لم يطلب مساعدة طهران وتجاهل واشنطن ورفض عرض أنقرة
الأسد رغب في الرحيل وملامح الوجه ليست لرجل خمسيني!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: في أيامه الأخيرة في الحكم، لم يطلب بشار الأسد مساعدة طهران، وتجاهل واشنطن، ورفض عرض أنقرة للمصالحة، فلماذا فعل بشار الأسد ذلك؟ وهل كان راغباً في الرحيل، فاقداً للشغف؟
بالنظر إلى ملامح وجهه، والتدقيق في خطوط العمر، يمكن القول إنها ليست ملامح رجل خمسيني، لم يدخل الـ60 من عمره بعد، فهو يبلغ 59 عاماً، ولكن قسمات الوجه توحي بما هو أكبر من ذلك.
كما أنه على المستوى السياسي لم يتمسك في أيامه الأخيرة بالحكم، وهو الأمر الذي يفسر السقوط السريع، فهل كان يعلم أن النهاية حتمية، ولا يوجد ما يستحق المقاومة؟ أم هي عوامل نفسية جراء الضغوط التي عاشها على مدار سنوات حكمه؟ وربما يكون للأمر علاقة بكثرة التدخلات في سوريا، وفقدانه التمييز بين العدو والصديق.
وفي احتمال آخر لشعور الأسد باليأس في أيامه الأخيرة، فقد يكون أدرك جيداً أن إيران تخلت عنه، وروسيا لديها صفقة مع أميركا والغرب في حربها ضد أوكرانيا، وحزب الله لا يقوى على حماية نفسه.
أميركا: بشار لم يتواصل معنا
أولى مؤشرات رغبة الأسد في الرحيل دون مقاومة، أنه لم يحرص عىل التواصل مع أميركا صاحبة القرار الأول في العالم، فقد نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مسؤول أميركي كبير قوله إن الأسد لم يتواصل مع واشنطن بجدية في الأيام الاخيرة قبل سقوطه.
وقال المسؤول الأميركي لـ"رويترز"، إن مسؤولين في الولايات المتحدة عملوا على مدار الساعة في اتصالات مع سوريين وشركاء بالمنطقة خلال الأسبوع الماضي.
وأضاف أن واشنطن تجري مناقشات مع المسؤولين الأتراك، والتركيز الأميركي ينصب على بناء "سوريا الجديدة" على حدّ تعبيره، وأشار إلى أن قادة الفصائل السورية يقولون الأشياء الصحيحة حتى الآن، مشددا على أن السوريين هم من سيكتبون مستقبلهم، وتابع قائلا إن واشنطن حضت العراق على عدم الانخراط في أحداث سوريا.
مخزون الأسلحة السورية.. قنبلة قابلة للانفجار
وفيما يتعلق بمخاوف الولايات المتحدة بشأن التطورات في سوريا، قال المسؤول إن واشنطن تفعل كل ما في وسعها لضمان ألا يصل أي شخص لمخزون الأسلحة السورية وأن يجري حفظها بعناية.
وأوضح أن الولايات المتحدة لديها معلومات دقيقة عن مخزون الأسلحة السورية، لكن "لا نرى دورا لقوات أميركية على الأرض لمعالجة مسألة الأسلحة الكيميائية في سوريا. واشنطن ركزت بشدة على الأسلحة الكيميائية في سوريا خلال الأسبوع الماضي وتتخذ إجراءات حذرة للغاية".
واختتم المسؤول حديثه بالقول: "لا يمكنني التكهن بوضع القواعد الروسية في سوريا".
وفي أول رد فعلي أميركي على إطاحة فصائل المعارضة السورية المسلّحة بنظام الرئيس بشار الأسد، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن تفاؤله، لكنه نبّه إلى وجوب "البقاء متيقظين" لاحتمال صعود جماعات إرهابية.
إيران: الأسد لم يطلب مساعدة طهران
من جانبه فجر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأحد، مفاجأة جديدة، حيث قال إن الرئيس السوري السابق بشار الأسد "لم يطلب أبدا" مساعدة طهران، أبرز داعم له مع روسيا، للتصدي لهجوم الفصائل المعارضة الذي انتهى بإسقاط نظامه.
وصرّح عراقجي للتلفزيون الرسمي أن الحكومة السورية "لم تطلب منا أبدا مساعدتها" عسكريا، موضحا أنه "فوجئ" بـ"سرعة" هجوم الفصائل و"عجز" الجيش السوري عن صدّه وسرعة التطورات، حسبما نقلت "فرانس برس".
وأضاف المسؤول الإيراني أن تعامل طهران مع الحكومة المقبلة في سوريا "سيعتمد على سلوكها"، وتابع قائلا: "تحدثنا مع أطراف عدة حول أمن سفارتنا في دمشق وحصلنا على ضمانات بشأن ذلك".
وكانت الخارجية الإيرانية قد قالت في وقت سابق ببيان إنه "نظرا للتطورات الأخيرة في سوريا، تذكّر بموقف إيران المبدئي المتمثل في احترام وحدة سوريا وسيادتها الوطنية وسلامة أراضيها، وتؤكد أن تحديد مصير سوريا واتخاذ القرار بشأنها إن مستقبل سوريا هو مسؤولية شعب هذا البلد وحده، دون تدخل مدمر أو فرض خارجي".
وأضافت الوزارة: "تحقيق هذا الهدف يتطلب إنهاء الاشتباكات العسكرية في أسرع وقت ممكن، ومنع الأعمال الإرهابية، والبدء بحوارات وطنية بمشاركة كافة أطياف المجتمع السوري من أجل تشكيل حكومة شاملة تمثل كافة أبناء الشعب السوري".
وشدد البيان على أن إيران "تدعم الآليات الدولية المستندة إلى قرار الأمم المتحدة رقم 2254 لمتابعة العملية السياسية في سوريا كما في الماضي، وتواصل العمل بشكل بناء مع الأمم المتحدة في هذا الصدد".
ووفق البيان فإن "العلاقات بين إيران وسوريا لها تاريخ طويل وكانت دائما ودية، ومن المتوقع أن تستمر هذه العلاقات بالنهج الحكيم وبعيد النظر للبلدين القائم على المصالح المشتركة والالتزام بالالتزامات القانونية الدولية".
وختم البيان بالقول: "من الطبيعي أن تتابع إيران التطورات في سوريا والمنطقة بدقة، وستتبنى النهج والمواقف المناسبة من خلال الأخذ في الاعتبار سلوك وأداء الجهات الفاعلة في المشهد السياسي والأمني في سوريا".
أردوغان: الأسد رفض يدي الممدوة
أما ثالث مؤشرات فقدان الأسد لشغف الحكم والمقعد، أنه لم يوافق على العروض التركية للمصالحة، فقد أبدى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمله في أن تحظى سوريا بالسلام الذي تحلم به منذ 13 عاماً، معتبراً أن "نظام دمشق" لم يدرك قيمة اليد التي مدتها له أنقرة ولم يفهم مغزاها"،
وهو كان يشير إلى عروض الحوار التي قدمتها أنقرة في السنتين الماضيتين ورفضتها دمشق، بل إن هذه العروض استمرت حتى فترات قصيرة قبل نهاية وجود الأسد في سدة الحكم.