لبنان بين قبول وقف النار من طرف واحد أو إنتخاب رئيس جديد
ما خيارات لبنان للضغط على إسرائيل لوقف الحرب؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: وسط حديث عن مساعٍ أميركية لتهدئة الأوضاع في لبنان، صعدت إسرائيل من هجومها المكثف على الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب اللبناني وبعلبك.
وفي خضم اشتعال الميدان، لا يزال الحديث عن التسوية يدور في أروقة السياسيين الأميركيين. حيث سيعود المبعوث الأميركي آموس هوكستين وبعد أن أجرى مباحثات في إسرائيل إلى واشنطن ولن يتوجه إلى بيروت، في إشارة على ما يبدو، وفق المحللين، إلى أن لا رسائل جديدة أو خرق يمكن التعويل عليه للتباحث بشأنه في لبنان.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين مطلعين أن واشنطن طلبت من لبنان إعلان وقف إطلاق نار من جانب واحد للمساعدة في دفع محادثات الاتفاق النهائي قدما.
وقال مسؤولون مطلعون على المحادثات بين هوكستين وماكغورك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه من المتوقع أن يعود مبعوثو الإدارة الأميركية إلى واشنطن لإتمام الصفقة بعد لقاء الرئيس جو بايدن ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان.
ومن جانبه أكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أن المفاوضات تحقق تقدما في سبيل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مشددا على ضرورة التزام الطرفين بتطبيق القرار الدولي.
خيارات لبنان
يؤكد المحلل، بشارة شربل، أن الحكومة اللبنانية عليها أن تبادر لاقناع الرئيس نبيه بري وحزب الله بأن الاستمرار في رفض تطبيق القرار 1701 يزيد من تأزيم الوضع في لبنان.
ويضيف شربل أن "لبنان اليوم أمام خياريين للخروج من هذه الأزمة، الخيار الأول يتمثل في قبول وقف لإطلاق النار من جانب واحد وهو ما يسمح بدينامية جديدة لإقناع المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للحد من الخسائر". أما الخيار الثاني فهو "أن يبادر الرئيس نبيه بري إلى الدعوة لانتخاب رئيس للجمهورية يتولى التفاوض في هذا الشأن".
ويؤكد المتحدث أن هذه لا تعتبر المرة الأولى التي يتم فيها اقتراح وقف إطلاق النار من جانب واحد سواء من طرف لبنان أو حزب الله، حيث تم ذلك بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وخليفته المحتمل هاشم صفي الدين طرح اقتراح من هذا النوع.
وأشار شربل، إلى اقتراح فرنسي وآخر أردني مماثل طرح سابقا لقف إطلاق النار من جانب واحد بالتوازي مع انتخاب رئيس للجمهورية، حيث كان يعتقد أنه يستطيع أن يشرف على بناء المؤسسات وأن يفاوض بدل حزب الله، غير أنه تم رفض ذلك الاقتراح.
ويتابع أن الاقتراح المطروح اليوم يجابه أيضا بالرفض، لأن حزب الله يعتبره استسلاما، وأن طرحه من جديد يأتي بعد فشل هوكستين في التوصل مع نتنياهو إلى تفاهم حول طريقة تطبيق القرار 1701.
تفاؤل بالتوصل إلى اتفاق
ويعتبر المحلل شربل أن الرئيس نجيب ميقاتي كان قد بنى تفاؤله بخصوص التوصل لوقف إطلاق النار على اتصال من هوكستين أكد فيه أنه سيتوجه إلى تل أبيب للتوصل إلى تفاهم، وكذلك على الهامش الذي أعطاه حزب الله للرئيس نبيه بري بأن يبدأ بمفاوضات جدية لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار الأممي.
ويضيف شربل، أن بري لا يستطيع تجاوز الهامش لأن حزب الله والإيرانيين هم من يقررون كيف يمكن أن تسير هذه المفاوضات.
ويشير المحلل إلى أن هوكستين كان يحاول أن "يستفيد من المنطقة الرمادية في القرار 1701 وكذلك كان يحاول الرئيس ميقاتي والرئيس بري الاستفادة منها، أي أن يتم التأكيد على أن لبنان يلتزم بالقرار لكن من دون التفصيل بموضوع اللجنة التي ستراقب التنفيذ داخل لبنان".
وأوضح المتحدث، أنه كان هناك توافق على دعم الجيش اللبناني والتوقف عن إسناد غزة، لكن الرقابة على الحدود البرية وتفكيك بنية حزب الله الداخلية كان من الصعب الاتفاق عليها حيث أن نتنياهو يريد إشرافا شبه مباشر على مسألة تفكيك الحزب.
ويعتبر شربل أن خطة نتنياهو لا تتوقف عند مسألة تأمين الحدود وعودة سكان شمال إسرائيل إلى بيوتهم، حيث أكد أمس مرة أخرى أنه يريد تغيير الشرق الأوسط، وأنه يريد أن يصير هناك شرق أوسط جديدا في هذه المنطقة.