"رابطة عنق" أحمد الشرع أصبحت واقعاً و"الجولاني" يتوارى
"إيلاف" تقدم كشف حساب لرؤية العرب لـ"سوريا الشرع"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: منذ أن قال "أنا أحمد الشرع"، وطلب بصورة مباشرة أن تتم مناداته بهذا الاسم بدلاً من "أبو محمد الجولاني"، بدأت المواقف تتغير، والرؤية تتبدل، وفي ظل الزيارات المستمرة للوفود الرسمية للقوى العالمية الكبرى لدمشق والجلوس مع "الشرع"، وعلى رأسها وفود أميركا وبريطانيا وفرنسا، وكذلك الحضور التركي في "سوريا الجديدة"، بدأت الأنظار تتجه صوب الدول العربية لرصد موقفها الرسمي من "الجولاني" الذي أصبح "الشرع"؟
آخر المواقف العربية التي كانت مثار تساؤلات يتعلق برؤية الإمارات لسوريا الجديدة، وقد جاء الرد بواسطة الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات اليوم (الاثنين)، حيث أكد أن دولة الإمارات حافظت على موقف متزن وواقعي يستند إلى سيادة سوريا ووحدة أراضيها ودعم شعبها واحتضانه، والتصدي للإرهاب.
وقال قرقاش في تدوينة عبر منصة التواصل الاجتماعي "X": "منذ بدايات الثورة السورية عام 2011، حافظت الإمارات على موقف متزن وواقعي يستند إلى سيادة سوريا ووحدة أراضيها ودعم شعبها واحتضانه، والتصدي للإرهاب، من خلال عضوية التحالف الدولي، والموقف في الجامعة العربية، والدعم الإنساني للأشقاء السوريين.. ويبقى اليوم هذا النهج الذي يوجهنا عربياً ودولياً".
عبدالله بن زايد يتحدث مع الشيباني
وبحث الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية دولة الإمارات، خلال اتصال هاتفي الإثنين، مع أسعد حسن الشيباني، وزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية، آخر التطورات.
وحسب ما ذكرت وكالة أنباء الإمارات، فقد "ناقش الجانبان سبل تعزيز العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين والشعبين الشقيقين في المجالات ذات الاهتمام المشترك".
وشدد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال الاتصال مع الشيباني، على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة وسيادة سوريا.
كما أكد موقف دولة الإمارات الداعم لجميع الجهود والمساعي المبذولة للوصول إلى مرحلة انتقالية شاملة وجامعة تحقق تطلعات الشعب السوري في الأمن والتنمية والحياة الكريمة، حيث تؤمن دولة الإمارات بأهمية إعادة التفاؤل إلى الشعب السوري الشقيق من أجل مستقبل مزدهر.
وفد سعودي في دمشق
يذكر أن الموقف العربي من "سوريا الجديدة" التي تتشكل ملامحها في عصر ما بعد "الأسد" بدأت تتضح معالمه، فقد زار وفد سعودي دمشق، والتقى مع أحمد الشرع القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا.
الشرع يقدم دعوة لأمير قطر لزيارة سوريا
كما أن قطر موجودة منذ اليوم الأول لما بعد رحيل بشار الأسد من خلال تقاربها وتفاهمها مع تركيا في الملف السوري.
وقد وجه الشرع دعوة لأمير قطر لزيارة دمشق، وقال القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع :"وجهنا دعوة لأمير قطر لزيارة سوريا"، وأضاف :"الجانب القطري كان ثابتا على موقفه في كل المراحل إلى جانب الشعب السوري".
الصفدي في دمشق
وبدوره حرص وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي على زيارة سوريا اليوم (الاثنين) والتقى أحمد الشرع وأكد له وقوف الأردن مع سوريا، واستعدادها لمساعدتها في المرحلة المقبلة.
وقال الصفدي، في تصريحات صحفية أدلى بها في دمشق، عقب المباحثات إن إعادة بناء سوريا أمر مهم للأردن وللمنطقة ككل، وأكد استعداد الأردن لتقديم كافة أشكال الدعم لسوريا، ومساعدته في عملية إعادة الإعمار.
كما أعرب الصفدي عن أمله في أن تكون هناك حكومة تمثل جميع الأطياف في سوريا، مؤكداً أن الأردن سيقف دوماً بجانب الشعب السوري.
وأشار الصفدي خلال تصريحاته إلى أنه بحث مع الشرع سبل الدعم التي يمكن أن يقدمها الأردن للشعب السوري، بالإضافة إلى مناقشة الجانب الأمني ومكافحة الأرهاب.
ملك البحرين يبعث برسالة للشرع
بعث ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، الذي يرأس الدورة الحالية للقمة العربية برسالة إلى أحمد الشرع، أشاد فيها بتعاون رئاسة إدارة الشؤون السياسية مع السفراء العرب المقيمين في دمشق.
وحسب وكالة الأنباء البحرينية، فإن ملك البحرين أكد في رسالته على "أهمية الحفاظ على سيادة الجمهورية السورية واستقرارها وسلامة ووحدة اراضيها، وتحقيق تطلعات الشعب السوري".
كما أكد ملك البحرين، وفق نفس المصدر، "على استعداد مملكة البحرين لمواصلة التشاور والتنسيق مع الجمهورية السورية، ودعم المنظمات الإقليمية والدولية لتحقيق ما فيه صالح الشعب السوري الشقيق" معربًا عن تطلع مملكة البحرين لاستعادة الجمهورية العربية السورية دورها الأصيل ضمن جامعة الدول العربية.
جنبلاط وعد بزيارة دمشق و"فعلها"
وزار جنبلاط، الذي كان أول زعيم ومسؤول لبناني يبادر إلى التواصل مع الشرع، دمشق، على رأس وفد من الحزب وكتلة "اللقاء الديمقراطي"، يضم نجله تيمور، برفقة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، ووفد من المشايخ والإعلاميين.
وتحمل هذه الزيارة، التي هنأ خلالها جنبلاط، الشرع، بـانتصاره، بعداً وطنياً يرتكز على مستقبل العلاقة بين لبنان وسوريا، فهي تحمل كذلك بعداً درزياً يرتبط بما ستكون عليه علاقة السلطة الجديدة في سوريا مع الأقليات، تحديداً الطائفة الدرزية، في ظل الضغوط الإسرائيلية التي تمارس عليها، وهو ما كان الشرع واضحاً بشأنه في لقائه مع الزعيم الدرزي بالقول: &"سوريا لن تشهد بعد الآن استبعاداً لأي طائفة"، مضيفاً أن "عهداً جديداً بعيداً عن الحالة الطائفية بدأ".
وقال جنبلاط: "من جبل لبنان، من جبل كمال جنبلاط، نحيي هذا الشعب الذي تخلص من الاستبداد والقهر، التحية لكم ولكل من ساهم في هذا النصر، ونتمنى أن تعود العلاقات اللبنانية - السورية من خلال السفارات، وأن يحاسب كل الذين أجرموا بحق اللبنانيين، وأن تقام محاكم عادلة لكل من أجرم بحق الشعب السوري، وأن تبقى بعض المعتقلات متاحف للتاريخ".
مصر.. غموض وتوجس من "الإسلام السياسي"
تواجه السياسة المصرية تحدياً كبيراً في الوقت الراهن، يتمثل في الطريقة الأفضل للتعامل مع "سوريا الجديدة"، وحاكمها الفعلي في الوقت الراهن أحمد الشرع، والذي لايزال يراه الإعلام المصري "أبو محمد الجولاني أكثر منه أحمد الشرع".
ومن المعروف أن القاهرة لديها "حساسية وفقاً لتجربتها الخاصة" تجاه تيارات الإسلام السياسي بكافة أشكاله، وخاصة نظام الحكم الحالي يقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أتى للرئاسة بعد الإطاحة بحكم الإخوان في مصر.
ولكن على المستوى الرسمي تقف مصر "الرسمية" بحسب بيانات الخارجية المصرية مع مصالح الشعب السوري، وتحترم خياراته، ووحدة الأراضي السورية، كما كانت مصر من أوائل الدول التي حذرت من استغلال اسرائيل للفراغ السياسي والعسكري في سوريا، ودخول الأراضي السورية، والبقاء في هضبة الجولان وجبل الشيخ.
الإعلام المصري يرى "قندهار العرب"
في مصر يهاجم الإعلام شبه الرسمي، والمقرب من الحكومة المصرية وبشدة التجربة السورية حتى الآن، حيث يخشى أن تصبح سوريا قندهار الجديدة، وعلى سبيل المثال، فإن الإعلامي مصطفى بكري قالها صراحة إنه بعد استقبال "الجولاني" لمعارض مصري هارب محكوم عليه بالإعدام في مصر، قرر أن يمنح الإقامة لمن يسميهم بالمقاتلين الأجانب، وتوقع بكري أن سوريا ستصبح "قندهار العرب"، يجتمع فيها الإرهارب ورموزه.
إبراهيم عيسى يهدد الشرع
الكاتب والإعلامي المصري إبراهيم عيسى الذي يشتهر بالعداء العلني مع تيارات الإسلام السياسي، قال إن عائلة قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع (الأب والأم تحديداً) موجودة في مصر، مشيرا إلى ذلك يعطي دلالة كبيرة حول الخطر على مصر سواء في السلم الأهلي أو الأمن القومي.
وأضاف عيسى أن من الخطير وجود ما سماه "ظهر لجماعة الإرهاب بسوريا"، داخل مصر، موضحا أن الجولاني لم يحفظ عهد الأمن، ولم يكن وفياً لمصر التي آوت عائلته من خوف وآمنتهم، كثيرون اعتبروا أن إشارة عيسى إلى وجود عائلة الشرع في مصر ينطوي على تهديد مبطن، ورسالة صريحة أن مصر لن تسمح بتوريطها من جديد فيما يسمى بتيارات "الإسلام السياسي".
وكان ظهور المصري محمود فتحي، المحكوم عليه بالإعدام في مصر، في لقاء مع زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، وياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أروغان في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، قد أثار غضباً كبيراً في مصر.
ونقل الإعلام المصري رأياً للدكتورة عالية المهدي العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في مصر، والتي قالت :"الآن أميركا وغيرها من القوى الكبرى لا تعتبر احمد الشرع ارهابيا و لا منظمة هيئة تحرير الشام منظمة ارهابية ، فماذا سيكون موقف مصر؟ وماذا سيكون موقف الإعلام المصري بعد أن لعن الشرع علانية؟وتضيف أنه في حال غير الإعلام المصري موقفه من حكام سوريا الجدد، ستكون "فضيحة".
أما المحلل السياسي د.عمرو الشوبكي فإنه يعلق على المشهد بقوله: "وزيرة الخارجية الألمانية قالت أثناء اجتماعها بوزير الخارجية التركي يجب على تنظيم قسد الكردي أن يلقي سلاحه لأن هناك مرحلة جديدة ومن حق تركيا الحفاظ على أمنها من الهجمات الإرهابية، وأمريكا تقترب من الموقف الألماني، وعبر الشوبكي عن ألمه من هذا الغياب المصري عن سوريا، حيث يجب أن تكون مصر حاضرة للحفاظ على مصالحها على الأقل.
مصطفى الفقي ليس ضد الشرع
أما السياسي والدبلوماسي المصري د.مصطفى الفقي يرى أن مصر يجب أن تتحرك صوب الشرع مثلما فعل العالم، فهو يراه قيادة مختلفة عن النمط الإخواني أو نمط الإسلام السياسي بصورته القديمة، فهو وفقاً لتوصيف الفقي :"نموذج للحكم المحافظ المنفتح على العالم"، وقال الفقي إن نموذج الشرع "ليس سهلا" وليس مباشراً مثل وجوه تيار الإسلام السياسي، بل هو أعمق من ذلك، ويكتسب شرعية بجلوس الدول الكبرى معه.
ويبقى السؤال.. ماذا ستفعل مصر غداً في الملف السوري؟ هل ستبقى القاهرة على حساسيتها المفرطة مما تعتقد أنه عودة للإسلام السياسي؟ أم تتحرك للتقارب مع الوجوه الجديدة في سوريا دون خوف من عودة قوية للإخوان في مصر؟