنسبة لأولئك الذين يعيشون بالقرب من أحد الجداول (الأنهار الصغيرة)، يجب عليهم "الانتباه إلى أي زيادة أو نقصان مفاجئ في تدفق المياه، وملاحظة ما إذا كانت المياه تتغير من صافية إلى طينية، إذ أن مثل هذه التغييرات قد تشير إلى وجود نشاط لتدفق الحطام في اتجاه المنبع، لذا كن مستعدا للتحرك بسرعة".
نصائح للنجاةبحثت دراسة أجرتها جامعة واشنطن في الولايات المتحدة في نصائح للنجاة، إذ قام الباحثون بجمع وتحليل سجلات 38 انهيارا أرضيا أثرت على المباني التي يعيش فيها الناس، وجاءت معظم البيانات من الولايات المتحدة، لكنها تضمنت انهيارات أرضية من جميع أنحاء العالم، والتي كانت تحتوي على سجلات مفصلة.
يقول جوزيف وارتمان، أستاذ الهندسة المدنية والبيئية: "هناك في الواقع بعض التدابير البسيطة جدا، والفعالة من حيث التكلفة، التي يمكن أن تزيد بشكل كبير من فرص النجاة من الانهيارات الأرضية".
ويقول إنه بمجرد الانتقال إلى طابق علوي، يمكن أن يكون احتمال بقاء الشخص على قيد الحياة أكثر باثنتي عشرة مرة.
وتتضمن نصائح النجاة الأخرى فتح الأبواب والنوافذ، بالإضافة إلى الاستمرار في التحرك وإحداث الضوضاء، إذا دُفن الشخص تحت الأنقاض.
ما مدى الأضرار التي قد يسببها الانهيار الأرضي؟تقول هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية: "يمكن لبعض الانهيارات الأرضية أن تتحرك بشكل أسرع، من قدرة الشخص على الركض، ويمكن أن تحدث دون سابق إنذار أو يمكن أن تحدث على مدار أيام أو أسابيع أو لفترة أطول".
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يمكن أن تؤدي الانهيارات الأرضية إلى عدد كبير من الوفيات والإصابات، بسبب التدفق السريع للمياه والحطام.
والسبب الأكثر شيوعا للوفاة هو الرضوض (الصدمات الجسدية) أو الاختناق الناتج عن كون الشخص محاصرا تحت الحطام.
لكن الآثار اللاحقة يمكن أن تكون ضارة أيضا، إذ تقول منظمة الصحة العالمية: "يمكن أن تؤثر الانهيارات الأرضية أيضا بشكل كبير على النظام الصحي والخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء وخطوط الاتصالات".
ويمكن أن تؤدي خطوط الكهرباء المتضررة والمكشوفة إلى حالات صعق بالكهرباء، كما يمكن أن يؤدي تعطل أنابيب المياه والغاز والصرف الصحي إلى إصابات وأمراض تنقلها المياه.
وتضيف منظمة الصحة العالمية: "يمكن أن يعاني الأشخاص المتضررون من الانهيارات الأرضية أيضا من آثار قصيرة وطويلة الأجل على الصحة النفسية، بسبب فقدان الأسرة أو الممتلكات أو الماشية أو المحاصيل".
هل الانهيارات الأرضية مرتبطة بتغير المناخ؟يقول الخبراء إن تغيّر المناخ وارتفاع درجات الحرارة من المتوقع أن يؤدي إلى المزيد من الانهيارات الأرضية.
وتقول هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية: "من المتوقع أن يزداد تواتر وحجم الانهيارات الأرضية في بعض المناطق بسبب تغيّر المناخ، الذي يؤدي إلى زيادة كثافة هطول الأمطار والتي يمكن أن تؤدي بدورها إلى انهيارات أرضية".
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن هذا محتمل بشكل خاص في المناطق الجبلية التي تتساقط فيها الثلوج والجليد.
وتقول: "مع ذوبان التربة الصقيعية، يمكن أن تصبح المنحدرات الصخرية غير مستقرة بدرجة أكبر ما يؤدي إلى انهيارات أرضية".
وتقول هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أيضا إنه "بما أن تغير المناخ يرتبط بحرائق الغابات الأكثر تواترا وشدة، يمكن أن تشهد المناطق المحروقة مؤخرا زيادة في حدوث انزلاقات الأرض، بسبب الحريق الذي يغيّر التربة والغطاء النباتي".
لحظة انهيار منجم للذهب في تركياتحذيرات من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 7.6 درجةما هي المهن الأكثر تضرراً من تقلبات المناخ الشديدة؟