أخبار

العيناوي: الطاقة والمناخ أخذا حيزا مهما من نقاشات المنتدى

"الحوارات الأطلسية" المغربي بحث التغيرات التي يشهدها الأطلسي الموسع على مدى 3 أيام

احدى جلسات منتدى "الحوارات الأطلسية "في الرباط
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من الرباط : على امتداد ثلاثة أيام (12-14ديسمبر )ناقشت الدورة الثالثة عشر من “الحوارات الأطلسية ” في الرباط مجموعة من القضايا الاقتصادية والجيو-سياسية التي تعكس التغيرات التي يشهدها الأطلسي الموسع والأكثر اندماجا،وذلك من خلال حلقات نقاش وموائد مستديرة وغيرها من الجلسات.

يسهرعلى تنظيم " الحوارات الأطلسية " مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، وعرفت هذه الدورة مشاركة حوالي 500 مشارك، من مختلف الجنسيات عبر العالم.


صورة تذكارية جماعية للمشاركين في منتدى "الحوارات الأطلسية " في الرباط
وركز اليوم الأول من "الحوارات الأطلسية" على الإمكانات غير المستغلة للأطلسي الجنوبي في مواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي، وعدم المساواة، وإدارة الموارد. وشددت النقاشات الرئيسية على ضرورة تعزيز التعاون للتغلب على العوائق الهيكلية، بما في ذلك الحوكمة الهشة، وضعف البنية التحتية، وتفكك المؤسسات الأمنية.
وعلى الرغم من الدعوات لتعزيز الابتكار وزيادة مشاركة الشباب، لا تزال الفوارق الاقتصادية والسياسية الكبيرة بين الشمال والجنوب تمثل تحديات رئيسية.
وأكد المنتدى على أهمية وضع استراتيجيات عملية ومستدامة لجسر هذه الفجوات وتعزيز التنمية الشاملة عبر منطقة الأطلسي.

تقرير “تيارات الأطلسي”ال11
سلط تقرير “تيارات الأطلسي” ال 11 لعام 2024 الضوء على الحاجة إلى أطر تعاونية مبتكرة لمواجهة التحديات الهيكلية في الجنوب العالمي واستغلال الفرص الاستراتيجية داخل منطقة الأطلسي.

تتضمن الخرائط التفصيلية للتقرير ميزات رئيسية مثل المدن الكبرى، والموانئ الرئيسية، وتوزيع الموارد الطبيعية، مما يبرز الأهمية الجيو-اقتصادية للمنطقة.

أشار التقرير إلى أوجه القصور في الحوكمة، وضعف البنية التحتية، والهشاشة الاقتصادية التي تفاقمت بسبب الديون وسياسات التقشف الناجمة عن الجائحة باعتبارها عقبات رئيسية أمام تنمية إفريقيا.

ودعا التقرير إلى تعزيز المؤسسات الإقليمية لتحسين قدرات إدارة الموارد وحل النزاعات، وتقليل الاعتماد على الجهات الخارجية. كما يركز على تعزيز هوية أطلسية جماعية كضرورة لتعزيز التعاون بين المناطق، خاصة من خلال الروابط المباشرة بين إفريقيا وأميركا الجنوبية.

وتهدف هذه المقاربة إلى معالجة التحديات العالمية مثل تغير المناخ، والهجرة، والتحول الاقتصادي من خلال الابتكار والمبادرات الشبابية، مما يعزز دور الأطلسي كمحور محوري للتنمية المستدامة.

دور المبادرة الأطلسية
في الجلسة العامة التي حملت عنوان " مبادرة الأطلسي الملكية: تعزيز التعاون العالمي"،جرى تسليط الضوء على دور المبادرة الأطلسية كرؤية تحوّلية تقودها إفريقيا لتحقيق التكامل الإقليمي والتنمية المستدامة.إذ أكد المتحدثون على تركيز المبادرة على الربط الاستراتيجي في مجالات الطاقة، والنقل، والزراعة، مع مشاريع بارزة مثل خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا وميناء الداخلة كمثال على طموحها لربط الدول غير الساحلية بالأسواق العالمية.

وناقش المتحدثون ايضا توافق المبادرة مع أطر مثل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وأكدوا على أهمية استغلال موارد إفريقيا لدعم النمو الصناعي وخلق فرص العمل. كما أبرزوا دور الاقتصاد الأزرق، والربط الرقمي، والاستدامة البيئية، مع الدعوة إلى اتخاذ إجراءات جماعية وتشكيل شراكات استراتيجية لضمان نجاح المبادرة كحل إفريقي لدعم الازدهار والصمود عبر منطقة الأطلسي.

وفي الجلسة العامة،التي جاءت بعنوان " من العولمة إلى التفكك: الأطلسي الجنوبي عند مفترق طرق" تطرق جميل معوض، الرئيس السابق للإكوادور، للنظام العالمي المتطور، مشيراً إلى التحول الذي حدث منذ القرن التاسع عشر الذي هيمنت عليه أوروبا،حتى القرن العشرين الذي قادته الولايات المتحدة، وصولاً إلى “القرن الآسيوي” الحالي بقيادة الصين والهند.

الدور الحاسم للاتجاهات الديمغرافية
وركز معوض على الدور الحاسم للاتجاهات الديموغرافية، وخاصة الشباب الإفريقي، في إعادة تشكيل النفوذ العالمي. وأشار إلى أن الميزة الديموغرافية لإفريقيا، بالتزامن مع الاستثمارات الاستراتيجية من القوى العالمية، توفر فرصاً كبيرة للنمو الاقتصادي والشراكات ، خاصة مع أميركا اللاتينية. كما شدد على ضرورة تبني سياسات استشرافية تدمج الاعتبارات التقنية والثقافية والسياسية لمعالجة التحديات التي يفرضها المشهد العالمي المتفكك، داعياً إلى نهج استراتيجي وتوقعي لتحقيق التنمية الإقليمية.

الدبلوماسية الثقافية وتعزيز العلاقات الدولية

ركزت الجلسة العامة حول الدبلوماسية الثقافية ومجتمعات الأطلسي على الأهمية المتزايدة للدبلوماسية الثقافية في تعزيز العلاقات الدولية والقوة الناعمة.

وأبرز محمد مهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي استثمار المغرب الاستراتيجي في الثقافة، باعتبارها أداة دبلوماسية طويلة الأمد تعزز الروابط العالمية. في سياق ذلك ، شددت جيسيكا دي ألبا-أولوا الاستاذة الجامعية المكسيكية على أهمية دبلوماسية التراث، داعية إلى دمجها ضمن استراتيجيات ثقافية أوسع لتعزيز الجهود الدبلوماسية.
من جهتها، ركزت ميجداليا ماتشين، وزيرة

الجامعات والعلوم والثقافة في الحكومة المحلية لجزر الكناري ، على دور الثقافة في تعزيز الهوية الوطنية وتطوير الشراكات التعاونية، خاصة في مواجهة التحديات الإقليمية المشتركة.

وفي مداخلة لرما ياد ، مديرة رئيسية في مركز أفريقيا للمجلس الأطلسي، تحوّل النقاش نحو التأثير الاقتصادي للصناعات الإبداعية والرياضة، خاصة في إفريقيا، مؤكدة على دور هذه القطاعات في جذب الاستثمارات وتعزيز التنمية من خلال الدبلوماسية الثقافية.

أسئلة متعددة
شهد اليوم الثاني من الحوارات الأطلسية مشاركة أصوات من مختلف أنحاء الأطلسي للإجابة عن العديد من الأسئلة من قبيل : كيف يبدو مستقبل التعددية؟ كيف يمكننا تحقيق التوازن بين المسؤولية المناخية والفرص؟ وما الذي يهدد الديمقراطية في ظل مواجهة جيل جديد من التحديات؟

روح الجنوب ومستقبل التعددية
ناقش المتحدثون في جلسة بعنوان " دور الجنوب العالمي في الحوكمة العالمية، مسلطين الضوء على تنوعه.

وقال المفكر والسياسي الفرنسي جاك أتالي أن الجنوب ليس كتلة واحدة متجانسة، حيث لا تمثل تأثيرات الصين وروسيا في إفريقيا المصالح الأوسع للجنوب.


جاك أتالي مشاركا في " الحوارات الأطلسية"

بدوره شدد السفير عمر هلال مندوب المغرب الدائم لدى الامم المتحدة على الإمكانات السياسية للجنوب عندما يتحد، داعياً إلى إصلاحات مثل توسيع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتعزيز التمثيل.
أما إريكا موينس وزيرة خارجية بنما السابقة فدعت إلى مشاركة أكبر للشباب في الحوكمة، بينما حثت آنا بالاثيو وزيرة خارجية إسبانيا السابقة على إعادة تقييم النماذج التقليدية لتبني حلول مرنة قائمة على التكنولوجيا تلبي احتياجات الجنوب المتطورة.

تكلفة التحول الطاقي
ركزت الجلسة العامة التي حملت عنوان "من يتحمل تكلفة التحول الطاقي؟على المسؤولية المناخية، حيث تواجه الدول الصناعية “ديون كربون” بسبب انبعاثاتها التاريخية، بينما تمتلك الدول النامية “أرصدة كربون”نظراً لمساهماتها المنخفضة.
في سياق ذلك ، شدد كارلوس لوبيز( غينيا بيساو )، الاستاذ الشرفي في مدرسة مانديلا للحكامة العمومية في جامعة كاب تاون( جنوب أفريقيا على ضرورة إيجاد آليات لنقل الموارد من الدول ذات الانبعاثات العالية إلى الدول الأكثر تضرراً.

و رغم التعهدات المتكررة، تساءل دومينيك شتراوس-كان ، السياسي الفرنسي والمدير العام السابق لصندوق النقد الدولي ،عما إذا كان التحول الطاقي سيحدث دون أزمة، بينما اقترح أندرياس كرامر، مؤسس معهد البيئة في ألمانيا ، إعادة توجيه دعم الوقود الأحفوري، الذي يبلغ حالياً 7 تريليونات دولار سنوياً، نحو الطاقة المتجددة.

نجاح الانتخابات في غانا كنموذج
وفي جلسة حول موضوع "الديمقراطية على الحافة: عام انتخابي في الأطلسي الأوسع" جرى تناول الديناميكيات الديمقراطية المتغيرة.

وأبرز محمد بيافوجي، الوزير الاول الغيني التسابق ،نجاح الانتخابات في غانا كنموذج للاستقرار، بينما ناقشت كاسي فريمان تسييس، الرئيسة التنفيذية لمجموعة الشتات الأفريقي ، العرق والهوية. أما باولو بورتاس وزير خارجية البرتغال الأسبق فتناول صعود الديمقراطية الرقمية وتأثيرها على المشهد السياسي، مستشهداً بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) كمثال.

و حددت نجاة فالو بلقاسم، وزيرة التربية الفرنسية السابقة التهديدات التي تواجه الديمقراطية مثل التنافس، وانعدام التنوع، والتدخل الخارجي، مؤكدة على أهمية معالجة قضايا الهوية والمجتمع لمواجهة التطرف.
وفي جلسة حول "البنية التحتية الذكية: الاستثمار في مستقبل إفريقيا المتصل"شدد خورخي أرباتشي، السكرتير الدولي بوزارة التخطيط ، والأستاذ بجامعة برازيليا ، على دور التكنولوجيا في تعزيز المبادرات الخضراء في إفريقيا، خاصة في مجالات الطاقة، والمعادن، وإنتاج الغذاء. وأوضح أن على إفريقيا استغلال التقنيات الذكية لتحقيق إزالة الكربون.


أنا بالاسيو وزيرة خارجية إسبانيا السابقة والسفير عمر هلال ، مندوب المغرب الدائم لدى الامم المتحدة في إحدى الجلسات

من جهته ، ناقش الاثيوبي أركابي أوكباي ميتكو،الاستاذ في كلية الدراسات الشرقية في لندن ، صعود التقنيات الرقمية والخضراء، مشيراً إلى موانئ المغرب والطاقة المتجددة في إثيوبيا كنماذج ناجحة.مشددا على الحاجة إلى تمويل مبتكر يشمل الاستثمار الأجنبي المباشر والشراكات متعددة الأطراف لسد فجوة البنية التحتية في إفريقيا.

أمانيكولاس ماسوت، عضو الكونجرس الوطني في الأرجنتين ، فقد اقترح التعاون بين أميركا الجنوبية وإفريقيا لتعزيز التنمية الزراعية وتقليل واردات الغذاء.

تعزيز الابتكار عبر التعاون العلمي والتكنولوجي
وفي جلسة حول "ما بعد التفكك: بناء مجتمعات أطلسية قائمة على المصالح المشتركة" أكد سيرجيو ألكوسير، رئيس المجلس المكسيكي للعلاقات الخارجية ، على دور مراكز التفكير في تعزيز الابتكار عبر التعاون العلمي والتكنولوجي. ودعا إلى التعلم الإقليمي بين أميركا اللاتينية وإفريقيا لتعزيز التنمية المستدامة.

من جهتها، تناولت ستيفاني ميلي، المستشارة العليا في شراكة التعاون الأطلسي بوزارة الخارجية الاميركية ، مشكلة التفكك في مجتمع الأطلسي، مشددة على ضرورة التعاون عبر القطاعات المختلفة وأهمية الشباب كمحرك رئيسي للتعاون عبر الأطلسي.

وشددت مامفيلا رامفيلي ، عضو" حراس الكوكب"في جنوب إفريقيا،على ضرورة الاعتراف بالتراث المشترك ومعالجة الأنظمة الاستغلالية لبناء مجتمعات شاملة،مشيرة إلى أن الشباب هم المفتاح لذلك من خلال التعليم والقيادة.

مواضيع محورية في اليوم الأخير
شهد اليوم الأخير من " الحوارات الأطلسية " مناقشات ثرية حول مواضيع محورية مثل تمويل التنمية، والأمن الإقليمي، والتعاون بين مراكز التفكير في الشمال والجنوب.

واختتم القادة الناشئون الفعالية بتأملات ملهمة، مما ترك المشاركين مشحونين بأفكارهم الجريئة وروحهم المرنة.


كريم العيناوي رئيس مركز السياسات للجنوب الجديد متحدثا في ختام المنتدى

وخلال الجلسة العامة حول "تمويل التنمية: الأفكار الجريئة مقابل تحديات التنفيذ"جرت مناقشة الفجوة المتزايدة بين الاحتياجات المالية والالتزامات العالمية، خصوصاً فيما يتعلق بتغير المناخ.وأشار المتحدثون إلى أن الأهداف الطموحة تفتقر غالباً إلى مسارات عملية للتنفيذ.

وأشار مسعود أحمد ، الرئيس الفخري لمركز التنمية العالمية في المملكة المتحدة ، الى غياب الأولويات المشتركة بين الدول قائلاً: “المشكلة الكبرى أننا لا نمتلك شعوراً مشتركاً بالأولوية والإلحاح. نحن ندّعي الاتفاق، لكننا نفشل في التنفيذ". واقترح أن تتبع القمم، مثل COP، الالتزامات السابقة بدلاً من طرح أرقام جديدة طموحة من دون مساءلة.

من جهته ، عرض نزار بركة وزير التجهيز والماء المغربي استراتيجيات المغرب لإدارة الموارد المستدامة، مثل محطات تحلية المياه التي تعمل بالطاقة المتجددة، والتي تعالج الصلة بين تغير المناخ والأمن الغذائي.
ويمثل النهج المغربي نموذجاً لكيفية جذب التمويل بفضل الاستقرار والحكامة الجيدة وضمان التسليم في الوقت المناسب للمشاريع.

من جهته، دعا جواكيم ليفي، مدير الاستراتيجية الاقتصادية وعلاقات التسويق في بنك صفرا بالبرازيل ، إلى وضوح أولويات تمويل المناخ، مشدداً على إمكانية استثمار القطاع الخاص في الطاقة المتجددة دون الاعتماد فقط على مؤسسات مثل البنك الدولي.

وحذر ماتاتا بونيو مابون ، رئيس مجلس إدارة "تحدي الكونغو"، من أن التركيز المفرط على تمويل المناخ قد يُهمل قطاعات حيوية مثل التعليم والبنية التحتية في المناطق النامية.

وتعمقت الجلسة التي تناولت موضوع "نموذج الأمن الإقليمي: من البحر الأحمر إلى الأطلسي" في تعقيدات الأمن العالمي، متوازنةً بين التفكك والعولمة، والدور المتطور للقيادة والعدالة في تعزيز الاستقرار.

و أشار باسكال بونيفاس،مدير المعهد الفرنسي للشؤون الدولية والاستراتيجية ، الى التناقض بين تصاعد النزعة القومية والحاجة إلى التعاون متعدد الأطراف.داعيا إلى التوازن بين المصالح الذاتية والقيم المتعاطفة، وحذر من سباق التسلح المتنامي، مشدداً على أهمية أطر التعاون متعددة الأطراف لكبح هذا الاتجاه.

بدوره ،شدد بيرام ديوب،وزير الدفاع السنغالي ، على أن الدول هي المعنية الأولى بأمنها قائلاً: “الدول هي اللاعب الأساسي في أمنها الخاص".

وأبرز أهمية الديمقراطية وتحسين الظروف المعيشية في تقليل أزمات الهجرة والتطرف. وناقش دانييل فاجديتش ، رئيس شركة يورك تاون سيولوشنز ، الانقسامات الداخلية في حلف الناتو، متسائلاً عن قدرته على التعامل مع التهديدات الحديثة، وأبرز أهمية الأمن البحري كمجال حاسم للتعاون الأطلسي.

وفي جلسة حول موضوع "التعاون بين مراكز التفكير في الشمال والجنوب في عالم متشظٍ"جرت الإشارة إلى أن مراكز التفكير تلعب دوراً حيوياً في سد فجوات المعرفة وتعزيز الحوار بين المناطق.

وتناولت هذه الجلسة العامة مهمتها المتطورة في عالم مستقطب.ووصف كريم العيناوي رئيس مركز السياسات للجنوب الجديد ، مراكز التفكير بأنها سلع عامة تجمع بين الصرامة الأكاديمية والملاءمة السياسية، مشيراً إلى قدرتها على أن تكون اختصارات لإنتاج المعرفة ونشرها.

ودعا ريناتو فلوريس ،مدير وحدة الاستخبارات الدولية بمؤسسة جيتوليو فارجاس( البرازيل) ، إلى المزيد من الشفافية والشمولية، مشجعاً الحوار المفتوح مع وجهات النظر المعارضة لتعزيز تحليلات متوازنة.

بينما شدد باولو ماغري، نائب الرئيس التنفيذي للمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية على أهمية التعاون بين المناطق وتعدد التخصصات في معالجة القضايا العالمية المعقدة.

وسلطت الجلسة الختامية التي كانت بعنوان "القادة الناشئون:أصوات من أجل مستقبل مرن"الضوء على تأملات قوية من القادة الناشئين حول مواجهة التحديات وبناء مجتمعات شاملة.

وشددت دانييل ألاكيا ، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمجموعة SOLI، على أهمية الحوار بين الأجيال قائلة: “نحن محرك؛ لدينا القوة والقدرة. كل ما نحتاجه هو أن تقفوا خلفنا.” .بدورها،شجعت المغربية أسماء باشخ ، مستشارة استثمارفي بنك الاستثمار في البنية التحتية الآسيوي،على تعزيز التبادلات بين دول الجنوب وتحقيق نتائج ملموسة، مثل زيادة جاذبية المؤسسات التعليمية في الجنوب العالمي.

وسلطت سيفوكازي سيباهل سينالوماجادلا، ، المستشارة في هيئة التمويل الدولي في جنوب أفريقيا ، الضوء على أهمية القوة الناعمة في الاقتصادات الإبداعية، داعية إلى منظور أكثر تعاوناً بين الثقافات.
تجدر الإشارة إلى أن "الحوارات الأطلسية" توجت بتأملات عميقة،تشجع على التساؤل المتعمد حول المعتقدات والافتراضات لدفع حدود التفكير.

اذ ركزت المناقشات على الأدوات والرؤية اللازمة لتشكيل جنوب جديد، جنوب يُبسط التعقيدات، ويعزز التعاون، ويظل متجذراً في تاريخه بينما يطور حلولاً مبتكرة. تتطلب معالجة عدم المساواة المناخية تمويلاً مبتكراً، بما في ذلك الشراكات بين القطاعين العام والخاص واتباع نهج إبداعية للتنمية المستدامة.

في ختام هذا الحدث المرموق الذي حضرته شخصيات بارزة من مختلف التخصصات، سواء القانونية والاقتصادية والسياسية والفلسفية.

العيناوي :التفكير مجهد ومكلّف
وقال كريم العيناوي رئيس مركز السياسات من اجل الجنوب الجديد إن “التفكير مجهد ومكلّف، ويجب توفير إمكانيات لذلك، وهذا ما نحاول فعله”.

وأضاف العيناوي قائلا ” عندما بدأنا هذه الحوارات لم تكن بهذا المستوى، لكن كان هناك قبول للمغامرة ”، مشيرا إلى أن هذه الحوارات أصبحت تكتسي طابعا فلسفيا مثيرا للاهتمام.

وحول النجاح المستمر الذي تجنيه" الحوارات الأطلسية" كل عام، وخصوصا هذه السنة التي تطرقت بشكل مستفيض عن المبادرة الملكية لولوج المحيط الأطلسي،قال العيناوي “وصلنا في مركز السياسات إلى مرحلة نرى فيها العمل برؤى مختلفة”.

وأشار العيناوي إلى أن كل من حضر المؤتمر كان متحمسا للغاية لفهم الدور الخاص الذي يلعبه المغرب، وخلال ثلاثة أيام، حضر مشاركون من أربع قارات مهتمون بهذا الموضوع المتعلق بالمحيط الأطلسي، الذي أصبح منصة لتقديم المقترحات.

من جهة أخرى، قال العيناوي إن “الحوارات الأطلسية التي يشرف عليها مركز السياسات، وبفضل الشبكة الواسعة التي شاركت فيه، نجح في تعزيز هذه الدينامية”.

واضاف “نحن نعمل على قضايا الأطلسي على مدار العام، وليس فقط خلال فعاليات الحوارات الأطلسية. ولدينا مبادرة أخرى تُسمى “الأطلسي ساتلايت” التي ستُنظم في بروكسل وتركز بشكل أساسي على الشأن الأوروبي، إضافة إلى مشاركة أميركية وإيطالية في مواضيع ذات أهمية”.

وزاد قائلا “نحن نتحدث هنا عن دول الأطلسي، ولكننا نُشرك أيضا القطاع الخاص لدعم مشاريع كبرى، خاصة في مجالات الزراعة والطاقة، وهذه الأفكار لاقت استحسان الجميع، وكما حاولت أن أوضح خلال المؤتمر، وشرحها زملائي أيضا. نحن نسعى لخلق مساحات ومنصات تهدف إلى نقل المعرفة إلى مختلف الفئات، مثل الصحفيين والطلاب الذين يُظهرون اهتماما كبيرا بهذا المجال”.

وأشار العيناوي أيضا إلى أن “موضوع الطاقة والمناخ أخذ حيزا مهما في النقاشات، مع تزايد الطلب على حلول فعّالة، فهناك رغبة واضحة في اتخاذ إجراءات وإيصال الأصوات، ولهذا السبب أطلقنا برنامج “القادة الشباب” لدعم هذه الدينامية”، وأشار العيناوي إلى أن “بعض توصيات النقاش ذات طابع عملي”، مبرزًا أنه تم “إنشاء بنك أخضر مخصص لتمويل المناخ في منطقة الأطلسي”.

كما أشار العيناوي إلى أن مركز السياسات يعمل حاليا على مبادرات متعددة، مثل المجموعة الاستراتيجية الأطلسية، إلى جانب مقترحات ملموسة تشمل إنشاء آلية مالية تجمع بين بنوك التنمية والقطاع الخاص لدعم المشاريع الكبرى.

وخلص العيناوي إلى الدعوة للعمل الجماعي لمعالجة التفكك العالمي. وأعاد التأكيد على أهمية إعادة بناء المؤسسات الوطنية وفوق الوطنية لتعزيز الأصوات الأطلسية وتشجيع التعاون.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف