صحة وعلوم

أول مريض يخضع لتجربة اللقاح التجريبي

بريطانيا.. الخطوة الأولى للقضاء على سرطان الرئة

يانوش راكز أول مريض بريطاني يخضع للقاح سرطان الرئة
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من لندن: أصبح مريض سرطان الرئة أول من يتلقى لقاحًا تجريبيًا جديدًا في المملكة المتحدة لمساعدة جسده في محاربة الداء القاتل.

وحصل يانوش راكز، 67 عامًا، على ست حقن من اللقاح، تحتوي كل منها على مادة وراثية لجزء مختلف من الورم، لتدريب خمسة مليارات خلية في جهازه المناعي على الهجوم.

اللقاح، الذي يحمل الاسم الرمزي BNT116، تصنعه شركة بيوتيك BioNTech باستخدام نفس تقنية mRNA التي دعمت لقاح كورونا COVID عالي الفعالية.

ويقول الأطباء إنه يستهدف بدقة أكبر بكثير من العلاج الكيميائي، لذلك لا ينبغي أن يكون له نفس الضرر الجانبي على الخلايا السليمة التي تسبب أحيانًا آثارًا جانبية ساحقة.

وقال السيد راكز بعد حقنته الأولى: "إنه غير مؤلم". واضاف: "إنه أفضل بكثير من العلاج الكيميائي، وهو أمر صعب بالنسبة لي".

جاء التقرير على لسان قناة (سكاي نيوز) التي منحت حق الوصول الحصري إلى مستشفى جامعة لندن كوليدج (UCLH) حيث بدأ الأطباء فرع المملكة المتحدة من تجربة عالمية للقاح.

وسيشارك في الدراسة حوالي 130 مريضًا بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، بمشاركة ستة مستشفيات في المملكة المتحدة.

وقال السيد راكز: "إذا كنت المائة أو الأول [متطوع في الدراسة]، فهذا لا يهم بالنسبة لي، أعتقد أنه سيساعدني - ويساعد الآخرين إذا تم إنتاج اللقاح بشكل أسرع".

وكان السيد راكز نشطًا للغاية قبل أن يمرض، حيث تسلق العديد من الجبال وركض في سباقات الماراثون في سبع دول. إنه متفائل للغاية بشأن مستقبله لدرجة أنه حدد لنفسه هدف الركض في ماراثون لندن في غضون السنوات الثلاث المقبلة.

كيف يعمل؟

وإذ ذاك، فإن سرطان الرئة يتمتع بعباءة خفية، حيث يختبئ من الجهاز المناعي. لكن اللقاح يبرز المكونات الرئيسية للورم كتهديد، على أمل تحفيز الجسم على الاستجابة عن طريق القضاء على الخلايا السرطانية أينما كانت.

وأثبتت التجارب المبكرة على لقاحات مماثلة في أنواع أخرى من السرطان أنها واعدة، مع انخفاض حجم الورم وخطر تكراره.

المرة الأولى

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اختبار لقاح بيونتيك على البشر. ستؤكد التجربة ما إذا كانت هناك أي آثار جانبية كبيرة قبل أن يشرع الأطباء في دراسات أكبر لتحديد الفعالية السريرية.

وسيتلقى المتطوعون عشرات الجرعات على مدى 12 شهرًا لمواصلة تعزيز جهاز المناعة لديهم.

وقالت الدكتورة سارة بنفيف، التي تدير التجربة السريرية في UCLH، إن لديها آمالا كبيرة وهي تقول: "لدينا بالفعل بعض البيانات التي تشير إلى أن هذا النوع من اللقاح جيد التحمل"،

وأضافت: "نأمل أن نتمكن في الوقت المناسب من إظهار أن العلاج فعال ضد سرطان الرئة مع ترك الأنسجة الأخرى دون مساس".

وقالت إن سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة هو الشكل الأكثر شيوعًا للمرض. معظم الحالات، وإن لم يكن كلها، ناجمة عن التدخين.

ويتم تشخيص العديد من المرضى في مرحلة متقدمة عندما يكون العلاج أقل فعالية. حاليًا، يبقى حوالي ربعهم فقط على قيد الحياة لمدة خمس سنوات.

ومن غير المعتاد أن تشمل التجربة السريرية مرضى يعانون من مرض مبكر لم يخضعوا بعد للجراحة أو العلاج الإشعاعي، وكذلك أولئك الذين يعانون من السرطان الذي انتشر أو عاد.

إنها تبقي الخيارات مفتوحة حول أفضل طريقة لاستخدام اللقاح لتحسين النتائج للأشخاص المصابين بالسرطان.

لقاحات ثورية
وقال البروفيسور سيو مينغ لي، أخصائي الأورام في مستشفى جامعة لندن ورئيس الدراسة السريرية في المملكة المتحدة، إن هناك حاجة ماسة إلى علاجات جديدة.

وقال: "هناك 1.8 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم بسبب سرطان الرئة، وكثير منها في البلدان النامية، ونأمل أن نتمكن من البدء بجيلنا الأول من لقاح mRNA، ثم طرحه لبقية العالم".

وكانت هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS بدأت في فحص المدخنين الأكبر سنًا بحثًا عن سرطان الرئة على أمل اكتشاف الحالات في وقت مبكر. يجب على أي شخص يعاني من أعراض، بما في ذلك السعال الذي لا يزول، وألم الصدر والتعب، أن يرى الطبيب.

وقالت السيدة كالي بالمر، المديرة الوطنية لقسم السرطان في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنكلترا: "تلعب هيئة الخدمات الصحية الوطنية دورًا رائدًا على مستوى العالم في تجربة لقاحات السرطان، وإذا نجحنا، فقد تكون هذه اللقاحات ثورية في تطعيم الأشخاص ضد سرطاناتهم لمنع تكرار السرطان بعد العلاج الأولي.

وقالت: "تقوم المستشفيات في جميع أنحاء البلاد بالتعاون مع شركائها من الجامعات والصناعة بعمل رائد للبحث في طرق تسخير نظام المناعة في الجسم لعلاج مجموعة من أنواع السرطان.

وخلصت بالمر إلى القول: "إن تشخيص السرطان أمر مقلق للغاية، ولكن الوصول إلى التجارب الرائدة - جنبًا إلى جنب مع الابتكارات الأخرى لتشخيص وعلاج السرطان في وقت مبكر - يوفر الأمل. نتوقع أن نرى آلاف المرضى يشاركون في التجارب على مدى السنوات القليلة المقبلة."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف