لم يسبق له مثيل من قبل
لماذا حذّرت السلطات اليابانية من "الزلزال الكبير"؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في البداية، لم يكن الزلزال الذي ضرب جنوب اليابان الخميس الماضي مشكلة كبيرة. بلغت قوته 7.1 درجة ولم يتسبب بأضرار كبيرة، كما أن التحذير من حدوث تسونامي تم تقليصه بسرعة.
لكن هذا الزلزال تبعه تحذير غير مسبوق.
ذكرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية أن هناك خطرًا متزايدًا لحدوث زلزال هائل (ميغاكويك). وألغى رئيس الوزراء الياباني رحلة كانت مقررة لحضور قمة في آسيا الوسطى ليكون متواجداً في البلاد خلال الأسبوع المقبل.
زلزال تركيا وسوريا: "منزلنا مخيف، لكن علينا البقاء فيه حتى لو انهار فوق رؤوسنا"تايوان: فرق الإنقاذ تسابق الزمن بعد وقوع أقوى زلزال في البلاد منذ 25 عامابالنسبة للكثيرين في اليابان، أثار هذا التحذير القلق بشأن "الزلزال الكبير"، وهو زلزال يحدث مرة واحدة في القرن وقد ترعرع العديد منهم على التحذيرات حوله.
في أسوأ السيناريوهات، يمكن أن يتسبب هذا الزلزال في وفاة أكثر من 300 ألف شخص، مع إمكانية حدوث موجة تسونامي بارتفاع 30 متراً (100 قدم) على طول ساحل اليابان المطل على المحيط الهادئ.
رغم هذا الخطر، شعرت ماسايو أوشيو بالارتباك أكثر من الخوف. حيث اعترفت لبي بي سي من منزلها في يوكوهاما جنوب العاصمة طوكيو: "أنا في حيرة من أمري بسبب هذا التحذير ولا أعرف ماذا أفعل".
وأضافت: "نحن نعلم أننا لا نستطيع التنبؤ بالزلازل، وقد قيل لنا لفترة طويلة أن الزلزال الكبير سيحدث يوماً ما، لذا ظللت أسأل نفسي: هل هذا هو؟ ولكن لا يبدو الأمر حقيقياً بالنسبة لي".
ما الذي يقلق السلطات اليابانية؟اليابان بلد معتاد على الزلازل، إذ أنه يقع في "حلقة النار" مما يجعله عرضة لحوالي 1500 زلزال سنوياً.
معظم هذه الزلازل تتسبب بأضرار طفيفة، لكن هناك بعض الزلازل الكبيرة مثل زلزال عام 2011 الذي بلغت قوته 9.0 درجة، وأدى إلى حدوث تسونامي تسبب في مقتل أكثر من 18 ألف شخص.
تخشى السلطات من أن الزلزال الذي قد يضرب هذه المنطقة الأكثر كثافة سكانية في الجنوب يمكن أن يكون أكثر دموية في أسوأ الحالات. حيث أن الزلازل التي تحدث على طول حوض نانكاي، وهي منطقة نشاط زلزالي تمتد على طول ساحل اليابان على المحيط الهادئ، كانت مسؤولة عن آلاف الوفيات في الماضي.
في عام 1707، تسبب صدع بطول 600 كيلومتر في ثاني أكبر زلزال مسجل في اليابان، تبعه ثوران بركان جبل فوجي.
وتحدث هذه الزلازل الكبيرة عادة كل مئة عام أو نحو ذلك، وغالباً ما تحدث بشكل ثنائي، وآخرها كان في عامي 1944 و1946.
يعتقد الخبراء أن هناك فرصة بنسبة 70 إلى 80 في المئة لوقوع زلزال بقوة 8 أو 9 درجات على طول حوض نانكاي خلال الثلاثين عاماً القادمة، مع أسوأ السيناريوهات التي تشير إلى أنه قد يسبب أضراراً تقدر بتريليونات الدولارات، وربما يتسبب في مقتل مئات الآلاف.
هذا الحدث الذي طال انتظاره يعتبره عالما الجيولوجيا كايل برادلي وجوديث هوبارد "التعريف الأصلي للزلزال الكبير".
هل يمكن التنبؤ بالزلازل؟يقول البروفيسور روبرت غيلر، الأستاذ الفخري لعلم الزلازل في جامعة طوكيو، إنه لا يمكن التنبؤ بالزلازل بدقة.
يوضح لبي بي سي: "إصدار بالأمس لا علاقة له بالعلم تقريباً". ويعتبر أن السبب في ذلك هو أنه على الرغم من أن الزلازل معروفة بأنها "ظاهرة عنقودية"، إلا أنه "ليس من الممكن معرفة ما إذا كان الزلزال هو مقدمة لزلزال أكبر أو مجرد هزة ارتدادية".
وفي الواقع، فإن حوالي 5 بالمئة فقط من الزلازل هي "هزات استبقاية"، وفقاً لبرادلي وهوبارد. ومع ذلك، فإن زلزال عام 2011 سبقته هزة مقدمة بقوة 7.2 درجة، وهي إشارة تم تجاهلها إلى حد كبير.
تم وضع نظام التحذير بعد عام 2011 في محاولة لمنع كارثة مشابهة في المستقبل، وكان يوم الخميس هو المرة الأولى التي تستخدمه فيها وكالة الأرصاد الجوية اليابانية.
ولكن الأهم من ذلك، أنه بينما طلبت الوكالة من الناس أن يكونوا مستعدين، إلا أنها لم تطلب من أي شخص الإخلاء. وصرحت الوكالة بأن "احتمال وقوع زلزال كبير جديد أعلى من المعتاد، لكن هذا ليس مؤشراً على أن زلزالاً كبيراً سيحدث بالتأكيد".
ومع ذلك، أعلن رئيس الوزراء فوميو كيشيدا عن إلغاء خططه للسفر خارج اليابان للتأكد من أن استعدادات الحكومة واتصالاتها جيدة. وأضاف أنه يخشى أن يشعر الناس "بالقلق"، نظراً لأنها المرة الأولى التي يتم فيها إصدار مثل هذا التحذير.
من جانبها، لا تبدو ماسايو أوشيو قلقة، حيث قالت: "أشعر أن الحكومة تبالغ في تقدير الأمر". واعتبر البروفيسور غيلر أن تلك النصيحة "ليست معلومة مفيدة".
فلماذا إصدار التحذير؟يسمح النظام بإرسال تحذير أو تنبيه من مستوى أقل، ويوم الخميس كان التنبيه يوصي الناس بالاستعداد للإخلاء.
وبحسب التقارير، يبدو أنه نجح في جذب الانتباه. حتى في بلد اعتاد على تلقي التنبيهات على الهواتف، فإن تأثير "حوض نانكاي" والتهديد بوقوع "الزلزال الكبير" جعل الناس ينتبهون.
قالت ماسايو أوشيو: "عندما رأيت التحذير، تأكدت من تجهيز ما نحتاجه في المنزل، لأنني لم أفعل ذلك منذ فترة". وقد لوحظ هذا السلوك في العديد من المناطق على طول ساحل المحيط الهادئ.
في نيتشينان بمحافظة ميازاكي، بالقرب من مركز الزلزال، كان المسؤولون يتفقدون ملاجئ الإيواء المفتوحة. وفي محافظة كوتشي بغرب اليابان، فتحت 10 بلديات ما لا يقل عن 75 ملجأ إيواء بحلول صباح الجمعة، وفقاً لوكالة كيودو للأنباء.
وأعلنت شركة جيرا كو، المشغلة لمحطة الطاقة الحرارية، أنها في حالة تأهب للطوارئ، مؤكدة من جديد قنوات الاتصال مع ناقلات الوقود وبروتوكولات الإخلاء للأرصفة. وفي بلدة كوروشيو، أيضاً في كوتشي، تم حث السكان المسنين وغيرهم على الإخلاء طوعاً إلى مواقع أكثر أماناً. وشارك مسؤولو محافظة واكاياما في تأكيد مسارات الإخلاء بالتعاون مع البلديات المحلية.
رغم شكوكه، يرى البروفيسور غيلر أنها فرصة جيدة "للتأكد من أنك تقوم بجميع الاحتياطات الروتينية التي يجب عليك القيام بها على أي حال". وينصح قائلاً: "احتفظ بمياه تكفيك لمدة أسبوع، وبعض الأطعمة المعلبة، وربما بعد ذلك بعض البطاريات لمصباحك اليدوي".
شارك في التغطية تشيكا ناكاياما وجيك لافام
زلزال تايوان: قتلى وجرحى إثر وقوع الزلزال الأقوى منذ 25 عامامشاهد للحظة زلزال بقوة 7.4 درجة ضرب تايوانزلزال سوريا: آلاف العائلات لا تزال بلا مأوى