أخبار

غضب واتهامات عالمية تلاحق تل أبيب بتعمد الإهانة والإذلال

لماذا طلب جيش إسرائيل من رجال جباليا التعري في صورة جماعية؟

الصورة التي أثارت غضباً عالمياً
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من القاهرة: غضب وتنديد عالمي، وهدوء إسرائيلي معتاد في تقديم المبررات، هذا هو ملخص قصة الصورة التي انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي لمئات الأشخاص معظمهم شبه عراة، وهم يجلسون أمام أنقاض منازل تعرضت لقصف إسرائيلي في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

حيث تشن إسرائيل منذ أسابيع حملة عسكرية عنيفة على شمال قطاع غزة قتلت خلالها مئات الفلسطينيين، كما تحاصر مئات الآلاف في ظروف صعبة.

وقال شهود عيان لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، إن الجيش الإسرائيلي اعتقلهم وأمر معظمهم بالتجرد من الملابس، أثناء محاولتهم الفرار من منازلهم في مخيم جباليا، ثم احتجزهم لساعات في الهواء الطلق.

وأضافوا أن الصورة، التي تم التقاطها في جباليا الجمعة، تظهر سكان مخيم اللاجئين الذين حاولوا مغادرة المنطقة بعد أن أجبرهم الجيش الإسرائيلي على الإخلاء، وسط عمليته البرية الجارية هناك.

ورغم أنه من غير الواضح من الذي التقط الصورة، فقد أكد العديد من الرجال الذين ظهروا في الصورة لـ"سي إن إن"، أن الجنود الإسرائيليين كانوا يصورونهم أثناء احتجازهم.

وأكد أحد الأشخاص الذين ظهروا في الصورة، ويدعى مهند خلف، أنه وزوجته وابنهما الرضيع كانوا يحاولون الهروب من المخيم باستخدام ما قالت إسرائيل إنه "ممر آمن"، عندما أوقفهم الجيش الإسرائيلي.

وأضاف: "كنا متجمعين في مكان واحد، رجال ونساء وأطفال وكبار سن. كان ذلك الساعة 11 صباحا. وبعد 5 ساعات طلبوا من النساء والأطفال التقدم وحمل جميع حقائبنا وممتلكاتنا، حيث سمح لهم بالمغادرة".

وتابع: "بمجرد مغادرتهم، تلقى الرجال أوامر بخلع ملابسهم والبقاء بملابسهم الداخلية فقط. جلسنا لعدة ساعات أخرى وكان الطقس بارداً".

ووفقا لخلف، فقد طُلب من الرجال الذين شوهدوا في الصورة التقدم عبر مجموعات مكونة من 5 أشخاص، ليتم فحصهم من قبل الجيش الإسرائيلي، قبل السماح لهم بالتوجه إلى مدينة غزة، التي صنفها الجيش الإسرائيلي كمكان آمن.

وأوضح: "تم احتجاز بعض الأفراد بينما أطلق سراح آخرين. وانتهى الأمر بمعظمنا في مدينة غزة. كان الوضع مرعبا ومحزنا للغاية حيث شهدنا رجالا مسنين وأفرادا مصابين، من دون أن يظهر لهم أحد التعاطف أو الرحمة".

ماذا قال الجيش الإسرائيلي؟
فض الجيش الإسرائيلي توضيح الظروف التي تم خلالها التقاط الصورة، لكنه أكد أنه كان يحتجز السكان ويفتشهم بشكل روتيني كجزء من عملياته القتالية في غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي في تعليقه على الصورة: "يتم احتجاز واستجواب الأفراد المشتبه في تورطهم في أنشطة إرهابية".

وأضاف في بيان أن "المعتقلين يعاملون وفقا للقانون الدولي"، لكنه أشار إلى أنه "غالبا ما يكون من الضروري أن يسلم المشتبه بهم في الإرهاب ملابسهم حتى يمكن تفتيشهم والتأكد من أنهم لا يخفون سترات ناسفة أو أسلحة أخرى".

وتابع بيان الجيش: "بسبب بروتوكول الأمن، لا يتم إعادة الملابس إلى المعتقلين على الفور"، مضيفا أن الملابس تعاد "بمجرد أن يكون ذلك ممكنا".

استنكار منظمات حقوقية
وتنص الاتفاقات الدولية التي تحدد قواعد الصراعات المسلح، على أنه يجب معاملة أي معتقل بشكل إنساني، وتحظر صراحة الأفعال التي "تنتهك الكرامة الشخصية، خاصة المعاملة المهينة والمذلة".

ويقول الصليب الأحمر الدولي إن عمليات التفتيش، بما في ذلك تفتيش المعتقلين العاريين "يجب أن تتم فقط إذا كان ذلك ضروريا للغاية وليس أمام المعتقلين الآخرين".

كما انتقدت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الأخرى الجيش الإسرائيلي لاحتجاز سكان غزة وتجريدهم من ملابسهم، أثناء حملته العسكرية على القطاع.

وقالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل الشهر الماضي، إنها وجدت أن "التعري القسري بهدف إهانة وإذلال الضحايا أمام الجنود والمحتجزين الآخرين كان يستخدم بشكل متكرر ضد الضحايا الذكور".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف