أخبار

واشنطن تتوعد بـ "عواقب وخيمة".. وبايدن يرفض الهجوم على المنشآت النووية

رد إسرائيل المرتقب.. ضرب وكلاء إيران أو استهداف الحرس الثوري؟

عناصر من الجنود الإسرائيليون
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من تل أبيب: أفادت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، بأن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قررت أن يكون الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني، الثلاثاء، "قاسياً" لكنها لم تحدد طبيعة هذا الرد، فيما ذكر مسؤولون أميركيون، أن بلادهم تبحث مع تل أبيب طبيعة الرد، والذي ربما يشمل "ضربة عسكرية".

ونقلت مجلة "بوليتيكو" عن مسؤول أميركي لم تسمه، قوله إن "من بين الخيارات المطروحة توجيه ضربات إلى الجماعات المدعومة من إيران، أو ضربات مباشرة على قوات الحرس الثوري الإيراني في اليمن أو سوريا"، فيما أعرب مساعدون أميركيون عن رغبتهم بـ"رد استراتيجي، ولكن محدود".

ووفقاً لمصدر مطلع على النقاش في واشنطن، قال مسؤولون إسرائيليون لنظرائهم الأميركيين، إنهم ما زالوا في مرحلة تحديد الأهداف والتوقيت والوسائل للرد على الهجوم الصاروخي الإيراني.

وذكر مصدر أميركي لوكالة "رويترز"، أن "إسرائيل ربما لا تشعر بأنها مضطرة للرد على الفور، نظراً لنجاحها في إحباط الهجوم الإيراني، ولكن من غير المرجح أن تنتظر فترة طويلة خوفاً من أن تفقد الخطوة الانتقامية فعاليتها كرادع إذا تأخرت".

وأوضح المصدر، أنه "على النقيض من هجوم إيران في أبريل، فإن الولايات المتحدة لا تضغط على إسرائيل للامتناع عن الانتقام، ولكنها تريد من إسرائيل أن تدرس بعناية العواقب المحتملة أولاً".

وعقب الهجوم الصاروخي على إسرائيل، الثلاثاء، توعّد البيت الأبيض إيران بـ"عواقب وخيمة"، وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، في إفادة صحافية، إن الولايات المتحدة "ستعمل مع إسرائيل لتنفيذ ذلك".

ولم يحدد سوليفان طبيعة هذه العواقب، كما لم يحث إسرائيل على ضبط النفس، كما فعلت واشنطن، في أبريل، عندما شنت إيران هجوماً بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل.

ونقلت شبكة CNN عن مسؤولين أميركيين قولهم، إنهم لا يحاولون إقناع تل أبيب بالتراجع عن الرد الانتقامي من طهران، معتبرةً أن ذلك يشكل "فارقاً كبيراً" عن هجوم أبريل.

وردت إسرائيل حينها على إيران، لكن بشكل محدود، إذ استهدفت نظاماً للدفاع الجوي في أصفهان، ولكن من المتوقع الآن أن تكون هناك هجمة إسرائيلية أكبر ربما تشمل مجموعة واسعة من الأهداف، وسط قلق من إمكانية أن تشمل المنشآت النووية الإيرانية، لكن الرئيس الأميركي جو بايدن، قال إنه لا يؤيد ضرب مواقع إيران النووية، وشدد على ضرورة أن يكون "رد إسرائيل متناسباً"

وقال أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية: "لا أحد يقول لا تردوا، ولا أحد يقول اكتفوا بهذا الحد".

لكن تقديرات الإدارة الأميركية تشير إلى أنه من غير المرجح أن تضرب إسرائيل مواقع إيران النووية، فيما قال أحد كبار المسؤولين، إن "إسرائيل لم تقرر بعد"، مضيفاً: "إنهم يتصرفون بحكمة، ويأخذون وقتهم للتفكير في الأمر".

ترجيحات المحللين
ويرى محللون أمنيون ومسؤولون سابقون أن إسرائيل تمتلك "حرية أكبر" في الرد بقوة على الهجوم الصاروخي، مقارنةً بما كان عليه الأمر في أبريل، عندما ردت على الهجوم الإيراني بضربة "رمزية إلى حد كبير"، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

وقال داني سيترينوفيتش، وهو ضابط استخبارات إسرائيلي متقاعد متخصص في الشأن الإيراني، إن "إسرائيل أضعفت (حزب الله) بعد شنها حملة قصف أدت إلى اغتيال الأمين العام حسن نصر الله، وعدد من القادة الآخرين، الجمعة، إلى جانب بدء تنفيذ غزو بري، الثلاثاء. ما نال من قدرة إيران على ردع أي هجوم إسرائيلي أوسع".

وأضاف: "إسرائيل تمتلك حرية أكبر في التصرف في السياق الإيراني مقارنةً بما كان عليه الحال في أبريل، إذ لم يعد هناك أي تهديد بأن ينضم (حزب الله) إلى المواجهة".

تراجع تأثير واشنطن
وتوقع سيترينوفيتش، أن تحث إدارة بايدن، إسرائيل على تقليص ردها، لكن مع اقتراب الانتخابات الأميركية، من المرجح أن يكون تأثير المسؤولين الأميركيين أقل مما كان عليه في أبريل، عندما ضغطوا لتجنب أي هجوم ربما يؤدي إلى تصعيد النزاع.

وتابع: "هذا تصعيد يصعب التنبؤ بنهايته. فتحرك إسرائيل من شأنه أن يؤدي بكل تأكيد إلى إثارة رد إيراني آخر، ويبدو أننا في بداية مواجهة قوية بيننا وبين الإيرانيين".

ويرى يعقوب أميدرور، الجنرال المتقاعد الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لنتنياهو، أن "التحدي الذي واجهته إسرائيل بعد أن أطلقت إيران حوالي 180 صاروخاً، في هجوم استمر نحو نصف الساعة، لم يكن يتعلق بما إذا كانت ستهاجم إيران، بل بمدى قوة الرد".

وأشار أميدرور، إلى أن المسألة الوحيدة هي "إلى أي مدى يمكننا إلحاق الأذى بهم مقابل قدرتهم على إلحاق الأذى بنا"، مضيفاً أنه "يعتقد أن الأضرار التي لحقت بـ(حزب الله) قللت من التهديد الذي يشكله وكلاء إيران".

ويرى أميدرور إلى أنه "يجب أخذ الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية بعين الاعتبار"، مشيراً إلى أنه "يُعد مصدر قلق دائم لإسرائيل، التي تخشى من امتلاك طهران سلاحاً نووياً".

وكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينت، على وسائل التواصل الاجتماعي، أن إسرائيل تواجه "أكبر فرصة خلال الـ50 عاماً الماضية" لتغيير وجه المنطقة.

وشدد بينت، في إشارة إلى إيران، على "وجوب أن نتحرك الآن لتدمير مشروعها النووي، وتدمير منشآتها الرئيسية للطاقة، وضرب هذا النظام الإرهابي بشكل حاسم".

وأضاف: "أذرع هذا الأخطبوط مصابة للغاية، والوقت الآن مناسب لاستهداف الرأس".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف