أخبار

مخاوف من حماية حزب الله لرموز النظام السوري

أين علي مملوك؟ "الصندوق الأسود للأسد" هارب في بيروت

علي مملوك مطلوب للمحاكمة الشعبية
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من بيروت: أثار هروب علي مملوك، ضابط الاستخبارات السوري الكبير والمقرب من الرئيس السابق بشار الأسد، إلى بيروت، العديد من التساؤلات في لبنان.

علي مملوك، من مواليد دمشق عام 1949، ينحدر من عائلة ذات جذور إقليمية عميقة، ويعتبر من أكثر الشخصيات نفوذاً وغموضاً في النظام السوري.

وذكرت "معارف" الإسرائيلية نقلاً عن مصادر لبنانية، أن المملوك يختبئ في فندق فخم في الضاحية الجنوبية لبيروت تحت حماية حزب الله بدلاً من الملاحقة القضائية، على الرغم من أنه مطلوب من قبل السلطات اللبنانية لتورطه في تفجيرات مسجدي التقوى والسلام في طرابلس عام 2013.

ونفى وزير الداخلية اللبناني بسام المولوي هذه التقارير، وقال: "بحسب معلومات الأجهزة الأمنية فإن المملوك غير موجود في لبنان ولم يدخل عبر المعابر الشرعية".

المطالبة بتحقيق شامل
لكن شخصيات معارضة في لبنان، ومن بينهم النائب نديم الجميل، تطالب بإجراء تحقيق شامل في المسألة.

ينتمي مملوك، المولود في دمشق عام 1949، إلى عائلة ذات جذور إقليمية عميقة، حيث تنحدر عائلته من منطقة إسكندرون (تركيا حالياً) ولها فروع تمتد إلى لبنان ومصر وإسرائيل.

ولعبت هذه العلاقات العائلية دوراً حاسماً في مساعدته على بناء شبكة إقليمية طيلة حياته المهنية. ويعتبر مملوك من أكثر الشخصيات نفوذاً وغموضاً في النظام السوري، ولُقب بـ "الصندوق الأسود" بسبب سيطرته على معلومات حساسة.

على مدى أربعة عقود، حشد مملوك سلطة هائلة داخل أجهزة الأمن السورية، بدءاً من دوره في استخبارات القوات الجوية. وفي ثمانينيات القرن العشرين، أشرف على برنامج الأسلحة الكيميائية للنظام والتجارب التي أجريت في سجن تدمر سيئ السمعة، حيث تم اختبار العوامل الكيميائية على السجناء السياسيين.

مملوك يقمع الربيع العربي
في عام 2005، عُيِّن رئيساً للمخابرات العامة، وعندما اندلعت الاحتجاجات في عام 2011، كُلِّف بقمعها. وفي أعقاب تفجير كبير في دمشق في عام 2012، تمت ترقيته إلى مستشار الأمن القومي.

كانت مشاركة مملوك في لبنان عميقة ومعقدة. وتعد تفجيرات مسجد طرابلس عام 2013، التي أسفرت عن مقتل العشرات، من بين أخطر الاتهامات الموجهة إليه.

ووفقًا للتحقيق اللبناني، فإن ضابطي مخابرات سوريين متورطين في التفجيرات - محمد علي علي من "فرع فلسطين" وناصر جوبان من فرع الأمن السياسي - حافظا على علاقات وثيقة مع مكتب مملوك.

وبالإضافة إلى ذلك، يُتهم مملوك بالتعاون مع الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة، الذي أدين بتهريب متفجرات من سوريا لتنفيذ هجمات في لبنان.

معاقب أميركياً وأوروبياً
وخارج لبنان، يخضع مملوك لعقوبات أميركية وأوروبية صارمة. ففي عام 2023، وجهت إليه اتهامات في فرنسا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ويحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي في دوره في تعذيب وقتل ناشط أميركي سوري. وإذا تأكد أن لبنان يمنحه حق اللجوء، فقد تواجه البلاد اتهامات بانتهاك قرارات الأمم المتحدة والعقوبات الدولية.

ورغم العقوبات، واصل مملوك العمل كمبعوث سري للأسد، حيث أجرى زيارات سرية إلى بلدان مختلفة. وتؤكد زيارته إلى إيطاليا في عام 2018، رغم العقوبات الأوروبية، ومشاركته في المفاوضات مع تركيا لتعزيز التطبيع مع سوريا، قدرته على العمل رغم القيود الدولية.

قصته مع الأسد
ولم تكن علاقة مملوك بالأسد سلسة على الدوام. ففي عام 2015، ذكرت صحيفة ديلي تلغراف أن الأسد وضع مملوك تحت الإقامة الجبرية للاشتباه في تدبيره لانقلاب ضده. وكان التقرير بالغ الأهمية لدرجة أن وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أصدرت نفياً رسمياً، مدعية أن مملوك "بصحة جيدة ويواصل مهامه كالمعتاد". وحتى سقوط النظام، ظل مملوك مستشاراً رئيسياً للأسد، حيث أشار إليه البعض باعتباره مستشار الظل للأسد.

وبعد انهيار النظام السوري، اختفى مملوك إلى جانب مسؤولين كبار آخرين، بما في ذلك ماهر الأسد شقيق الرئيس المخلوع. وتتزايد المخاوف في لبنان من أن يصبح البلاد ملاذاً آمناً لكبار مسؤولي النظام السوري تحت حماية حزب الله، وهو السيناريو الذي قد يؤدي إلى فرض عقوبات دولية صارمة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف