أخبار

غارات متتالية ليلاً تهزّ الضاحية الجنوبية لبيروت

ابن خالة نصر الله في دائرة الاستهداف.. من هو هاشم صفي الدين؟

يأتي الاجتياح في أعقاب القصف الإسرائيلي العنيف لجنوب لبنان
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

استهدفت إسرائيل قيادي "حزب الله" هاشم صفي الدين، ابن خالة حسن نصر الله، في غارة عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، صباح الجمعة، لتُضاف إلى سلسلة هجمات تستهدف قيادات الحزب وتكشف عن تضاعف التوترات في المنطقة.

إيلاف من بيروت: في الساعات الأولى من صباح الجمعة، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفةً هاشم صفي الدين، القيادي البارز في "حزب الله" اللبناني وابن خالة الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله، الذي اغتيل مؤخراً.
تُعتبر هذه العملية جزءاً من سلسلة ضربات متتالية تعكس إصرار إسرائيل على استهداف قيادة "حزب الله" وضرب النفوذ الإيراني في المنطقة.

تفاصيل الغارات الإسرائيلية وأهدافها
نقلت القناة الإسرائيلية الـ14 وموقع "أكسيوس" الأميركي أن غارة الجمعة استهدفت مباشرةً هاشم صفي الدين، الذي يوصف بأنه الخليفة المحتمل لنصر الله.
وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد أفادت بأن الغارات لم تكن اعتيادية، بل تضمنت إنزال قنابل موجهة، بعضها اخترق المخابئ المحصنة، وهو ما يعكس مستوى التحضير المتقدم للعملية.
ووفقاً لمصادر إعلامية، تسببت الضربات بدمار واسع، حيث سُمع دوي الانفجارات في مناطق واسعة من بيروت وضواحيها. إضافةً إلى ذلك، فرضت إسرائيل رقابة جوية صارمة على المنطقة المستهدفة، وقامت بإطلاق تحذيرات للمدنيين بعدم الاقتراب من موقع القصف، مع تلقي الدفاع المدني اللبناني تهديدات بعدم إرسال فرق الإنقاذ، في مشهد يعيد إلى الأذهان سيناريوهات الضربات المكثفة التي طالت نصر الله سابقاً.

من هو هاشم صفي الدين؟
برز اسم هاشم صفي الدين في السنوات الأخيرة كواحد من أهم الشخصيات القيادية في "حزب الله"، نظراً لصلته العائلية والسياسية بحسن نصر الله، ولخلفيته العسكرية والإدارية الواسعة. فمن هو هاشم صفي الدين؟
وُلد صفي الدين في بلدة دير قانون النهر بجنوب لبنان، ودرس العلوم الدينية في مدينة قم الإيرانية، ما أعطاه رؤية متعمقة في الفكر الديني والمذهبي الشيعي الذي يتبناه الحزب.
عمل منذ عودته إلى لبنان في مختلف المناصب القيادية داخل "حزب الله"، حيث تولى رئاسة المجلس التنفيذي للحزب عام 1994، ليصبح المسؤول عن إدارة الشؤون اليومية للحزب وتنظيم استثماراته، فضلاً عن الإشراف على العمليات الداخلية وإدارة المؤسسات التابعة له.

دور صفي الدين في هيكلية الحزب
بصفته رئيساً للمجلس التنفيذي، يعد صفي الدين بمثابة "رئيس حكومة" مصغر ضمن الحزب، حيث يُشرف على مؤسساته الاقتصادية والاجتماعية وحتى الإعلامية، بما يشمل إدارة القنوات التلفزيونية والإذاعية، والمراكز الصحية والمدارس.
يمتلك "حزب الله" منظومة من المؤسسات الخدمية التي تعتمد عليها المناطق الشيعية بشكل أساسي، مما يعزز نفوذ الحزب ويزيد من انخراطه في المجتمع اللبناني.
كما يُشرف صفي الدين على "مجلس الجهاد"، وهو الجهاز الذي يدير العمليات العسكرية للحزب، ما يعكس ثقله داخل التركيبة العسكرية للحزب وتواجده على خط النار في القرارات الاستراتيجية.

علاقة صفي الدين بإيران وقاسم سليماني
إلى جانب صلته العائلية بنصر الله، يتمتع صفي الدين بعلاقات قوية مع إيران، ويعد صهر قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. هذه الصلة تضعه في قلب التحالف الإيراني-اللبناني، إذ تشير تقارير إلى أنه كان حلقة وصل رئيسية بين "حزب الله" وطهران، خصوصاً خلال مرحلة التوسع العسكري للحزب في سوريا.
ويصف مراقبون دور صفي الدين بأنه كان وسيطاً بين سليماني ونصر الله، مما منحه نفوذاً إضافياً داخل "حزب الله"، وساهم في تعزيز الروابط بين الحزب وبين القيادة الإيرانية، لا سيما بعد اغتيال سليماني.

استثمارات الحزب ودور صفي الدين المالي
إلى جانب دوره العسكري والسياسي، يُعتبر صفي الدين أحد المسؤولين عن الإشراف على الاستثمارات المالية للحزب، التي يُقدر حجمها بمليارات الدولارات، وتشمل قطاعات متنوعة داخل لبنان وخارجه.
وتساهم هذه الاستثمارات في تحقيق الاستقلال المالي للحزب، بعيداً عن الدعم الإيراني المباشر، ما يجعله قادراً على الاستمرار في عملياته وتوسيع نفوذه دون قيود مالية مباشرة.
يُدار جزء من هذه الاستثمارات عبر شبكات معقدة تمتد إلى دول عربية وأفريقية وأوروبية، ما يزيد من تعقيد المواجهة بين الحزب وإسرائيل، التي تسعى بدورها لتعطيل هذه الشبكات بطرق متنوعة.
وقد وضعت وزارة الخارجية الأميركية صفي الدين على قوائم الإرهاب عام 2017، ما يعني فرض قيود مالية مشددة عليه وعلى مصالحه.

تداعيات الغارة الإسرائيلية على الوضع اللبناني
تعتبر الضربات الإسرائيلية الأخيرة على الضاحية الجنوبية واحدة من أعنف العمليات منذ سنوات، مما يعكس تصاعد التوترات بين إسرائيل و"حزب الله". وبحسب التقارير، قُتل ما لا يقل عن 37 شخصاً وأُصيب 151 آخرين جراء الضربات الجوية المكثفة التي استهدفت مواقع الحزب في بيروت ومناطق جنوبية أخرى، مما أسفر عن دمار واسع ونزوح العديد من المدنيين.
من جهة أخرى، تستمر إسرائيل في إطلاق التحذيرات والتهديدات، حيث دعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي سكان المناطق المحيطة بمواقع "حزب الله" إلى الإخلاء الفوري تجنباً للضرر، مهدداً بتصعيد العمليات في حال عدم الامتثال.

مستقبل "حزب الله" بعد نصر الله
بعد اغتيال نصر الله، يواجه "حزب الله" تحديات غير مسبوقة، إذ يتركز الجدل الآن حول الشخصية التي ستخلف نصر الله وتتمكن من تحمل مسؤولياته الضخمة. ويطرح اسم صفي الدين كمرشح قوي، لكنه قد يواجه صعوبات في نيل نفس المستوى من الشرعية والدعم الذي حظي به نصر الله.
يرى بعض المحللين أن صفي الدين، رغم قوته وعلاقاته، قد يجد صعوبة في ملء الفراغ الذي تركه نصر الله، خصوصاً في ظل التحديات العسكرية والسياسية الراهنة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف