أخبار

دعا إلى "تعاون طبيعي وسلس" بشأن مسألة الهجرة غير النظامية

ماكرون يخاطب البرلمانيين المغاربة ويجدد دعم بلاده لسيادة الرباط على الصحراء

ماكرون لدى وصوله إلى مقر البرلمان المغربي
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من الرباط: جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب ألقاه الثلاثاء أمام غرفتي البرلمان المغربي ، التأكيد على تأييد بلاده لسيادة المملكة المغربية على الصحراء ، ووعد باستثمارات فرنسية فيها ، غداة إبرام البلدين عقودا بقيمة تناهز 10 مليارات يورو.
وقال ماكرون "أعيد التأكيد أمامكم، بالنسبة لفرنسا حاضر ومستقبل هذه المنطقة يندرجان في إطار السيادة المغربية"،
ولقي كلام الرئيس الفرنسي تصفيقا حارا من لدن أعضاء البرلمان ،واضاف "أقولها أيضا بكل قوة، الفاعلون الاقتصاديون وشركاتنا سوف يرافقون تنمية هذه المنطقة عبر استثمارات ومبادرات دائمة وتضامنية لصالح سكانها".


الرئيس الفرنسي يتحدث في البرلمان المغربي

تجدر الاشارة إلى أن هذا الموقف، الذي سبق لماكرون إعلانه في رسالة وجهها للملك محمد السادس نهاية يوليو الماضي بمناسبة عيد العرش( عيد الجلوس )، فتح صفحة جديدة في علاقات الحليفين التاريخيين بعد سلسلة من التوترات الحادة خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

وتزامن ذلك مع ضغط المغرب على فرنسا لتحذو حذو واشنطن التي أعلنت نهاية عام 2020 اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء .

وقال الرئيس ماكرون إن الموقف الفرنسي "ليس عدائيا تجاه أحد"، وأنه "يتيح فتح صفحة جديدة بيننا، وأيضا مع كل أولئك الذين يريدون العمل في إطار تعاون جهوي".

ووصف ماكرون الموقف الفرنسي بأنه "متجذر في التاريخ ويحترم الواقع ومتطلع للمستقبل"، معلنا أن فرنسا "سوف تقوم بتفعيله لمرافقة المغرب في المؤسسات الدولية".


الرئيس ماكرون في مقر مجلس النواب المغربي

من جهته، شكر رئيس مجلس النواب المغربي رشيد الطالبي العلمي فرنسا على "موقفها التاريخي"، وقال في كلمة له في مستهل الجلسة المشتركة التي عقدها مجلسا البرلمان، للاستماع لخطاب الرئيس ماكرون ، إن استقبال الرئيس الفرنسي برحاب البرلمان "يكتسي أكثر من رمز، وهو في جزء منه عربون على أن بلدينا يتقاسمان، قيما نبيلة عديدة ،، ويتعلق الأمر بقيم الديمقراطية، وحقوق الانسان، والتعددية السياسية، والحزبية ودولة القانون والمؤسسات المنبثقة عن الانتخابات الحرة".

بدوره ، اعتبر رئيس مجلس المستشارين المغربي (الغرفة الثانية في البرلمان) محمد ولد الرشيد،وهو ايضا رئيس جهة العيون - الساقية الحمراء، إن هذا الموقف "يشكل لحظة فاصلة في مسار التطور الإيجابي للحل النهائي لهذه القضية".


ماكرون لدى وصوله إلى مقر البرلمان المغربي ووجد في استقباله رئيسي مجلس النواب والمستشارين

وقال ولد الرشيد إن المصير المشترك للمغرب وفرنسا يملي عليهما مواصلة بناء المستقبل، بكل ثبات وثقة، بما يرقى إلى ما يجمع الشعبين المغربي والفرنسي من وشائج وروابط قوية.‎

وبشأن قضية الصحراء،قال ولد الرشيد "إننا كممثلين للأمة،نود أن نشكر لفرنسا موقفها التاريخي من قضية الصحراء المغربية، والذي كان موضوع إشادة ملكية سامية، في الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الحالية".
‏‎

وأوضح أن هذا الموقف التاريخي، الصادر عن دولة عظمى، العضو الدائم بمجلس الأمن، والفاعل المؤثر في الساحة الدولية ينتصر للحق والشرعية "ويشكل لحظة فاصلة في مسار التطور الإيجابي للحل النهائي لهذه القضية، وفق مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كأساس وحيد لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل".
‏‎

على صعيد اخر ، دعا ماكرون في خطابه إلى "تعاون طبيعي وسلس" يحقق "نتائج أوضح" بخصوص مسألة الهجرة غير النظامية.

وتحظى هذه المسألة باهتمام كبير لدى الجانب الفرنسي، إذ يريد وزير الداخلية الجديد الذي يعتمد نهجا صارما بهذا الخصوص، دفع المغرب إلى استعادة مواطنين أوقِفوا لإقامتهم بطريقة غير نظاميّة في فرنسا.
كذلك أعلن الرئيس الفرنسي أن عقودا جديدة سيتم إبرامها الثلاثاء بين البلدين،حيث يقام منتدى لرجال الأعمال بمناسبة زيارته المغرب، ووصف الشراكة بينهما بكونها "واجبا استراتيجيا".

يذكر ان البلدين ابرما مساء الثلاثاء عقودا واتفاقات استثمار بقيمة تناهز 10 مليارات يورو في حفل ترأسه الملك محمد السادس والرئيس ماكرون في قصر الضيافة بالرباط.

تشمل هذه الاتفاقات مجالات عدة، بينها السكك الحديدية ، إذ تأكدت مشاركة الشركتين الفرنسيتين ألستوم وإيجيس في الشطر الثاني للخط الفائق السرعة بين الدار البيضاء ومراكش.

وستفاوض ألتسوم الجانب المغربي على تزويده بنحو 12 إلى 18 عربة قطار فائق السرعة.

وظلت فرنسا تأمل دائما في أن تبقى الطرف الرئيس في توسيع خط القطارات السريعة، بعدما حظيت بصفقة بناء المرحلة الأولى بين طنجة والدار البيضاء، وهو الخط الأول في إفريقيا الذي دشّنه قائدا البلدين في 2018.

ويتوقع أن تسرّع مشاركة المغرب في تنظيم مونديال 2030 لكرة القدم مع إسبانيا والبرتغال في إنجاز هذا المشروع .

ووقّع البلدان ايضا اتفاقا "لتفعيل عرض المغرب في قطاع الهيدروجين الأخضر" بين شركة توتال إنرجي والحكومة المغربية. وتراهن الأخيرة على التموقع في السوق الدولية لهذه المادة، وأعلنت الأسبوع الماضي أنها تلقت 40 من مقترحات مشاريع ستخضع للانتقاء لاحقا، وجلها في منطقة الصحراء المغربية .

كذلك، جرى الإعلان عن اتّفاق بين عملاق الطيران الفرنسي "سافران" والحكومة المغربيّة لإنشاء "وحدة لصيانة محرّكات الطائرات وإصلاحها"، ذلك أن المغرب عمل في السنوات الأخيرة على تطوير صناعة أجزاء الطائرات لتنويع صادراته.

فيما أعلنت شركة الملاحة البحرية الفرنسية "سي ام اي سي جي ام" الاثنين إبرام شراكة لاستغلال رصيف الحاويات في ميناء الناظور (شمال شرق)، مناصفة مع شركة مارسا ماروك المغربية لمدة 25 عاما.

من جهة اخرى ، تطرق الرئيس الفرنسي في خطابه امام البرلمانيين المغاربة إلى "شغف مشترك" بين البلدين لكرة القدم، معربا عن أمله في أن تكون استضافة المغرب لكأس العالم 2030 "ناجحة".

وقال ماكرون "آمل أن تكون استضافة المغرب لكأس العالم 2030 هي النجاح الذي نتطلع للمشاركة فيه".

وذكر مازحا "إذا كان هناك من مجال واحد نصرّ فيه على الاختلاف، فهو كرة القدم حصرا"، وذلك في إشارة إلى المباراة التي فازت فيها فرنسا على المغرب 2-0 في نصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر.

وتابع قائلا "ستظل هذه إحدى اللحظات الرائعة في كأس العالم".

وأضاف ماكرون "لاعبوكم يبرعون في بطولاتنا"، في إشارة إلى لاعبين أمثال ظهير باريس سان جرمان أشرف حكيمي أو الدولي أمين حارث الذي يحمل ألوان مرسيليا.

وزاد ماكرون قائلا "إنها واحدة من الأشياء التي تجمع بين باريس سان جرمان وأولمبيك مرسيليا".

وسيقام مونديال 2030 الذي يصادف الذكرى المئوية للدورة الأولى في المغرب وإسبانيا والبرتغال. وستقام أولى مباريات كأس العالم في الأرجنتين وأوروغواي والباراغواي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف