أخبار

قد يتم دفنه في مكان سري غير معلن

مصير جثة السنوار: ورقة مساومة أم "سيناريو بن لادن"؟ 

دبابة إسرائيلية في مكان مقتل السنوار
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من تل أبيب: مع إعلان الجيش الإسرائيلي قتل قائد حركة حماس يحيى السنوار، وتأكيد الشرطة الإسرائيلية أيضًا بعد مطابقة الحمض النووي، أن بالفعل الجثة التي وصلتها هي للمطلوب الأول لدى إسرائيل، يبقى مصير الجثة غير واضح حتى الآن.

ولم تعلن إسرائيل ما إذا كانت ستحتفظ بالجثة لاستخدامها في أية صفقة تبادل محتملة مقبلة، أو ما إذا كان سيتم دفنها بطريقة أخرى، أو إعادتها إلى حركة حماس.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، نقلا عن خبراء، أن فكرة استخدامها ضمن عملية تبادل مسألة "غير مرجحة"، نظرا لأن "المسؤولين في إسرائيل لا يريدون لمكان دفن الجثمان (في الأراضي الفلسطينية) أن يصبح مزارا".

وقال مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، جون بي ألترمان، للصحيفة: "أعتقد أنه سيتم دفنه بمكان سري غير معلن"، مشيرا إلى أنه "حينما قتل (زعيم تنظيم القاعدة أسامة) بن لادن، حظي بجنازة كريمة على الطريقة الإسلامية".

وكانت قوات أميركية قد ألقت جثمان بن لادن في البحر، بعد اتباع الخطوات التقليدية للدفن على الطريقة الإسلامية.

وأوضح ألترمان أنه من المرجح أن يكون موقع دفن السنوار في إسرائيل، حيث "يرغب الإسرائيليون في تجنب فكرة ادعاء أنصاره (السنوار) بأنه دفن كشهيد في الأراضي الفلسطينية".

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق من الصحيفة.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، قد أشارت في تقرير لها، الجمعة، إلى أنه حتى اللحظة ليس من الواضح كيف سيتم التعامل مع جثة السنوار "وما إذا كان سيتم استخدامها كورقة للمساومة في أية مفاوضات مستقبلية"، في إشارة إلى محاولات الوصول إلى صفقة لإبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023.

وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، اجتماعات مع مسؤولين في حكومته لمناقشة آخر تطورات الحرب في قطاع غزة، والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، بعد الإعلان عن مقتل السنوار.

وفي هذا الصدد، قال مدير تحرير في صحيفة الأهرام المصرية، أشرف العشري، في حديث لقناة "الحرة"، إن قتل السنوار "يشكل ضربة معنوية كبيرة لحركة حماس الفلسطينية"، و"حالة من الإرباك للمكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، لأن هناك تنازعا كبيرا بين محور طهران ومحور الإخوان المسلمين".

من جهته، يقول الباحث الأكاديمي من تل أبيب، نائل الزعبي، لقناة "الحرة"، إن مقتل السنوار "يفتح فرصا للغزيين لحياة وأمن أفضل، وموت السنوار سيأتي بالخير للغزيين".

وكانت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، قد أظهرت جنودا إسرائيليين يحيطون بجثة مصابة بجرح كبير في الرأس، ملقاة بين أنقاض ومغطاة بالغبار، بدا أنها للسنوار، وفق فرانس برس.

ولاحقا، أفادت الشرطة الإسرائيلية بأنه تم نقل جثة السنوار إلى المركز الوطني للطب الشرعي في تل أبيب.

ونقلت قناة "كان" عن مسؤول فحص الجثة قوله، إن السنوار "كان في صحة جيدة رغم فراره المتواصل على مدى عام"، موضحا أنه أصيب "بعدة رصاصات إحداها في الرأس".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن السنوار قتل على يد عناصر الجيش أثناء قيامهم بعملية روتينية، الأربعاء، مضيفا أن جنودا من اللواء 828 (بيسلاخ) كانوا يتحركون عبر مدينة رفح عندما صادفوا 3 مسلحين فلسطينيين.

وتابع الجيش الإسرائيلي أنه بينما طاردهم الجنود، انفصل السنوار عن الاثنين الآخرين.

وأطلقت القوات الإسرائيلية لاحقا النار من دبابة على المبنى الذي اختبأ فيه اثنان من المسلحين، وعلى مبنى آخر حيث اختبأ السنوار.

وقالت وسائل إعلام ومسؤولون عسكريون إسرائيليون، إنه لم تكن هناك معلومات استخبارية مسبقة تشير إلى وجود السنوار في المنطقة.

وبث الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو التُقط "قبل لحظات قليلة" من مقتل السنوار، يظهر فيه زعيم حركة حماس وهو جالس على "كنبة" (مقعد كبير) في غرفة معيشة مدمّرة في الطبقة الأولى من مبنى مدمّر جزئيا. وكان يعاني إصابة خطرة في إحدى يديه بينما أخفى وجهه بكوفية.

وأظهرت اللقطات غير الواضحة السنوار وهو يرمي عصا على طائرة مسيّرة كانت تقترب منه خلال لحظاته الأخيرة.

ولم يظهر السنوار علنا منذ اندلاع الحرب إثر الهجوم غير المسبوق لحماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، الذي كان هو العقل المدبر له.

وشكّل مقتل السنوار ضربة قوية لحركة حماس، التي تحارب القوات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ أكثر من عام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف