أخبار

رسائل حاسمة للحلفاء وتوقعات غير مؤكدة لمستقبل أوكرانيا

أوروبا في وضع حرج مع اقتراب نهاية رئاسة بايدن

(من اليسار) كير ستارمر، وجو بايدن، وأولاف شولتز، وإيمانويل ماكرون في برلين
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كانت زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى ألمانيا الجمعة قصيرة للغاية، لكنه استغل كل دقيقة في برلين لمحاولة توضيح أنه لا يزال لديه طموحات كبيرة على الساحة العالمية خلال الأسابيع الأخيرة قبل مغادرته منصبه في كانون الثاني (يناير)، خاصة في الشرق الأوسط وأوكرانيا.

كان الدفاع الأوروبي حجر الزاوية في السياسة الخارجية لبايدن، وهو ما يمثل تناقضاً صارخاً مع سياسة سلفه، دونالد ترامب، المرشح الرئاسي لعام 2024.

وتقديراً لجهوده، منح الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، بايدن أعلى وسام في ألمانيا، وهو وسام الصليب الأعظم.

وتُعد الحرب في أوكرانيا عقب بدء الغزو الروسي، أسوأ حرب شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وكما حدث قبل 80 عاماً، تنظر أوروبا إلى الولايات المتحدة على أنها القيادة المنسقة والدعم العسكري اللامحدود، لكن بايدن أصرّ على أن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود، وقال: "يجب أن نستمر حتى تفوز أوكرانيا بسلام عادل ودائم، يجب أن نحافظ على دعمنا".

ويتوقف ذلك على من سيفوز في الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني (نوفمبر)، إذ اعتمدت أوروبا على المساعدات العسكرية الأميركية لدعم أوكرانيا، وتلتها برلين التي تعتبر ثاني أكبر مانح لكييف بعد واشنطن، على الرغم من أن حجم مساعداتها يقل بكثير عن الدعم الأميركي.

ومن المتوقع أن تنتهي أيام السخاء الأميركي بمجرد مغادرة بايدن للبيت الأبيض، وحتى لو أصبحت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس الرئيسة الأميركية القادمة، فمن المرجح أن يتحوّل اهتمام الكونغرس نحو أولويات أخرى في السياسة الخارجية، مثل الصين وتايوان.

أما بالنسبة لترامب، فخلال إدارته ما بين عامي 2016-2020، كانت العلاقات مع حلف شمال الأطلسي - التحالف العسكري القائم منذ الحرب العالمية الثانية - مضطربة.

ومن المعروف أن ترامب معجب بالرئيس الروسي "القوي" فلاديمير بوتن، ولم يعلن حتى الآن عما إذا كان يرغب في أن تخرج كييف منتصرة من الصراع القائم.

وعلى الرغم من الحديث المتكرر في دوائر الناتو حول "حماية الدفاع الأوروبي من ترامب" قبل الانتخابات الأميركية المقبلة، إلا أن هناك القليل من الدلائل على حدوث ذلك بالفعل على أرض الواقع، أو على أن أوروبا ستكون قادرة على "المضي قدماً بمفردها" إذا اضطرت إلى ذلك.

وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، وعد المستشار الألماني أولاف شولتز بنقطة تحول تاريخية، حيث ستتجاوز بلاده ظل ماضيها النازي وتستثمر بشكل كبير في جيشها للمساهمة بشكل كامل في الدفاع المشترك عن حلفائها.

وهذا الأسبوع، حذر رؤساء الاستخبارات الألمانية من أن استمرار روسيا في الاستثمار في جيشها سيجعلها في وضع يسمح لها بمهاجمة الناتو بحلول نهاية العقد الجاري.

لكن الإصلاح العسكري المخطط له في ألمانيا تعثر بسبب البيروقراطية، إذ لم توافق الحكومة حتى الآن على ميزانية دفاع مستقبلية.

وقال الدبلوماسيون إن بايدن قلق بشأن العزيمة الأوروبية، مع وجود علامات على انتشار "إرهاق أوكرانيا" بينما يتصارع الحلفاء في أوروبا مع تحدياتهم الداخلية.

وويواجه شولتز ضغوطاً كبيرة في الداخل من أقصى اليمين وأقصى اليسار، وكلاهما متعاطف مع الرواية الروسية.

وانضمت بريطانيا وفرنسا، وهما من كبار المانحين لأوكرانيا، إلى شولتز وبايدن في برلين الجمعة، وناقشت "الرباعية" - كما تُعرف هذه القوى الأربع الكبرى في حلف شمال الأطلسي - التعامل مع إيران والوضع في الشرق الأوسط.

وفيما تعلق بأوكرانيا، أكد بيانهم المشترك على عزمهم لمواصلة دعم كييف.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إن روسيا أصبحت أضعف وأن الحرب استهلكت 40 بالمئة من ميزانية موسكو، مشيراً إلى أنه ناقش مع الزعماء الآخرين "أي قدرات إضافية، وأي معدات إضافية، وأي موارد إضافية" يمكنهم مساعدة أوكرانيا بها، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.

ولكن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، طلب تفاصيل حول "خطة النصر"، تتضمن دعوة رسمية للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وحرية استخدام الصواريخ بعيدة المدى التي قدمتها بريطانيا وفرنسا، وهو ما تم رفضه حتى الآن.

ويتهم منتقدو جو بايدن وحلفاؤه في حلف شمال الأطلسي، القادة الأوروبيين بالتلكأ خوفاً من التصعيد مع روسيا.

وتابعت كييف وموسكو عن كثب "رحلة الوداع" التي قام بها بايدن إلى برلين الجمعة، واستمعوا لتأكيد أربع قوى في حلف شمال الأطلسي، مرة أخرى، على الدعم المستمر والثابت لأوكرانيا.

ولكن الواقع، كان هناك رئيس أميركي في طريقه إلى ترك منصبه، ومستشار ألماني من المتوقع أن يخسر الانتخابات العامة في بلاده، ورئيس فرنسي متعثر سياسياً في الداخل.

وبالنسبة لأوكرانيا، فإنها في حاجة ماسة وسريعة للمساعدة الإضافية من أكبر داعميها، إذ تعاني حاليا لحظة ضعف في مواجهة روسيا على طول خطوطها الأمامية بشكل خاص، كما تواجه بقية أوروبا أيضا فترة ضعف.

بالخرائط: تتبع مسار الحرب بين روسيا وأوكرانياروسيا وأوكرانيا: خمسة جوانب محورية لفهم الأزمة بين البلدينما هي تفاصيل رحلة بايدن السرية إلى أوكرانيا؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف