أخبار

إسرائيل لا تستطيع "تصفية" البرنامج النووي الإيراني دون دعم عسكري من واشنطن

توماس فريدمان: لا دولة قادرة على إعادة "رسم الشرق الأوسط" وحدها

2000 جندي أميركي في حالة تأهب تحسبا لتصيد الصراع في الشرق الأوسط
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من واشنطن: قال الصحافي والمعلق السياسي الأميركي توماس فريدمان، الثلاثاء، إن إعادة "رسم منطقة الشرق الأوسط بأكمله ليس في متناول أي دولة بمفردها"، داعياً إلى انتهاز أي فرصة للتوصل إلى وقف حقيقي لإطلاق النار في جنوب لبنان.

وأضاف فريدمان أن "إسرائيل عندما حاولت التغيير في لبنان خلال الثمانينات نتج عن ذلك وجود حزب الله في الجنوب اللبناني"، محذراً من خسائر كبيرة على صعيد الجانبين الإسرائيلي واللبناني.

ونصح الإسرائيليين بـ"ضبط النفس والتوصل إلى وقف إطلاق النار في جنوب لبنان"، موضحاً: "إذا تم إضعاف حزب الله إلى نقطة معينة، وإجبارهم على قبول وقف النار سيكون نجاحاً كبيراً، ولكن إعادة رسم الشرق الأوسط بأكمله سيكون بعيداً عن أي دولة لوحدها".

ووصف فريدمان ما يحدث حالياً في المنطقة بـ"موسم الحرب"، مشيراً إلى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قررت شن الحرب على جماعة حزب الله اللبنانية لسببين، أولهما تدمير القيادات العليا والوسطى للحزب، والثاني، تدمير البنية التحتية العسكرية للجماعة اللبنانية في الجنوب.

إلّا أن فريدمان، ذكر أنه من الأفضل أن تفتح إسرائيل مشاورات من أجل حل الدولتين مع الفلسطينيين.

وتابع: "أتمنى أن تفهم إسرائيل، أنه لا يمكن أن تمسح أو تزيل مؤسسة حزب الله بالكامل"، مشيراً إلى أنها تمتلك نحو "50 ألف جندي".

وأوضح أن إسرائيل تحاول إجبار "حزب الله" عسكرياً على وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، وبالتالي إنشاء قوة دولية "حقيقية لها أنياب"، تمنع حزب الله من أن يكون قادراً على نشر أي قوات في الجنوب بمدى يمكن أن يهدد شمال إسرائيل.

وقال فريدمان إن هدف إسرائيل إلحاق ضربة قوية وموجعة إلى "حزب الله"، لتتمكن الحكومة اللبنانية من نشر جيشها للعمل في الجنوب إلى جانب القوة الدولية، وبذلك يمكن التأكد من أن جنوب لبنان لن يصبح منصة لحروب مستقبلية، وبالتالي سنتمكن من ترسيم الحدود وللمرة الأخيرة بين لبنان وإسرائيل، وعودة الشعب اللبناني إلى جنوب لبنان والعيش بسلام.

"تصفية البرنامج النووي الإيراني"
واعتبر فريدمان أن التقارير التي تشير إلى سعي تل أبيب لتدمير البنية التحتية النووية الإيرانية، بنفسها فقط، "أمر غير ممكن"، مبيناً أنها "تحتاج قنابل يتم إيصالها عبر حاملات الطائرات، وهو ما لم تقدمها الولايات المتحدة". وأكد أن "فكرة تصفية البرنامج النووي الإيراني ليس بوسع إسرائيل القيام به".

واعتبر فريدمان أن "تغيير النظام الإيراني صعب جداً، لأي قوة خارجية"، لافتاً إلى أن "النظام هو أهم شيء في طهران"، ويمكن أن "يتضرر في الأسفل فقط، وليس في الأعلى".

وشبّه النظام في إيران بالاتحاد السوفيتي، قائلاً إن "النظام سيستخدم أي قوة ضد شعبه من أجل البقاء، لقد قتلت طهران المئات في التوترات الأخيرة (احتجاجات مهسا أميني)".

وفي ما يتعلق بملف الانتخابات الأميركية، قال فريدمان إن الرئيس الأميركي جو بايدن، ونائبته كامالا هاريس، وعلى الجانب الآخر المرشح الجمهوري دونالد ترمب ونائبه دي جي فانس، "لا أحد منهم يريد قول أي شيء عن إسرائيل، أو القضية الفلسطينية أو الأوضاع في لبنان"، خشية أن يتسبب ذلك في خسارة الأصوات، خاصة الأصوات اليهودية الأميركية.

وتابع: "البعض يقول إنه يجب فرض حظر الأسلحة على إسرائيل، صحيح كان هناك تباطؤ في تسليمها، ولكن تل أبيب تواجه مشكلة صعبة مع حزب الله وإيران، ولا يوجد مسؤولون أميركيون مستعدون لتحمل مسؤولية وقف الأسلحة، لأن حزب الله وطهران ستستفيدان منه".

واعتبر فريدمان أن "الشيء الناقص في الإدارة الحالية هو عدم وجود نقاشات أو حوار بين بايدن ونتنياهو"، مفترضاً أن تلك النقاشات "تشمل طرح واشنطن المساعدة في التخلص من حزب الله، في مقابل فتح تل أبيب الحوار مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وإصلاح السلطة الفلسطينية، والبت في حل الدولتين، لأن الولايات المتحدة لديها مصالح في المنطقة". وأضاف أنه "يجب على إسرائيل عدم حماية المستوطنين المتطرفين، هذا والحوار المفقود بين إسرائيل وأميركا، والأكيد أنه لن يحدث في الفترة السابقة للانتخابات، ولكنه يجب أن يحدث في المستقبل".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف