أخبار

هل تتخذ واشنطن تكتيكا جديدا في المفاوضات؟

ماذا بعد فشل جهود بلينكن في وقف إطلاق النار في غزة؟

أرشيفية - أ.ف.ب
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من واشنطن: اختتم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة، جولته الحادية عشرة في الشرق الأوسط منذ اندلاع النزاع بين اسرائيل وحركة حماس من دون التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وبعد فشل كافة مساعيه السابقة لإنهاء الحرب المدمرة في القطاع، حاول بلينكن هذه المرة توسل نهج جديد يبدأ بمعرفة ما سيحدث بعد انتهاء الحرب.

وكان بلينكن أكد علناً عندما زار إسرائيل آخر مرة في آب/أغسطس أنها قد تكون "الفرصة الأخيرة" للتوصل إلى اتفاق. والخميس، أعلنت الولايات المتحدة وقطر قرب استئناف المفاوضات بشأن وقف لإطلاق النار في غزة.

تكتيك جديد في المفاوضات؟
وفي الأسابيع الأخيرة، لم يستخدم بلينكن والمسؤولون الأمريكيون كلمة "وقف إطلاق النار" كثيراً، وبدلاً من ذلك دعوا بشكل عام إلى إنهاء الحرب والافراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع المحاصر والمدمر. وتركزت محادثاته بشكل متزايد على خطة لحكم غزة تستبعد حماس التي سيطرت على القطاع منذ عام 2007. والهدف منح إسرائيل خيار إعلان النصر والانسحاب من تلقاء نفسها ــ ولكن مع ثقة بالمستقبل ــ في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق. وأوضح بلينكن الخميس في الدوحة أن الشريكين يسعيان إلى التوصل لخطة "حتى تتمكن إسرائيل من الانسحاب، وحتى لا تتمكن حماس من إعادة تشكيل نفسها، وحتى يتمكن الشعب الفلسطيني من إعادة بناء حياته ومستقبله".

وخلال الجولة التي انتهت الجمعة باجتماعات مع وزراء عرب في لندن، تحدث الوزير الأمريكي عن "أفكار ملموسة كنا نطورها من أجل الأمن والحكم وإعادة الإعمار في غزة". وقال "هذه لحظة لكل دولة لتقرر الدور الذي هي مستعدة لأدائه وما المساهمات التي يمكن أن تقدمها في نقل غزة من الحرب إلى السلام".

وفي إسرائيل، قال بلينكن إن الدولة العبرية حققت معظم أهدافها الاستراتيجية في غزة، وخصوصاً إثر مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار الأسبوع الماضي.

وأوفد الرئيس الأمريكي جو بايدن بلينكن إلى الشرق الأوسط عقب مقتل السنوار، قبل أيام من الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وشكلت الحرب عبئاً سياسياً على بايدن، وإلى حد ما على نائبته المرشحة كامالا هاريس، وارثته السياسية. وتعرض الديمقراطيون للانتقادات بسبب عدم كبح إسرائيل.

واستمرت الحرب رغم زيارة بلينكن. وبعد أكثر من عام على اندلاعها، يشنّ الجيش الإسرائيلي منذ 6 تشرين الأول/أكتوبر هجوماً جديداً على شمال قطاع غزة خلف 770 قتيلاً خلال 19 يوماً، بحسب الدفاع المدني هناك. وفي جولاته السابقة، نجح بلينكن إلى حد ما في منع الحرب من التوسع. لكن إسرائيل شنت الشهر الماضي هجوماً جديداً في لبنان، وصعدت الضربات التي استهدفت حليف حماس حزب الله على الرغم من دعوات الولايات المتحدة وفرنسا إلى وقف إطلاق النار الفوري.

وفي لندن، أشاد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بجهود الوزير الأمريكي، غير أنه تساءل عن تأثير ذلك على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال الصفدي إن الشرق الأوسط "يزداد سوءاً، للأسف، في كل مرة نلتقي فيها". وأضاف "ليس بسبب قلة محاولاتنا، ولكن لأن لدينا حكومة إسرائيلية لا تستمع إلى أحد، ويجب أن يتوقف ذلك".

وأصر بايدن، وهو مدافع قوي عن إسرائيل خلال عقود من عمله في السياسة، على أن إدارته ستحافظ على دعمها العسكري رغم اختلافها مع حكومة نتنياهو اليمينية.

ويرفض مسؤولو إدارة بايدن الاتهامات بأن دبلوماسيتها فشلت. ويوضحون أنه لم يكن من الواقعي أبداً منع رد إسرائيلي كبير على أكبر هجوم في تاريخها، مؤكدين أن الوضع كان سيكون أسوأ بكثير بدون الضغط الأمريكي على إسرائيل التي هددت بحصار كامل لخنق غزة.

ولاحظ براين كاتوليس، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط في واشنطن سبق أن عمل في إدارة بيل كلينتون، أن الدبلوماسية الأمريكية حققت وقفاً قصيراً لإطلاق النار وإطلاق سراح عدد من الرهائن في تشرين الثاني/نوفمبر 2023. وأكد أن "الدبلوماسية الأمريكية الهادئة، إلى جانب الإجراءات العسكرية الأمريكية والتعاون الأمني، من المحتمل أن تكون قد منعت حرباً إقليمية أوسع وحالت دون وقوع توتر عسكري أسوأ بين إسرائيل وإيران". ولكنه أقر بأن "إدارة بايدن ليست قريبة بأي حال من الأحوال من تحقيق أهدافها الرئيسية في المنطقة، ويبدو أن رحلات بلينكن المتعددة لم تفعل شيئاً سوى إظهار مدى قلة القوة والنفوذ لدى الولايات المتحدة واستعدادها لاستخدام ذلك لتأطير الأحداث بدلاً من الاستجابة لها".

مقتل 3 جنود إسرائيليين و12 فلسطينياً
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة عن مقتل ثلاثة من جنوده في شمال غزة. وتتراوح أعمار الجنود الثلاثة، بين 21 و22 عاماً، ولقوا حتفهم عندما انفجرت قنبلة في دبابة في جباليا. كما أصيب عدد من الجنود في الانفجار ويتلقون العلاج في المستشفى. وتنفذ القوات الإسرائيلية حملة عسكرية في مخيم جباليا للاجئين في شمالي غزة منذ أسابيع.

ووصف شهود عيان الوضع الإنساني في المنطقة بأنه كارثي، وقال الجيش الإسرائيلي إن 45 ألف مدني فروا مؤخراً من المنطقة.

وعلى الجانب الفلسطيني، قتل 12 فلسطينياً على الأقل الجمعة بغارات شنتها طائرات مسيرة إسرائيلية على مجموعة كانت تنتظر وصول مساعدات إنسانية في شمال قطاع غزة، بحسب ما أعلن الدفاع المدني.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل لوكالة فرانس برس: "طواقم الدفاع المدني انتشلت 12 شهيداً وعدداً من الجرحى بعد استهداف مسيرات إسرائيلية مجموعة من المواطنين ومركبة ينتظرون وصول المساعدات (...) شمال مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة". وأوضح بصل أن القتلى والجرحى نقلوا إلى مستشفى الشفاء، لافتاً إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل في ضربات أخرى الجمعة.

ولم يشأ الجيش الإسرائيلي التعليق في اتصال مع فرانس برس.

وروى الشاهد مصطفى أبو عيطة لفرانس برس أن حشداً تجمع في انتظار وصول قافلة مساعدات إنسانية. وقال "لقد ضربوا حافلة صغيرة بيضاء بصاروخ فيما استهدف آخر الناس الذين كانوا في الشارع. فر الناس ووصلت سيارات الإسعاف".

ويشار إلى أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف