تكريما لابن بطوطة..دراج مغربي يصل إلى بكين قادما من الدار البيضاء

إيلاف من الرباط: في رحلة استغرقت 7 أشهر، قطع خلالها مسافة تجاوزت 15 ألف كلم، وصل الدراج المغربي كريم موسطا إلى العاصمة الصينية بكين قادما من الدار البيضاء.
وعَبَر موسطا، البالغ من العمر 70 عاما، خلال هذه الرحلة / المغامرة، عبر دراجته الهوائية، 15 بلدا قبل الوصول إلى الصين، في تحد عابر للجغرافيا بتضاريسها المختلفة بين الجبال والصحراء، قاوم خلالها المناخ المتقلب من بلد إلى آخر.

سفير المغرب ببكين، عبد القادر الأنصاري لدى استقباله الدراج كريم موسطا في مقر السفارة المغربية

ولم تكن رحلة الصين، المغامرة الأولى التي خاضها الدراج المغربي، بل سبق له السفر عبر الدراجة الهوائية، في 2019، من الدار البيضاء إلى مكة المكرمة في ظرف ثلاثة أشهر و4 أيام، قاطعا ما يقارب 8 آلاف كلم و12 دولة، انطلاقا من المغرب، مرورا بإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وسلوفاكيا وكرواتيا وبلغاريا وتركيا ولبنان والأردن، وصولا إلى السعودية. كما خاض مغامرة ثانية في 2022، قادته من هولندا، وصولا إلى السنغال، مرورا ببلجيكا وفرنسا وإسبانيا والمغرب وموريتانيا، استغرقت منه قرابة 3 أشهر، قطع خلالها نحو 6 آلاف كلم.

وبعد وصوله إلى الصين، أقامت سفارة المغرب بهذا البلد الآسيوي حفل تكريم على شرف موسطا، حضره سفير المغرب ببكين، عبد القادر الأنصاري، وعدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالصين، ومواطنين صينيين، فضلا عن وسائل إعلام محلية سلطت الضوء على هذه التجربة الفريدة.

وقال موسطا، في تصريح لوكالة الانباء المغربية، إنه قام بهذه الرحلة تكريما للرحالة المغربي ابن بطوطة (1304-1377) الذي قام بهذه المغامرة قبل 7 قرون في ظروف أكثر صعوبة، وذلك بالنظر لعدم توفر نفس الوسائل المتاحة حاليا، والتي من شأنها تسهيل مثل هذه الرحلات، لا سيما تلك المتعلقة بالوسائل التكنولوجية.

وأكد الدراج المغربي أن رحلته انطلقت من مدينة الدار البيضاء في السابع من فبراير الماضي، عابرا خلالها بلدان إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، سلوفينيا، صربيا، كرواتيا، بلغاريا، تركيا، جورجيا، أذربيجان، كازاخستان، أوزباكستان، قيرغيزستان، وصولا إلى الصين.

وأوضح موسطا أنه يتطلع إلى خوض مغامرات أخرى عبر دراجته الهوائية في مختلف أنحاء العالم، مضيفا أنه سيواصل، بكل عزيمة، نشر القيم الأصيلة للمملكة المغربية المبنية على التسامح والتضامن والتآخي بين الشعوب.

من جهته، أكد سفير المغرب ببكين على صعوبة المغامرة التي قام بها موسطا، الذي قطع مسافة 15 ألف كلم في رحلة تجاوزت 7 أشهر. وأبرز السفير أن هذه الرحلة تجسد العلاقات الإنسانية القائمة بين الشعبين المغربي والصيني، وكذا روابط الصداقة والتعاون بين البلدين، والتي ما فتئت تتعزز منذ الزيارة التاريخية للملك محمد السادس للصين سنة 2016.

كما أشار الدبلوماسي المغربي إلى أن هذه المغامرة الفريدة استأثرت باهتمام العديد من المواطنين الصينيين الذين رأوا فيها جسرا للتآخي بين الشعوب، وتجسيدا لعلاقات الصداقة القوية التي تربط الشعبين المغربي والصيني.