كينيدي ينهي حملته الانتخابية ويعلن تأييده لترامب

إيلاف من مراكش: في تطور غير متوقع على الساحة السياسية الأميركية، أعلن روبرت إف. كينيدي جونيور، ابن شقيق الرئيس الراحل جون كينيدي والناشط البيئي البارز، انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024. كينيدي، الذي كان يخوض الانتخابات بصفته مرشحًا مستقلًا بعد خروجه من الحزب الديمقراطي، فاجأ العديد من مؤيديه بقراره دعم الرئيس السابق دونالد ترامب في حملته الرئاسية.

من جهتها سارعت حملة مرشحة الديمقراطيين كامالا هاريس للتوجه لناخبي كينيدي قائلة إن المرشحة الديمقراطية "تريد كسب دعمكم".

قرار الانسحاب
جاء قرار كينيدي بالانسحاب بعد أشهر من التحديات التي واجهتها حملته، من بينها قلة الدعم المالي وصعوبة جذب الناخبين خارج قاعدة أنصاره التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، كان من الواضح أن فرص كينيدي في الفوز كانت ضئيلة في مواجهة مرشحين أقوى من الحزبين الرئيسيين.

أوضح كينيدي في خطاب انسحابه أنه قرر دعم دونالد ترامب لأنه يرى في حملته فرصة لتحقيق التغيير الذي كان يسعى إليه. وأشار إلى أن ترامب، رغم خلافاتهما في بعض القضايا، يمثل "المرشح الأكثر قدرة على تحدي المؤسسة السياسية وتحقيق إصلاحات حقيقية في واشنطن."

على صعيد آخر، أدان كينيدي ترشيح الحزب الديمقراطي نائبة الرئيس كامالا هاريس من دون إجراء انتخابات تمهيدية، مشيرا إلى الكثير من التحفظات إزاء حزبه السابق قال إنها دفعته إلى "تقديم الدعم للرئيس ترامب".

تأثير الانضمام إلى ترامب
انضمام كينيدي إلى حملة ترامب قد يعزز من قاعدة الدعم الشعبي للرئيس السابق، خاصة بين الناخبين المستقلين وبعض الديمقراطيين المحافظين الذين يجدون في كينيدي صوتًا معبرًا عن مخاوفهم. من جهة أخرى، قد يؤدي هذا التحالف إلى تعقيد الأمور بالنسبة للحزب الجمهوري، حيث يمكن أن يثير انزعاج بعض القادة الجمهوريين الذين يرون في كينيدي شخصًا خارج التيار المحافظ التقليدي.

ويأتي انسحاب كينيدي غداة خطاب حماسي ألقته هاريس في شيكاغو، حيث قبلت ترشيح الحزب الديمقراطي لها للرئاسة وبدأت الشوط الأخير الذي يستمر عشرة أسابيع حتى يوم الانتخابات.

عندما سألها الصحافيون الجمعة عن هذا التطور أثناء صعودها إلى الطائرة الرئاسية للعودة إلى واشنطن، اكتفت هاريس بالقول "الفوز. سوف نفوز".

ردود الأفعال السياسية
أثار قرار كينيدي بالانسحاب ودعمه لترامب ردود فعل متباينة. بينما رحب بعض أنصار ترامب بالخطوة باعتبارها تعزيزًا لحملته، انتقدها آخرون باعتبارها خطوة غير محسوبة قد تؤدي إلى انقسام داخل صفوف الجمهوريين. من جانبهم، أعرب بعض الديمقراطيين عن ارتياحهم لانتهاء حملة كينيدي، التي كانوا يرون فيها تهديدًا لتوحيد صفوف الحزب في مواجهة ترامب.

وعارضت غالبية أعضاء عائلة كينيدي قرار دعمه الرئيس السابق. وقالت شقيقته كيري الناشطة في مجال حقوق الإنسان في بيان نشرته عبر منصة إكس إن "قرار شقيقنا بوبي تأييد ترامب اليوم هو خيانة للقيم التي يعتز بها والدنا وعائلتنا".

وتابعت في البيان الذي وقعه أيضا أربعة أشقاء آخرين "إنها نهاية حزينة لقصة حزينة".

رجل عظيم
علق الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الجمعة، على إعلان المرشح الرئاسي المستقل روبرت كينيدي جونيور تأييده في الانتخابات الرئاسية، وذلك خلال حدث في لاس فيغاس.

وقال ترامب: "لقد حصلنا للتو على تأييد لطيف للغاية من روبرت كينيدي جونيور، وسأتحدث عن ذلك. سنتوجه مباشرة بعد هذا. سنذهب إلى أريزونا".

وأضاف الرئيس الأميركي السابق: "أريد أن أشكر (بوبي). كان ذلك لطيفا للغاية. كان ذلك حقا رائعا جدا. إنه رجل عظيم، ويحظى باحترام الجميع".
وسينظم ترامب حدثا انتخابيا في وقت لاحق، الجمعة، في أريزونا، حيث أعلن روبرت كينيدي جونيور للتو عن تأييده في الانتخابات الرئاسية.