أخبار

منشآت عسكرية ومدنية تحت القصف وسط تصعيد خطير

ماذا تخبرنا هجمات حزب الله الأخيرة على إسرائيل؟

جانب من منزل أصابه صاروخ أطلق من لبنان في 22 سبتمبر 2024 بالقرب من مدينة حيفا
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تشهد المنطقة تصعيدًا غير مسبوق مع تنفيذ حزب الله ضربة صاروخية نوعية استهدفت منشآت عسكرية ومدنية داخل إسرائيل، لتدخل المواجهة مرحلة جديدة من الصراع.

إعداد بول كوزياك وماريا راشد: نفّذ حزب الله ضربة صاروخية كبيرة استهدفت مناطق استراتيجية في شمال إسرائيل، شملت الجليل الأعلى والأسفل، إضافة إلى جنوب شرق حيفا وعكا. الهجوم ركز على منشآت هامة مثل قاعدة جوية ومواقع تصنيع الأسلحة، ما اعتبره المحللون تطورًا استراتيجيًا مهماً في الصراع الدائر.

هذه الضربة تُظهر القدرات العسكرية المتزايدة لحزب الله كما أوضح خبير الأسلحة هاميش دي بريتون جوردون الذي قال "يبدو أن الضربات غير موجهة، أو بعبارة أخرى ليست دقيقة. بعض الطلقات كانت بكميات هائلة لم نرها من قبل. أفترض أنها نسخة "تقليدية" إيرانية مشابهة لصواريخ غراد الروسية."

BBC

قصفت صواريخ حزب الله قاعدة رامات دافيد الجوية الإسرائيلية التي تبعد حوالي 50 كم عن الحدود اللبنانية، وهي الأعمق التي تم استهدافها حتى الآن.

وفي تموز (يوليو) الماضي، نشر حزب الله مقطع فيديو يُظهر لقطات بطائرة مسيرة لقاعدة رامات دافيد، ما يشير إلى أن القاعدة كانت هدفاً معروفاً لحزب الله منذ ذلك الوقت.

#هدهد #حزب_الله يتوغّل في عمق قاعدة "رامات دافيد" الجوية الإسرائيلية.. شاهد: هذا ما عاد به أمس الثلاثاء pic.twitter.com/8Xxs13wCrx

— LebanonOn (@LebanonOnNews) July 24, 2024

وأعلن حزب الله الإثنين، أنه استهدف بعشرات الصواريخ المقرّ الاحتياطي للفيلق الشمالي، وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومُجمّع الصناعات العسكرية لشركة رفائيل المتخصصة في الأنظمة الإلكترونية والتكنولوجيا العسكرية، ويقع في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا.

وتعد هذه هي المرة الثانية منذ بدء المواجهات في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي التي يستهدف فيها حزب الله هذا المجمّع العسكري الإسرائيلي.

تطور استراتيجي

وقد أكد أفيخاي أدرعي متحدث الجيش الإسرائيلي، في بيان عبر منصة “إكس” أن الجيش الإسرائيلي رصد سقوط أكثر من مئة صاروخ أُطلقت من لبنان، حيث سقط بعضها بالقرب من مدينة حيفا الشمالية.

وأظهرت العديد من الفيديوهات التي تأكدنا من صحتها مواقع الانفجارات مثل الفيديو الموجود في الرابط التالي، الذي يظهر فيه حريق في مبنى وسيارات في كريات بياليك قضاء حيفا شمال إسرائيل.

Haifa’s been under heavy fire from Hezbollah for hours, and the barrage isn’t stopping. Hezbollah’s done with the games and is hitting Israel hard, no holding back now.#Lebanon #Gaza #Iran pic.twitter.com/RvI2XMV0Ts

— Khaled Oman (@KhaledOmman) September 22, 2024

أهداف مدنية للمرة الأولى

الفيديوهات أيضا أوضحت أن هجمات حزب الله هذه المرة لم تقتصر على مواقع عسكرية، بل امتدت لتشمل استهداف مناطق مدنية. وأشار جهاز الإسعاف الإسرائيلي، في بيان، إلى إصابة ثمانية أشخاص بشظايا إثر الصواريخ، فيما كانت الهجمات السابقة تركز على أهداف عسكرية.

غوغل صورة موقع الانفجار من خرائط غوغل صواريخ "فادي"

قال حزب الله إنه أطلق عشرات الصواريخ من طرازين أطلق عليهما "فادي 1" و"فادي 2" بالإضافة إلى كاتيوشا في أعمق هجماته الصاروخية حتى الآن داخل إسرائيل في الساعات الأولى من صباح الأحد.

#حزب_الله يطلق لقطات تستهدف #قاعدة_رمات ديفيد الجوية، ومجمع رافائيل للصناعات العسكرية باستخدام صاروخ المدفعية غير الموجه "فادي-1" و "فادي-2".
pic.twitter.com/eDHyRC3x1g

— 🔻 Maram Mayed (@MaramMayed) September 23, 2024

📽 حزب الله ينشر معلومات عن صاروخي "فادي 1" و"فادي 2"

◆ حزب الله ينشر معلومات عن صاروخي "فادي 1" و"فادي 2"، اللذين استخدمهما في استهداف شمال فلسطين المحتلة pic.twitter.com/CRUutykYTc

— الإعلام الحربي | البحرين (@abdalnet) September 23, 2024

ونشر حزب الله، فيديوهات يشرح فيها مميزات صاروخَي “فادي 1″، وفادي 2″.

صاروخَا “فادي 1″، و” فادي 2″، هما صاروخا أرض &- أرض تكتيكيان يستخدمان في القصف المساحي &- غير النقطي.

الصاروخ “فادي 1” يستخدم في القصف المكثّف لإرباك الأنظمة الدفاعية، كما يمكن إطلاقه من مرابض ثابتة ومتحرّكة، كما أنّ الصاروخ يستخدم في تعطيل خطوط الإمداد واستهداف القواعد البعيدة عن الخطوط الأمامية. ويتميّز الصاروخ “فادي 1” برأس متفجّر يزن 83 كلغ، وهو من عيار 220 ملم، ويبلغ طوله 6 أمتار، ويصل مداه إلى نحو 70 كلم.

وفي فيديو آخر نشره حزب الله، جاء فيه أنّ صاروخ “فادي 2” يحمل رأساً حربياً شديد الانفجار ما يجعله فعالاً ضد المواقع المحصّنة، سواء للبنية التحتية، والتجمعات الكبيرة للقوات المعادية. ويتميّز الصاروخ “فادي 2” برأس متفجّر بوزن 170 كلغ، وهو من عيار 302 ملم، ويبلغ طوله 6 أمتار، ويصل مداه إلى نحو 100 كلم.

وكشف حزب الله أنّ الصاروخين دخلا الخدمة عام 2006 خلال حرب تموز/يوليو.

أُطلق اسم الصاروخ تخليدا لاسم "فادي حسن طويل"، وهو عنصر في تنظيم حزب الله اللبناني يقول موقع الحزب إنه شارك في عدة مهمات تراوحت بين عمليات رصد واستطلاع وكمائن. وقُتل فادي مع بعض عناصر الحزب، في الثلاثين مايو/ آيار عام 1987 في مدينة "جزين" بمنطقة "بيروت الغربية"، خلال ما تسمى "عمليات بدر الكبرى".

الحياة في حيفا بعد القصف

أدى القصف الصاروخي على مدينة حيفا إلى تعطيل المصالح الاقتصادية وعرقلة حياة السكان. تم إغلاق المقاهي والمطاعم، وانتقلت المدارس إلى التعليم عن بعد. كما توقفت الأعمال في الشركات التي لا تحتوي على ملاجئ، في حين اختارت شركات أخرى العمل من المنازل. وأغلقت العديد من المصالح الصغيرة والمتوسطة التي يعتمد عليها الاقتصاد الإسرائيلي بشكل كبير ويٌتوقع أن تفرض السلطات الإسرائيلية مزيدا من القيود في الأيام القادمة حفاظا على حياة مواطنيها.

وانتقلت مشفى رمبام، وهو أكبر مستشفى في شمال إسرائيل، للعمل في مواقف السيارات تحت الأرض، حيث تم تجهيزها مسبقًا لمثل هذه الظروف.

فيما شهد ميناء حيفا، تباطأ حركة الملاحة بشكل كبير خوفًا من تعرض الميناء للقصف أو احتمال تسلل عناصر من حزب الله من البحر.

يبدو أن الصراع بين إسرائيل وحزب الله دخل مرحلة جديدة، حيث تستمر الهجمات المتبادلة على جانبي الحدود، ويبدو أن الطرفين يستعدان لمواجهة طويلة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف