بالنظر لوقوعه بين "ضباب واشنطن" و"مطبات تل أبيب"
عواصف سياسية تحاصر رحلة نتانياهو على متن "جناح صهيون"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من تل أبيب: غضب في الداخل الاسرائيلي وضغوط هائلة لإبرام صفقة تبادل الرهائن مع حماس، وعجز عن حسم المعركة على الأرض مع "حماس" وسط غياب الانتصار الكامل، وكذلك ضبابية في واشنطن بعد تنحي الرئيس جو بايدن عن السباق الرئاسي، فماذا سيفعل رئيس الورزاء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في رحلته إلى واشنطن التي بدأت الإثنين؟
نتانياهو غادر صباح الاثنين متوجها إلى واشنطن، حيث سيلتقي بالرئيس الأميركي جو بايدن ويلقي خطابا محفوفا بالمخاطر سياسيا أمام الكونغرس في وقت يشوبه قدر كبير من عدم اليقين بعد انسحاب بايدن من السباق الرئاسي ووسط ضغوط داخلية من عائلات الرهائن على قادة إسرائيل للتوصل إلى اتفاق مع حماس لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
جناح صهيون
وقبل صعوده على متن طائرة "جناح صهيون" الجاهزة حديثا في مطار بن غوريون، تحدث نتانياهو عن قرار الرئيس بايدن البالغ من العمر 81 عاما بالتنحي، وقال إنه يعتزم مقابلته وشكره على أكثر من 40 عاما من الصداقة.
وقال نتانياهو: "ستكون هذه فرصة لشكره على الأشياء التي قام بها من أجل إسرائيل في الحرب وخلال مسيرته الطويلة والمتميزة في الخدمة العامة، كعضو في مجلس الشيوخ ونائب الرئيس وبعد أن تولى الرئاسة".
اسرائيل "لا ديموقراطية ولا جمهورية"
وقال نتنياهو، بلهجة متوافقة مع الحزبين الجمهوري والديمقراطي، إنه يعتزم التأكيد مجددا للولايات المتحدة أنه "بغض النظر عمن يختاره الشعب الأميركي ليكون رئيسه المقبل، تظل إسرائيل حليفها الأقوى الذي لا غنى عنه في الشرق الأوسط".
وستكون الزيارة إلى واشنطن فرصة للمناقشة معه حول كيفية المضي قدما في الأشهر الحرجة المقبلة في تحقيق أهداف اسرائيل، ومنها إطلاق سراح جميع الرهائن، وهزيمة حماس بصورة كاملة، ومواجهة المحور الإرهابي في إيران، وتحقيق السلام.
وقال رئيس الوزراء: "هدفي هو ضمان أن يتمكن جميع مواطني إسرائيل من العودة بأمان إلى منازلهم في الشمال والجنوب".
وقد قفت إدارة بايدن بقوة إلى جانب إسرائيل، وأصبح الرئيس الديمقراطي أول رئيس أميركي يقوم بزيارة إلى اسرائيل في زمن الحرب، بعد أقل من أسبوعين من 7 تشرين الأول (أكتوبر).
التوتر بين نتانياهو وبايدن
ووفقاً لتقرير "تايمز أوف اسرائيل" فإن العلاقة بين نتانياهو وبايدن تبدو متوترة بشكل متزايد نتيجة للخلافات حول الحملة الإسرائيلية ضد حماس، وعلى رأسها الصعوبات المستمرة في توصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين، وعدد القتلى المرتفع الذي لم يتم التحقق منه من قبل السلطات الصحية التابعة لحماس.
وتقول الولايات المتحدة إن السبب في الخلافات هو افتقار إسرائيل إلى خطط ما بعد الحرب في القطاع، ومن المرجح أن تستمر مخاوف مماثلة إذا انتخب الأميركيون رئيساً ديمقراطياً جديداً.
وكان بايدن قد جمد في وقت سابق من هذا العام تسليم قنابل عالية الحمولة بسبب مخاوف من استخدامها في التوغل الإسرائيلي في مدينة رفح بجنوب غزة، والتي كان يوجد بها في ذلك الوقت أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
خلافات شحنات الأسلحة
تحولت مسألة شحنات الأسلحة إلى خلاف ممتد، بعد أن أصدر نتانياهو بيانا انتقد فيه ما قال عنه "الاختناقات التي لا يمكن تصورها" التي خلقتها الولايات المتحدة في نقل شحنات الأسلحة، والتي ردت عليها إدارة بايدن بالقول إنها ليس لديها أي فكرة عن ماذا يتحدث نتانياهو.
ومع ذلك، أكد نتانياهو أثناء وقوفه على مدرج المطار يوم الاثنين أنه في وقت الحرب وعدم اليقين هذا، من المهم أن يعرف أعداء إسرائيل أن أميركا وإسرائيل تقفان معا اليوم، وغدا، ودائما".
الخطاب أمام الكونغرس
من المحتمل أن يؤدي خطاب نتانياهو أمام الكونغرس يوم الأربعاء وهو الخطاب الرابع له كرئيس للوزراء، إلى إحداث حالة من الفوضى على جانبي المحيط، وسط الجهود المستمرة للتوصل إلى وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن والمخاوف المتزايدة من فتح جبهة جديدة كاملة، مع حزب الله المدعومة من إيران في لبنان أو المتمردين الحوثيين في اليمن.
كوفيد بايدن وصعوبات تحديد الموعد للقاء نتانياهو
وأكد شخص مطلع على جدول أعمال بايدن، الأحد، أن الرئيس سيستضيف نتنياهو في البيت الأبيض. وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتعليق علنا، إن التوقيت الدقيق للاجتماع لم يتم تحديده لأن بايدن يتعافى من كوفيد-19.
اللقاء مع كامالا هاريس وترامب
ومن المتوقع أيضًا أن يلتقي نتنياهو بنائبة الرئيس كامالا هاريس، التي تسعى للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، وكذلك مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، على الرغم من أن هذا الاجتماع لم يتم تأكيده بعد.
الرهائن مع نتانياهو
وسيرافق رئيس الوزراء في رحلته الرهائن المحررين وأفراد عائلات أولئك الذين ما زالوا محتجزين في غزة، بما في ذلك البعض الذين انتقدوا رئيس الوزراء بسبب الإخفاقات، ولكنهم يعتقدون أن وجودهم قد يضغط عليه للموافقة على وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن.