أخبار

هربت واستقالت لتطوي صفحة 15 عامًا في السلطة

بنغلادش تحت سيطرة الجيش بعد فرار حسينة

متظاهرون يصعدون على تمثال للشيخ مجيب الرحمن في دكا بتاريخ 5 آب (أغسطس) 2024
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دكا: يسيطر الجيش على بنغلادش الثلاثاء بعدما أجبرت الاحتجاجات الواسعة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة على الاستقالة والفرار لتطوي صفحة 15 عاما في السلطة.

وخرج الملايين إلى الشوارع على مدى الشهر الماضي لمطالبة حسينة (76 عاما) التي تتولى السلطة منذ العام 2009 بالاستقالة.

وقتل المئات فيما سعت قوات الأمن لإخماد الاحتجاجات، لكن اتسعت رقعة الاحتجاجات لتضطر حسينة أخيرا لمغادرة بنغلادش على متن مروحية الاثنين مع وقوف الجيش ضدّها.

وأعلن قائد الجيش الجنرال وقر الزمان الاثنين في بث على التلفزيون الرسمي استقالة الشيخة حسينة من منصبها كرئيسة للوزراء مؤكدا أن الجيش سيشكّل حكومة تصريف أعمال.

وقال وقر بعد وقت قصير من اقتحام الحشود مقر إقامة حسينة ونهبه إن "البلد عانى كثيرا وتضرر الاقتصاد وقُتل عدد كبير من الناس، حان الوقت لوقف العنف".

ونزل الملايين إلى شوارع دكا بعد إعلان وقر.

وقال سازيد أحناف (21 عاما) "أشعر بسعادة بالغة بتحرير بلدنا"، مشبّها ما حدث بحرب الاستقلال التي انفصلت بلاده على اثرها عن باكستان قبل أكثر من خمسة عقود.

وأضاف "تحررنا من دكتاتورية. إنها انتفاضة بنغالية شهدناها عام 1971 ونشهدها الآن في 2024".

عنف
لكن سادت أيضا مشاهد الفوضى والغضب إذ أعلنت الشرطة مقتل 66 شخصا على الأقل الاثنين فيما شنّت حشود هجمات انتقامية على حلفاء حسينة.

واقتحم متظاهرون البرلمان وأحرقوا محطات تلفزيونية بينما حطّم عدد منهم تماثيل لوالد حسينة، الشيخ مجيب الرحمن بطل الاستقلال.

وأضرم آخرون النار في متحف مخصص للزعيم السابق لتلتهم ألسنة اللهب الصور في مشهد لم يكن من الممكن تخيله قبل ساعات فقط، عندما كانت حسينة تحظى بدعم القوات الأمنية لحكمها الاستبدادي.

وقال المتظاهر كازا أحمد "حان الوقت لمحاسبتهم على التعذيب... الشيخة حسينة مسؤولة عن القتل".

وأفاد شهود عيان فرانس برس بأن مكاتب رابطة عوامي، حزب حسينة، تعرضت إلى الحرق والنهب في أنحاء البلاد.

بدأت الاضطرابات الشهر الماضي على شكل احتجاجات ضد توزيع الوظائف الحكومية بموجب نظام الحصص قبل أن تتصاعد لاحقا إلى دعوات أوسع لحسينة للاستقالة.

واتّهمت مجموعات حقوقية حكومتها بسوء استغلال مؤسسات الدولة لتعزيز قبضتها على السلطة والقضاء على أي معارضة، بما في ذلك عبر قتل ناشطي المعارضة خارج نطاق القضاء.

وقُتل 366 شخصا على الأقل منذ بدأت الاضطرابات مطلع تموز (يوليو)، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى لتقارير الشرطة ومسؤولين حكوميين وأطباء في مستشفيات.

والثلاثاء، أعلن الطلاب الذين نظّموا الاحتجاجات قبيل اجتماع مرتقب مع قائد الجيش بأنهم سيضغطون من أجل تولي محمد يونس (84 عاما) الحائز على جائزة نوبل الحكومة المؤقتة.

وكتب القائد في حركة "طلاب ضد التمييز" آصف محمد على فيسبوك "نثق بالدكتور يونس".

وأكد وقر بأنه سيتم رفع حظر التجول صباح الثلاثاء فيما يتوقع بأن يقود الجيش حكومة مؤقتة.

وأمر الرئيس البنغلادشي محمد شهاب الدين في وقت متأخر الاثنين بالإفراج عن الأشخاص الذين سجنوا على خلفية الاحتجاجات وعن رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة المعارضة خالدة ضياء (78 عاما).

سجنت حسينة رئيسة الوزراء السابقة التي تعاني من وضع صحي متدهور عام 2018 بتهم الفساد.

اجتمع الرئيس وقائد الجيش أيضا في وقت متأخر الاثنين، إلى جانب قادة للمعارضة، فيما أعلن فريق العلاقات العامة الخاص بالرئيس بأنه تم "اتّخاذ قرار بتشكيل حكومة مؤقتة فورا".

ولم يتضح بعد إن كان وقر سيرأسها.

فراغ سياسي
وبدا مصير حسينة غير واضح أيضا. وقال مصدر مقرّب منها إنها فرّت من البلاد على متن مروحية.

وذكرت وسائل إعلام في الهند المجاورة أن حسينة وصلت إلى قاعدة جوية عسكرية قرب نيودلهي.

وأفاد مصدر عالي المستوى بأنها ستتوقف في الهند قبل استكمال رحلتها إلى لندن، لكن دعوات الحكومة البريطانية إلى فتح تحقيق تقوده الأمم المتحدة في "مستويات العنف غير المسبوقة" تثير الشكوك حيال ذلك.

وانتشرت دعوات واسعة من المحتجين لضمان بقاء حلفاء حسينة المقرّبين في البلاد.

وأعلن الجيش البنغلادشي إغلاق مطار دكا الدولي مساء الاثنين من دون توضيح الأسباب.

ويعرف عن بنغلادش تاريخها الطويل في الانقلابات.

أعلن الجيش حالة طوارئ في كانون الثاني (يناير) 2007 عقب اضطرابات سياسية واسعة وشكل حكومة تصريف أعمال مدعومة من الجيش استمرت عامين.

وحذر مايكل كوغلمان، مدير معهد جنوب آسيا في مركز ويلسون في واشنطن، من أن رحيل حسينة "سيترك فراغا كبيرا" مشيرا إلى أن البلاد دخلت في "المجهول". وقال إن "الأيام المقبلة حاسمة".

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من جانبه على أهمية "الانتقال السلمي والمنظّم والديموقراطي" للسلطة، في دعوة كررها أيضا مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.

في الأثناء، دعت كل من بريطانيا والولايات المتحدة إلى "التهدئة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف