التيار المتشدد يحاربه نفسياً ويراه أخطر على البلاد من قنبلة ذرية
هل تقدم الرئيس الإيراني باستقالته إلى خامنئي؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من لندن: تُشير وسائل الإعلام ويرى المحللون في إيران أن الشائعات الأخيرة، التي أطلقها على ما يبدو التيار المتشدد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حول استقالة الرئيس مسعود بزشكيان، تُعد جزءًا من عملية نفسية تهدف إلى إضعاف حكومته، حيث وصفه أحدهم بأنه "أخطر على البلاد من قنبلة ذرية"، داعيًا إلى عزله.
وقد أكد مسؤول حكومي أن هذه الشائعات، التي بدأت يوم الجمعة الماضي، تُظهر جدية الادعاءات، حيث تصدرت عناوين المواقع الإخبارية السبت.
وقال رئيس المجلس الإعلامي الحكومي، علي أحمدنيا، في منشور على منصة "إكس"، إن "مجموعة معينة" استغلت صمت حكومة بزشكيان المتعمد، على حد تعبيره، تجاه الأزمات، التي تعود جذورها إلى سوء إدارة الحكومة السابقة للاقتصاد، للهجوم على الرئيس.
وكتب أحمدنيا: "الحكومة لا تُعير أي اهتمام لأكاذيب شنيعة، مثل شائعات استقالة الرئيس بزشكيان، التي تهدف إلى كسب المتابعين، ولن تنشغل بهذه القضايا الهامشية".
التقدم بالاستقالة.. شائعة أم حقيقة
وعلى مدار اليومين الماضيين، زعم مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصًا على منصات محلية، مثل "إيتا"، والتي تحظى بشعبية كبيرة بين التيار المتشدد، أن بزشكيان قدّم استقالته إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي.
وكان بزشكيان قد تعهد، في مقطع فيديو، أثناء الدعاية للانتخابات الرئاسية، خلال يوليو (تموز) الماضي، بالاستقالة، إذا لم يتمكن من الوفاء بوعوده للشعب، كما دعا بعض السياسيين والنشطاء الإصلاحيين في الأسابيع الماضية بزشكيان إلى التنحي، إذا أُقرّ القانون الجديد المثير للجدل حول الحجاب، الذي يُصرّ المتشددون على تطبيقه، ولم تُرفع قيود الإنترنت.
وأعلن بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من التيار المتشدد أن سعيد جليلي، رئيس ما يُعرف بـ "الحكومة الموازية" والمفاوض النووي السابق، سيخلف بزشكيان في حال قُبلت استقالته.
ابحث عن التيار المتشدد
وأشارت وكالة "إنصاف نيوز" الإصلاحية، إلى دور التيار المتشدد في نشر هذه الشائعات، ونسبتها إلى خوف "المتطرفين في التيار الثوري المزعوم" من استبعادهم من الساحة السياسية للبلاد "في المستقبل القريب"، وفقاً لما نقله موقع "إيران انترناشيونال".
وقال عالم الاجتماع والباحث في وسائل التواصل الاجتماعي، محمد رحبري، لصحيفة "هم میهن" الإصلاحية: "أعتقد أن تصميم وتنفيذ مثل هذه المشاريع أو نشر هذه الشائعات يهدف بالدرجة الأولى إلى تقديم صورة غير مستقرة للحكومة أمام المجتمع.. إنهم يحاولون تصوير حكومة بزشكيان كأنها عابرة لن تستمر طويلاً".
وفي الأسابيع الأخيرة، كثف التيار المتشدد المتمثل بحزب "بايداري" وحلفائه في البرلمان، لا سيما جبهة "صبح إيران" (ماساف)، وأنصارهم على وسائل التواصل الاجتماعي، هجماتهم على بزشكيان.
وطالبوا باستقالته أو عزله، بسبب رفضه إقالة مساعده للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، وعدم إصداره قانون الحجاب الجديد، وإصراره على التفاوض مع الغرب لحل الأزمات الاقتصادية الناتجة عن العقوبات.
وغرد رجل الدين المتشدد، محمد علي جابري، يوم الخميس الماضي، قائلاً: "استمرار رئاسة بزشكيان أخطر على البلاد من قنبلة ذرية"، داعيًا البرلمان إلى عزله.
مسؤول عن عدم الرد على إسرائيل
ويتهم المتشددون بزشكيان بالمسؤولية عن عدم الرد العسكري على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتأخير ما يعرف بـعملية "الوعد الصادق 3" للانتقام من إسرائيل.
كما يُحملونه وحكومته مسؤولية الأزمات المتعددة، بما في ذلك انخفاض قيمة العملة الوطنية والانقطاعات المتكررة في الكهرباء، التي تقول حكومته إنها ناجمة عن فشل الإدارة السابقة في تخزين الوقود الكافي لتشغيل محطات الطاقة في الخريف والشتاء.