"ما يسميه الناس احتجاجات... أنا في الواقع أسميه هجمات إرهابية"
الجاليات المسلمة في مانشستر تواجه العنف بروح التحدي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تعيش هوما خان في منطقة ستوكبورت في مانشستر الكبرى، وتعمل معلمة في مدرسة ابتدائية محلية.
أحداث العنف التي شهدتها مدن في المملكة المتحدة لم تثنها عن الاستمرار في حياتها كالمعتاد، ولكن ذلك لا يمنع أنها تشعر بالقلق.
قالت هوما لبي بي سي: "في البداية كان رد فعلي هو الشعور بالصدمة. أشعر بالصدمة لأن العنف الذي صاحب ما يسميه الناس بالاحتجاجات، والتي أسميها في الواقع هجمات إرهابية، جاء على خلفية شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي تبين بعد ذلك أنها أكاذيب".
تضيف هوما أنها لن تعدل مسار حياتها اليومية في الوقت الحالي، ولكنها تظل حذرة. "لقد نشأت وأنا معتادة على أن أكون مستهدفةً، وأن أتعرض للإساءة بسبب معتقداتي الدينية، والملابس التي أرتديها".
"لن أرتعد خوفًا.. أريد ان استمرّ في نشاطاتي اليومية بشكل طبيعي، لكن هناك شعور بالقلق يلازمني في كل مرة أغادر فيها منزلي حيث أتساءل 'هل سأكون في خطر'؟"
لماذا يتدخل إيلون ماسك بأعمال العنف بسبب اليمين المتطرف في بريطانيا؟أعمال الشغب في بريطانيا "دخلت دائرة الإرهاب" هدوء غير مريحغالباً ما تؤدي الاضطرابات العنيفة إلى خلق أجواء غير عادية، ولكنها ليست دائماً أجواء دمار.
عندما زرت مركز التسوق في منطقة سالفورد شمال غربي مدينة مانشستر، كان الجو هادئا بشكل غير مريح. كان ذلك في فترة ما بعد الظهر وسط الأسبوع، حيث يفترض أن يكون المكان مزدحما بالمارة والمتسوقين، خصوصا أن الطقس كان مشمساً.
غير أنه صدرت توجيهات للمحال والشركات بالإغلاق مبكراً، بعد انتشار تقارير غير مؤكدة عبر الإنترنت أفادت أن هناك احتجاجات ستقع في وقت لاحق من ذلك اليوم.
لم أشاهد إلا عدداً قليلاً من المارة في الساحة الكبيرة الفارغة. شاهدت أيضاً الشرطة وهي توقف وتفتش شباباً ملثمين، كانوا موجودين أمام المحال ولكن دون احتجاج.
في نفس اليوم، توجهت إلى جنوب مدينة مانشستر، وكانت الصورة مختلفة تماماً.
تعد منطقة "موس سايد" موطنا لمجتمع مسلم نابض بالحياة، ينحدر أبناؤه من شبه القارة الهندية والشرق الأوسط وأفريقيا. في مشهد مناقض لما شهدته في منطقة سالفورد، كانت المحال والمطاعم والمقاهي تعج بالزبائن.
قال العديد ممن يعملون ويعيشون في المنطقة إنهم يشعرون بالأمان في كنف مجتمعاتهم. لكنهم يتابعون الأحداث الجارية بقلق متزايد.
يقول علاء، الذي يدير متجرا لبيع الكتب العربية في مانشستر: "لقد أتيت من سوريا عام 2018، ووجدت أنا وعائلتي ملاذاً آمناً هنا".
يضيف علاء أن "الأحداث الأخيرة لا تبشر بالخير . في الوقت الحالي، أبتعد عن أي تجمعات قد تجلب لي المتاعب. لا أريد أن أشعر بالاضطهاد مرة أخرى".
أما عبد الحكيم، الذي فر من الحرب في الصومال منذ أكثر من 20 عاماً، فهو يشعر بالقلق بسبب الاشتباكات التي وقعت بين نشطاء اليمين المتطرف وبعض من الشباب المسلمين.
"إذا التقت هاتان (المجموعتان)، فستقع أعمال شغب وقد تندلع حرب أهلية. إنها نفس الأحداث التي دفعتني لمغادرة الصومال والقدوم إلى مانشستر!"
علاء أيضاً يشعر بالقلق إزاء دعوات انتشرت مؤخرا داخل المجتمعات المسلمة بالدفاع عن المساجد والمنازل والممتلكات، باستخدام العنف إذا لزم الأمر.
"أنا لا أتفق مع هذا. يجب أن يجري ذلك بالتنسيق مع السلطات المحلية والحكومة التي طمأنت المسلمين بالفعل بأنهم آمنون".
"أعتقد أن لدينا الحق في الدفاع عن مساجدنا ونحن بحاجة للدفاع عن حقنا في حرية العقيدة، ولكن إذا فعلنا هذا بمفردنا، فإننا سوف نعطي الآخرين ذريعة لوصمنا بالإرهاب".
تقول هوما خان إن ضخامة الأحداث الأخيرة يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الجيل الأصغر سناً، الذي لم يشهد مثل هذه الحوادث من قبل.
"أجد صعوبة بالغة في محادثاتي مع أبناء أخي، الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و10 سنوات، إذ يتعين عليّ أن أشرح لهم بأن ما يحدث في شوارع مانشستر لا يمثل الجميع، ولا يمثل مجتمعنا المتنوع ومتعدد الثقافات".
"لم أشهد عنصرية هنا قط"سعيد، وهو من سوريا، سافر حول أوروبا لأكثر من عشرين عاماً إلى أن استقر في بريطانيا منذ ثلاث سنوات.
"لقد سافرت عبر أوروبا ولدي جواز سفر سويدي. لقد أتيت خصيصاً إلى هذا البلد (إنجلترا) لأن جميع الأديان تحظى بالاحترام، بلا استثناءات. المسيحيون والمسلمون واليهود - الجميع يعيشون في وئام".
"لقد صدمت حقاً عندما سمعت عن الأحداث العنصرية الأخيرة. لم أشهد العنصرية بنفسي هنا. كنا خائفين بعض الشيء عندما سمعنا عن الأخبار لأول مرة، كان هذا غير طبيعي بالنسبة لنا لأننا لم نعهد أحداثا كهذه من قبل. الناس هنا لطفاء بشكل لا يصدق. ساعدوني كثيرا وبفضلهم تغلبت على حاجز اللغة، لذا فإن ما رأيته في الأخبار أسوأ بكثير مما رأيته في الواقع".
انتشرت أعمال شغب واسعة النطاق في مختلف المدن والبلدات في إنجلترا وأيرلندا الشمالية، عقب مقتل ثلاث فتيات صغيرات طعناً في مدينة ساوثبورت في شمال غرب إنجلترا، في 29 يوليو/تموز. وقد تأججت أعمال العنف بسبب المعلومات المضللة على الإنترنت، وعداء اليمين المتطرف، والمشاعر المناهضة للهجرة.
عقب أحداث ساوثبورت، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أخبار كاذبة تفيد بأن المشتبه به كان طالب لجوء، وصل بشكل غير قانوني إلى المملكة المتحدة على متن قارب. كما انتشرت شائعات أخرى لا أساس لها من الصحة بأنه مسلم.
بعد فترة وجيزة، اندلعت أعمال العنف وتسببت في مشاهد دمار لم تقع منذ أعمال شغب عام 2011، التي اندلعت عقب مقتل رجل يدعى مارك دوغان برصاص وحدة خاصة تابعة للشرطة البريطانية.
يقول الدكتور جواد آمن، رئيس منتدى سلامة المسلمين في مانشستر الكبرى: "لقد شهدنا بالتأكيد أحداث عنف متفرقة على مدى العقدين الماضيين".
وفي حديث لبي بي سي، أضاف جواد: "ما يثير القلق والانزعاج بشأن هذه الحادثة بالذات (في ساوثبورت) هو أنها كانت مدفوعة بمعلومات مضللة، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل أولئك الذين يريدون نشر الكراهية عبر الإنترنت".
"سواء كان المهاجم مسلماً أم لا، فلا ينبغي أن تكون ديانته سبباً للعنف الذي شهدناه".
تظاهرات مناهضة للاحتجاجات "العنصرية" في المملكة المتحدةرئيس الوزراء البريطاني يقول إن "جيشا" من ضباط الشرطة على أهبة الاستعداد، بعد مظاهرات اليمين المتطرفإصابة 22 ضابط شرطة في اضطرابات ساوثبورت في المملكة المتحدة