أخبار

من الانتداب البريطاني إلى المواجهات المسلحة... تاريخ حافل بالعنف

نور شمس: مخيم اللاجئين الذي أصبح مركزًا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يعتبر مخيم نور شمس أحد المناطق التي لطالما شهدت اشتباكات ومواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي خلال السنوات الماضية ويعود المخيم كل فترة لتصدّر عناوين الأخبار الواردة من الضفة الغربية.

مخيم نور شمس هو مُخيم للاجئين الفلسطينيين يقع داخل مدينة طولكرم في الضفة الغربية، وتحديدًا في أحياء المدينة الشرقية، تأسس عام 1950 عقب النكبة ضمن أراضي بلدية طولكرم التي استأجرتها وكالة الغوث الدولية لإقامة المخيم، مساحته صغيرة تبلغ فقط 0.21 كيلومتراً مُربعاً، وهو مخيم للاجئين من أصل اثنين في مدينة طولكرم حيث تضم المدينة أيضًا مخيم طولكرم للاجئين الذي يبعد فقط حوالي 2 كيلومتر عن مخيم نور شمس.

ما الذي يجري في الضفة الغربية؟

عرين الأسود: مسلحون فلسطينيون جدد يعيدون ماضي الانتفاضة الفلسطينية

EPA فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بمخيم نور شمس للاجئين بالضفة الغربية بعد عملية عسكرية استمرت لثلاثة أيام ماذا نعرف عن مخيم نور شمس؟ EPA

نور شمس كان في فترة الانتداب البريطاني قبل عام 1948 عبارة عن حي صغير في مدينة طولكرم، وكان الحي قد سُمي بهذا الاسم لأنه أول أحياء المدينة التي تصله أشعة الشمس عند شُروقها في الصباح الباكر.

في عام 1919 أنشأت سُلطات الانتداب البريطاني سجنًا في الحي وبات يُعرف بسجن نور شمس، ووضعت فيه أصحاب الأحكام القاسية والعالية من السُجناء الفلسطينيين كمن حُكِمَ عليهم بالإعدام أو بالسجن مدى الحياة، وفي ثورات عامي 1929 و1936 ضد الانتداب البريطاني زجت سُلطات الانتداب بالثوار الفلسطينيين والعرب في سجن نور شمس، لتقع معركة كبيرة في محيط السجن في مايو 1936 بين المسلحين العرب والقوات البريطانية أُطلِق عليها "معركة نور شمس".

يقع المخيم شرق مدينة طولكرم ويبعد عن مركزها 3 كيلومتر، على الشارع الرئيسي الواصل بين مدينتي نابلس وطولكرم، و حسب تقديرات "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني" يبلغ عدد سكانه في منتصف العام 2023 نحو 7083 لاجئ.

وتوّضح موسوعة المخيمات الفلسطينية، وهي مؤسسة بحثية فلسطينية مستقلة، أن المخيم أقيم عام 1952، على مساحة بلغت حوالي 226 دونما عند الانشاء، وتمددت إلى 230 دونما في وقتنا الحاضر، وقامت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا باستئجار الأرض التي أُقيم عليها المخيّم من الحكومة الأردنية في ذلك الوقت، بعد أن ضربت عاصفة ثلجية خيام لاجئين كانوا يقطنون في أحد الأودية بالقرب من مدينة جنين، إذ قامت الأونروا ببناء مساكن بما أصبح يعرف لاحقا بمخيم نور شمس.

وبحسب الموسوعة فقد سُمي المخيم بهذا الاسم نسبة إلى معتقل "نور شمس" الذي أنشأه الاحتلال البريطاني في فلسطين عام 1919 من أجل سجن أصحاب "الأحكام القاسية" ممن حكم عليهم بالإعدام أو السجن مدى الحياة. ويمكن أن يكون المعتقل قد استمد تسميته "نور شمس" من خلال موضعه المكشوف طوال النهار لأشعة الشمس بحسب الموسوعة.

وتعود أصول اللاجئين في المخيم إلى القرى الواقعة حول حيفا، وهي: الكفرين، وقنير، وصبارين، وأم الزينات، واجزم، وعين غزال، وعرعرة، والغبية، وأم الشوف، واللجون، والشقيرات، وأم الفحم، وفق الموسوعة.

تنشط في المخيم عدة قوى مسلحة لـ"مقاومة الاحتلال الإسرائيلي" بحسب قولها، أبرزها "كتيبة طولكرم &- الرد السريع" أحد الأذرع العسكرية لكتائب شهداء الأقصى، المرتبط بحركة فتح، وفق القناة الرسمية للكتيبة على تلغرام، كما تنشط بها "كتيبة طولكرم &- سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي التي انطلقت نواة تأسيسها من مقتل سيف أبو لبدة في عام 2022 خلال اشتباك مع الجيش الإسرائيلي قرب حنين، وأبو لبدة هو شاب عشريني من أبناء المخيم وأحد أفراد سرايا القدس &- الجهاد الإسلامي، بحسب ما ذكر في رسالة كتبها قبل مقتله وتم تداولها واسعاً.

ويوجد في المخيم أيضاً عناصر من كتائب القسّام الجناح العسكري لحركة حماس، وفق بيانات صادرة عن الحركة.

تاريخ المواجهات في المخيم Reuters جنود إسرائيليون على مداخل مخيم نور شمس

شهد مخيم نور شمس على العديد من الاشتباكات وأعمال العنف، أبرزها خلال ما يسمى بـ"عملية السور الواقي" التي أطلقتها إسرائيل ضد مسلحين فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة عام 2000، ووفق وسائل إعلامية فلسطينية محلية، كانت العملية العسكرية الأخيرة في المخيم هي "الأعنف والأشد" منذ عام 2000.

وخلال تلك الأحداث حاصرت آليات الجيش الإسرائيلي مخيم نور شمس، ومدينة طولكرم بالعموم، و"قصفت مناطق مختلفة منها بصواريخ من طائرات الأباتشي، واغتالت عناصر من الفصائل المختلفة فيه"، وفق ما يذكر مركز الإعلام الفلسطيني.

ويوضح مركز المعلومات الفلسطيني أنه "مع تشكل وتنظيم الحركات المسلحة الناشئة في المخيم خلال السنوات القليلة الماضية، تزايدت الاشتباكات بين تلك الحركات وأهالي المخيم والجيش الاسرائيلي".

في عام 2023، وقبل تنفيذ حماس لهجومها في السابع أكتوبر/ تشرين أول، شهد المخيم على عدة عمليات عسكرية بين الحين والآخر وفق وسائل الإعلامية الفلسطينية، وأدت لجرح وقتل عدة أشخاص، لكن مع اندلاع الحرب في غزة، شهد المخيم تصعيداً أوسع للتوترات، ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية فمنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى اليوم شهد المخيم "22 اقتحاماً، أسفرت عن مقتل أكثر من 56 شخصاً".

مخاوف من تصاعد العنف مع شن مستوطنين هجوماً على فلسطينيين في الضفة الغربية

الضفة الغربية: "رغم محاولتي حماية طفلي إلا أنه قُتِل"!

وفي 19 أكتوبر/ تشرين الأول نفذت القوات الإسرائيلية عملية واسعة في المخيم، ونفذت ضربة جوية أدت لمقتل 12 فلسطينياً، فيما أعلن الشرطة الإٍسرائيلية مقتل أحد أفرادها خلال العملية التي قال عنها الجيش الإسرائيلي إنها تأتي "للقبض على مشتبه بهم مطلوبين وتدمير البنية التحتية للإرهاب ومصادرة الأسلحة"، فيما قالت تصريحات صادرة عن القوى المسلحة في المخيم أنها "تصدّت للآليات والقوات الإسرائيلية التي كانت تداهم المخيم".

وفيما وصفت وكالة رويترز حينها الضربة الجوية الإسرائيلية على المخيم "بالاستخدام النادر للقوة الجوية في الضفة الغربية"، قال الجيش الإسرائيلي إن الضربة "استهدفت مجموعة من الفلسطينيين شكلوا تهديدا للجنود في المنطقة". وأضاف أنه اعتقل 10 فلسطينيين خلال المداهمة.

لاحقا، استمرّت مداهمات الجيش الإسرائيلي للمخيم وفق وكالة الأنباء الفلسطينية، التي نشرت عدة أخبار عن عمليات عسكرية في المخيم طوال الأشهر الماضية، رافقها تدمير للمباني والطرق، واستهداف لعمارات سكنية وتفتيش للمركبات، ورافقها اشتباكات مع الأهالي والعناصر المسلحة وفق بيانات صحفية.

وإلى جانب ذلك، أعلنت القوى المسلحة في المخيم عدة مرات في بيانات صحفية عن "محاولات اعتقال من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية لعناصرها، وقيام الأجهزة الأمنية الفلسطينية بإزالة الحواجز"، إذ كانت آخر تلك التوترات بين القوى المسلحة في المخيم والأجهزة الأمنية الفلسطينية قبل نحو ثلاثة أسابيع، عندما قُتل أحد عناصر سرايا القدس، الجناح العكسري لحركة الجهاد الإسلامي في مخيم نور شمس، برصاص " الغدر والخيانة" وفق بيان صدر عن كتائب طولكرم، فيما نشرت وسائل إعلامية محلية أن فلسطينياً قتل برصاص الأجهزة الأمنية في المخيم، بينما لم تعلق السلطة الفلسطينية عن الأنباء الواردة حينها.

وفي مطلع أبريل/نيسان الحالي، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية في المخيم أدت لمقتل شخص، قبل تنفيذ عملية واسعة استمرت لثلاثة أيام منذ الخميس الماضي وحتى السبت، وأسفرت عن مقتل 14 شخصاً وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وفي 26 من أغسطس آب الحالي، قُتِلَ خمسة فلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف منزلًا الليلة الماضية في مخيم نور شمس للاجئين بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة.

وقالت مصادر محلية إن القتلى هم مهند كمال قرعاوي (19 عاما) وجبريل غسان جبريل من قلقيلية (20 عاما) والطفل عدنان أيسر جابر (15 عاما) ومحمد علي مصطفى يوسف (49 عاما) والفتى محمد أحمد محمد عليان (16 عاما).

وكان الشاب جبريل أطلق سراحه خلال الصفقة الأخيرة بين حركة "حماس" وإسرائيل في شهر نوفمبر/تشرين الثاني.

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني فقد قتل ثلاثة فلسطينيين مؤخرًا في مخيم بلاطة ومدينة قلقيلية وطولكرم٬ ممن كان في أفرج عنهم في صفقة التبادل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان صدر عنه مساء الإثنين، أنه قصف بواسطة طائرة ما وصفه بـ"غرفة عمليات" في مخيم نور شمس.

وأفادت وزارة الصحة بمقتل شاب وإصابة ثلاثة آخرين في هجوم شنه مجموعة من المستوطنين على بلدة وادي رحال، في بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

وبذلك يرتفع عدد القتلى في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ، إلى 2023 إلى 652 قتيلًا، بينهم 19 فلسطينيًا قتلوا برصاص مستوطنين، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأمس، أنه تلقى بلاغا عن عملية اختطاف إسرائيلي شمالي الضفة الغربية المحتلة، وقال إنه استدعى قواته إلى المنطقة وباشر بعمليات البحث، ليتبين فيما بعد أن البلاغ الذي تلقاه عن عملية الاختطاف "بلاغ كاذب".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف