هل تكون العِرقية سبباً في تفاقم المعاناة؟
المجاعة في السودان "في كل مكان تقريباً"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بين الدمار والمجاعة والنزوح الجماعي، يعيش السودان أسوأ أزماته الإنسانية وسط تجاهل دولي مقلق. فهل يصبح المجتمع الدولي مستعدًا لإنقاذ الملايين قبل فوات الأوان؟
قال رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن المجاعة في السودان، الذي تمزقه الحرب، أصبحت "منتشرة في كل مكان تقريباً". وأضاف في حديثه لبرنامج بي بي سي اليوم، أن السودان يعاني من أسوأ حالات النزوح الجماعي في العالم، إلى جانب أزمة المجاعة المتفاقمة.
وأشار تيدروس إلى أن 12 مليون شخص قد نزحوا بالفعل، مؤكدًا أن الاهتمام الدولي بالسودان "منخفض للغاية"، مما يعكس عوامل قد يكون العِرق واحدًا منها. وقد شهد السودان منذ نيسان (أبريل) 2023 صراعًا أهليًا دمويًا بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، مما أدى إلى مقتل الآلاف ونزوح الملايين.
وقال تيدروس لبي بي سي: "تخيلوا: الدمار والنزوح والأمراض في كل مكان، والآن المجاعة"، مشيراً إلى أنه زار مؤخراً مخيماً للنازحين داخلياً ومستشفى في السودان.
وتابع: "ترى هناك العديد من الأطفال عبارة عن جدل وعظام من فرط النحافة"، ولفت إلى أن ما يقرب من 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، "يحتاجون إلى الدعم".
وأكد أن السودان "لا يحظى بالاهتمام الذي يستحقه"، وهذا هو الحال بالنسبة للصراعات الأخرى التي شهدتها أفريقيا مؤخراً، وقال: "أعتقد أن العنصرية هي العامل الحاسم هنا، هذا ما أشعر به الآن، نحن نرى هذا النمط".
وقال الدكتور تيدروس - الذي نشأ أثناء الحرب في إثيوبيا: "أعتقد أنه لا يوجد اهتمام حقيقي، وخاصة في أفريقيا".
وأضاف أن "هذا هو الجزء المحزن، لأنك تراه مراراً وتكراراً، وليس فقط في السودان".
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية: "أنا أعرف رائحة الحرب، وصورة الحرب، وصوت الحرب"، مضيفاً: "من هذا المنطلق، أستطيع أن أفهم كيف يؤثر ذلك على الآخرين، وأتذكر أن والدتي كانت تصلي من أجل أن أتمكن من البقاء على قيد الحياة يوماً تلو الآخر".
وتابع: "عندما كنت طفلاً، كان البقاء على قيد الحياة يوماً بيوم أمراً قيّماً، وأرى الشيء نفسه في السودان وغزة".
وفي أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022، قال الدكتور تيدروس إن العالم لم يمنح "اهتماماً متساوياً لحياة السود والبيض".
وأوضح أن جزءاً ضئيلاً فقط من المساعدات المقدمة لأوكرانيا تم تقديمه لأزمات إنسانية أخرى، حيث لم تتلق منطقة تيغراي في إثيوبيا واليمن وأفغانستان وسوريا نفس المعاملة.
وحثّ تيدروس وسائل الإعلام الرئيسية على إيلاء المزيد من الاهتمام للسودان، ووصف الوضع هناك بأنه "مأساة".
وفي آب (أغسطس)، أعلنت لجنة خبراء مدعومة من الأمم المتحدة المجاعة في مخيم يأوي نحو 500 ألف نازح بالقرب من مدينة الفاشر المحاصرة في دارفور، وهي إحدى المناطق الأكثر تضرراً من الصراع.
وكان قائد الجيش السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، قد نفذا انقلاباً مشتركاً في عام 2021، لكن بعد ذلك اختلفا، وهو ما أدى في النهاية إلى إغراق السودان في حرب أهلية العام الماضي.
وتُتهم الإمارات العربية المتحدة بدعم قوات الدعم السريع بالمال والسلاح - وهو ما تنفيه - في حين يقال إن المملكة العربية السعودية تربطها علاقات وثيقة بالحكومة السودانية.
وقد فشلت جهود الوساطة المختلفة، التي توسطت فيها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، في إنهاء الصراع.