أجواء روحانية وتضامن اجتماعي
زيارة الأربعين: لماذا يتوافد الملايين إلى كربلاء؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أربعينية الحسين من أبرز المناسبات الدينية لدى الشيعة، يحيونها بزيارة ضريح الحسين بن علي بن أبي طالب، ثالث الأئمة لدى الشيعة في كربلاء وضريح أخيه أبو الفضل العباس المجاور له.
كيف تعاد مسرحة واقعة كربلاء في عاشوراء؟بالصور: ملايين الشيعة يُحيون شعائر زيارة الأربعينقتل الحسين مع أتباعه وأفراد عائلته في واقعة الطفّ في كربلاء عام 680 ميلادية (61 للهجرة)، ودفن فيها، في المكان الذي أقيمت فيه العتبة الحسينية، ويقال إن المختار بن أبي عبيد الثقفي كان أوّل من شيّد مقاماً حول ضريح الحسين، في عام 65 للهجرة، واستمرّ تشييده على مراحل في عهد الخلفاء العباسيين.
يسمّى الضريحان بالحرمين عند الشيعة، ويضمّ مقام الحسين مسجداً يعدّ من جواهر الفنّ المعماري الإسلامي، ويمتاز بمئذنته المذهبة، والزخارف على جدرانه وقبته. يحتضن المقام مدفن الحسين، ومدافن ابنيه علي الأكبر وعلي الأصغر، و 72 من أصحابه الذين قتلوا معه.
مواساة السباياهذا الطقس الديني الضخم يقوم على السير لمسافات طويلة من مدن العراق الأخرى، وصولاً إلى كربلاء. فمن البصرة، تنطلق القوافل سيراً على الأقدام قبل عشرين يوماً من الأربعين. ومن إيران التي يفد منها بعض الزوار مشياً أيضاً تنطلق المسيرات قبل شهر من الأربعين. أمّا بالنسبة للزوار القادمين من دول أخرى جواً، فيحيون الذكرى بالسير على مدى يومين متواصلين من النجف حيث مقام الإمام علي بن أبي طالب، باتجاه كربلاء.
يعد السير على الأقدام أشبه بمواساة لأهل بيت الحسين، الذين ساروا لمسافات طويلة بعد عودتهم من الشام. بعد واقعة الطف، سبيت زينب أخت الحسين ومن كان معها من أصحابه وأفراد عائلته وأولاده. وفي طريق عودتهم إلى المدينة، مررن بكربلاء لزيارة قبر الحسين.
لماذا يحيي الشيعة ذكرى عاشوراء وكيف تُقام طقوسها؟لماذا تلهم ذكرى عاشوراء الرسامين حتى يومنا هذا؟تقول سارة ياسين، مدرِّسة من لبنان، زارت المقام الحسيني في الأربعين سابقاً، إن المشي وإن كان متعباً من النجف نحو كربلاء، "إلا أنّه يعد مواساة لأهل البيت، فلا نشعر بالتعب، لأننا نعرف أنّ ما سنصل إليه أجمل، وذلك الجهد يفرحنا". وتضيف: "في هذه المسيرات الحاشدة، تنتشر على طول الطريق محطات ضيافة وطعام وماء يقدمها العراقيون لزوّار العتبة".
خلال زيارة الأربعين، يغادر الكثير من الشيعة اللبنانيين بيوتهم عبر حملات منظمة، لزيارة النجف وكربلاء. وقد انتشرت ممارسة هذا التقليد خلال السنوات العشر الماضية بشكل ملحوظ، مع تسهيلات توفرها الحملات المختصة بالزيارة. كما سهّل تبدل الوضع السياسي في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، من ممارسة الشيعة للشعائر الدينية.
يزور الشيعة ضريح الحسين في الأربعين بشكل أساسي، ولكنهم يزورنه أيضاً في يوم عرفة، وفي ليلة القدر، إلى جانب ذكرى مقتل الأئمة وفي معظم المناسبات الدينية الشيعية، سواء كانت حزينة أو سعيدة.
وفي ذكرى الأربعين، يفتح العراقيون أبوابهم للزوار، وتتولى العتبة الحسينية تأمين الخدمات اللوجستية. هكذا، تمتدّ مستوصفات تطوعيّة على طول الطريق من النجف نحو كربلاء (80 كيلومتر تقريباً)، لمساعدة من قد يعانون من وهن أو يحتاجون الى إسعاف.
تخبرنا هنا بركات، مترجمة من لبنان، عن زيارتها في سنوات سابقة للمقام الحسيني خلال الأربعين، "بعض الناس لا تنام طول الطريق، ويتكاتف الغني والفقير، في جو روحاني. والناس تتأثر كثيراً عند وصولها بعد مسير طويل إلى المقام".
في هذه المسيرات، كلّ يحمل نذوره، وصلواته، وباتت على مرّ السنوات تقليداً من صلب عادات المجتمع العراقي.
لماذا تُلهم ذكرى عاشوراء الرسامين حتى يومنا هذا؟أربعينية الإمام الحسين في العراق: تحديات أمنية وتحقيقات حكومية جاريةما هي زيارة الأربعين التي يشارك فيها الملايين كل عام؟