أخبار

هآرتس تنبه من مغبة الانغلاق

لماذا يبقى السلام الخيار الاستراتيجي لبقاء إسرائيل؟

مستوطن إسرائيلي يقف حاملاً العلم الإسرائيلي أمام رجل يرفع العلم الفلسطيني خلال مظاهرة في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية في شباط (فبراير) 2022
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في مواجهة التحديات الوجودية لإسرائيل، تتجدد الأصوات التي تدعو إلى السعي للسلام كخيار استراتيجي لا بديل له. الكاتب الإسرائيلي عوزي بارام يرى أن البقاء الحقيقي للدولة يرتبط بمدى التزامها بتحقيق السلام

إيلاف من بيروت: في ظل تصاعد التوترات على الساحة الفلسطينية-الإسرائيلية، تبرز أصوات داخلية تدعو إلى إعادة النظر في السياسات الحالية.
وفي مقالة نشرتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، يطرح الكاتب الإسرائيلي عوزي بارام رؤيته حول أهمية السلام كخيار استراتيجي، معتبرًا أنه السبيل لضمان بقاء إسرائيل وسط محيط عربي معادٍ.
بارام يرى أن التمسك بهذا المسار هو ما حافظ على الدولة منذ تأسيسها، محذراً من أن التخلي عن السعي للسلام قد يؤدي إلى نتائج وخيمة.

بارام، الذي تميز بآرائه اللاذعة تجاه حكومة نتانياهو، يصر في مقاله بعنوان "الإسرائيليون يسعون للسلام لأنه الطريق الوحيد لضمان بقاء الدولة"، على أن إسرائيل قد نجت على مر العقود ليس بفضل قوتها العسكرية فقط، بل نتيجة تبنيها لسياسة السلام، رغم الضغوط الهائلة والتحديات التي واجهتها. يشدد الكاتب على أن إسرائيل اليوم تقف عند مفترق طرق خطير؛ فإما العودة إلى سياسة السلام التي كانت سبباً في ازدهارها، أو الاستمرار في طريق الانعزال الذي قد يؤدي بها إلى انهيار محتمل.

سلام مشروط بالبقاء
في مقاله، يبدأ بارام باستعراض الإطار التاريخي الذي حدد مسار إسرائيل منذ قيامها. يقول: "الانشغال بالأساسيات التي أدت إلى الحرب وتقود الآن إلى الفشل الذريع للحكومة الإسرائيلية، يجعلنا ننسى الحقيقة البسيطة التي كانت ترافقنا طوال سنوات وجودنا كدولة: وهي مفهوم وجود دولة يهودية في قلب شرق أوسط عربي معادٍ".

هذه الرؤية تستند إلى تحذير واضح: إسرائيل التي نجت سابقاً عبر تحقيق السلام مع مصر والأردن، تواجه اليوم خطراً داخلياً ربما يفوق التهديدات الخارجية، وهو تآكل الإجماع الشعبي على أهمية السلام. وبهذا الصدد، يؤكد بارام أن "بقاء إسرائيل يعتمد على قوتها العسكرية، وقدراتها الاقتصادية والاستراتيجية، وصورتها الأخلاقية، وتنوعها الثقافي، وإمكانية كسب الحلفاء". لكنه يضيف: "مع جعل السعي للسلام مبدأً يرشدها في سياساتها. وهذا هو النموذج الذي وجه إسرائيل طوال معظم سنوات وجودها".

التحديات الداخلية والخارجية
ويتابع بارام مقاله بالقول إن إسرائيل، التي كانت تتقدم "بشجاعة" نحو اتفاقيات سلام مع مصر والأردن، لا تزال تواجه اليوم انتقادات من جهتين رئيسيتين. فمن جهة، هناك تلك المجموعات المتطرفة التي تطالب بسياسة عدوانية وتقييد حقوق العرب داخل إسرائيل، وتؤمن أن السيطرة تأتي من خلال القوة والدعم الإلهي. ومن جهة أخرى، هناك الأصوات التي تنتقد إسرائيل لعدم استعدادها للسعي الجاد نحو سلام دائم مع الفلسطينيين، رغم أن السلام هو ما سيضمن بقاءها.

بارام يرى أن هذا التناقض الداخلي يهدد إسرائيل أكثر من أي وقت مضى. ويقول: "الإسرائيليون العلمانيون والتقليديون، دعماً لكل حكومة تسعى للسلام. دعم الشعب مناحيم بيغن حين وقع اتفاقية السلام مع مصر، رغم التنازلات الاستراتيجية التي قدمتها إسرائيل في حينها. كما دعم الشعب اتفاقية السلام مع الأردن بقيادة إسحاق رابين، وأكثر من نصف الأمة أيدت المحاولة الشجاعة للوصول إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، رغم أنها لم تنجح".

"كارثة 7 أكتوبر" وتحالفات نتانياهو
لكن التحولات السياسية الكبيرة بدأت، بحسب بارام، حتى قبل حرب السابع من تشرين الأول (أكتوبر). يصف بارام كيف تخلّى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عن هذا النموذج السلمي، وفضل التحالف مع مجموعات وصفها بـ"الرجال الذين يتحدونه باسم الأمر الإلهي"، وذلك بعد أن أدرك أنهم "الأشخاص المستعدون لدعمه انتخابياً في أوقات صعبة إذا تكيف معهم". ويتابع بارام بلهجة نقدية لاذعة: "نتانياهو، مهندس كارثة 7 أكتوبر، يحاول اليوم بكل قوته التمسك بقوى الانتقام والثأر، ضارباً بعرض الحائط أي دعوة للسلام".

ويقول الكاتب إن أي زعيم إسرائيلي آخر، حتى لو كان من حزب الليكود، كان سيتخذ مساراً مغايراً. وفقاً لبارام، فإن التحالف مع المحور السني بقيادة السعودية، وتعزيز العلاقات مع الغرب، كان سيمنح إسرائيل فرصة لإضعاف الخطر الإيراني النووي، بدلاً من الانجرار نحو التصعيد العسكري.

إسرائيل على حافة الانهيار؟
تأتي التحذيرات التي أطلقها بارام في وقت يتزايد فيه الحديث عن إمكانية اندلاع حرب جديدة في المنطقة. يرى الكاتب أن السياسة الحالية التي تتبناها إسرائيل، والتي تستند إلى رؤية الانتقام والعداء، قد تجر الدولة إلى "مستنقع حرب شاملة" قد يدمر كل ما حققته على مدى عقود.

يصف بارام الوضع بالقول: "إذا استمرت إسرائيل في شن حرب على جميع أنحاء الشرق الأوسط، فإنها ستصبح جزيرة صحراوية، تعيش بالسيف تحت حماية الرب". لكنه في المقابل، يترك باب الأمل مفتوحاً، حيث يقول إن الشعب الإسرائيلي لن يقبل بهذه الرؤية، ولن يوافق على أن تتحول إسرائيل إلى دولة تحكمها العقائد الدينية المتطرفة.

السلام طريق المستقبل
بارام ينهي مقاله بدعوة صريحة للعودة إلى مسار السلام، ويقول إن هذا هو الطريق الوحيد الذي سيضمن بقاء إسرائيل كدولة مستقرة وقوية في المنطقة. ويؤكد أن الإسرائيليين، برغم كل التحديات، سيدفعون نحو إعادة إحياء نموذج السلام الذي قاد الدولة إلى ازدهارها، ولن يسمحوا بسيطرة "التيارات الدينية المتطرفة" على مصير البلاد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
افضل الحلول التي طرحها الرئيس عبد الناصر - لاصلح ولاسلام ،، ولا تفاوض مع دوله العصابات الصهيوينه ،
عدنان احسان- امريكا -

دوله العصابات الصهيونيه تمثل من اخترعها ولا علاقه لها بتاريخ - وشعوب - واديان المنطقه وهي عبء حتى على اليهـود