أخبار

الطمأنينة تمتزج مع الشكوك في مرحلة غاية في الضبابية

مسيحيو سوريا.. خوف من "الجهادية" يخنق فرحة زوال "الديكتاتورية"

المسيحيون في سوريا خرجوا للشوارع للاحتجاج على حرق شجرة عيد الميلاد
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من بيروت: وكأن المتنبي كتب هذا البيت للمسيحيين في سوريا.."عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ"، حيث يعيش المسيحيون في سوريا أجواء عيد الميلاد وسط حالة من الترقب والخوف، بعد إقدام أشخاص على حرق شجرة عيد الميلاد، وبشكل عام هناك فرحة سورية تشمل الجميع برحيل "الديكتاتوىة"، ولكن يحق للمسيحي السوري الخوف من قدوم العقلية "الجهادية"

نعم تسود حالة من الوحدة، والتفاؤل بين أبناء الشعب السوري، مسيحيين ومسلمين، في إحداث تغيير حقيقي بعد انهيار نظام الأسد، وشهدت مدينة دمشق وعدد من المدن السورية خروج مظاهرات تضم مسلمين ومسيحيين بعد إحراق شجرة الكريسماس في مدينة السقيلبية بريف حماة الغربي.

وأبدى الأب أندرو باهي لوكالة الأنباء الألمانية تخوفه من الأوضاع التي تعيشها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، قائلا: "من حقنا أن نتخوف.. لقد تعرضت أحياء مناطق شرق دمشق خلال السنوات الماضية لسقوط مئات القذائف وصمدنا في بيوتنا، لكن الآن لا تزال الأجواء غامضة هناك تضارب وتناقض بين الأقوال والأفعال".

تصريحات جيدة وأفعال مرعبة
وأضاف باهي، وهو رجل دين في كنيسة بحي القصاع في دمشق، أن "التصريحات التي صدرت من القيادة الجديدة في دمشق مطمئنة، وأكدت احترام جميع الطوائف والأديان، لكن بعض التصرفات والشعارات هي مصدر قلق لنا والأيام القادمة هي المعيار".

بدوره، قال طوني مطانيوس، من حي باب توما بشرق دمشق ويعمل في محل لبيع المواد الغذائية: "لم يصدر من عناصر الفصائل، الذين يتجولون في أحياء دمشق، أي تصرف يسيء لنا، ولم يقوموا بعمل ضار علينا، لكن الجميع حذر ويترقب".

مخاوف من وضع الزينة
وأضاف: "لم نقم بالزينة التي تزين المحال التجارية والمنازل التي اعتدنا عليها ولم يمنعنا أحد، لكن الكلام الذي نسمعه وينشر على بعض مواقع التواصل مخيف لنا".

وأكد أن "سوريا بلدنا ونحن أبناء هذا البلد.. لقد تحملنا ما حصل خلال 13 عاما.. على العكس نحن متفائلون بالتغيير ونراقب تصريحات القيادة الجديدة ونأمل أن تكون أفعال لا أقوال".

مسيرات ضد حرق شجرة عيد الميلاد
وشهدت العاصمة دمشق ليلة أمس خروج مسيرات في عدد من الأحياء ضد حرق شجرة عيد الميلاد في مدينة سقيلبية، وقال سامر إلياس: "عندما وصلنا خبر إحراق الشجرة في مدينة السقيلبية، نزل الأهالي، مسيحيون ومسلمون، إلى الشوارع احتجاجا على هذا العمل ".

وأضاف: "نعيش عائلة واحدة... يباركون لنا أعيادنا ونبارك لهم أعيادهم، لا فرق بين مسلم ومسيحي، وهتف الجميع مطالبين بحماية المسيحيين في سوريا".

وأقدم أشخاص ملثمون ليلة أمس على حرق شجرة الميلاد في الساحة الرئيسية وسط مدينة السقيلبية.

وقال مصدر في الأمن العام في محافظة حماة: "ما وصلنا من التحقيقات الأولية أن شخصين قاما بعملية الحرق وتم إلقاء القبض على أحدهما والإدارة تعهدت بإعادة بناء الشجرة".

وأضاف: "لا تزال التحقيقات في بدايتها، ولن نقبل الإساءة لأي شخص.. المسيحيون جزء من الشعب السوري ولن نقبل الإساءة لأي من مكونات الشعب السوري".

ويظل السؤال.. ماذا سيحدث غداً؟
هل يستطيع المجتمع المسيحي المتضائل في سوريا أن ينجو تحت حكم الجهاديين؟ انضم المسيحيون السوريون، الذين كانوا موالين لنظام الأسد، إلى الاحتفالية الوطنية بعد الإطاحة ببشار الأسد، ولكن هل يمكنهم أن يثقوا في تعهدات الحكام الإسلاميين الجدد؟

أثار الاستيلاء السريع على السلطة من قبل جماعة الجهادية السنية هيئة تحرير الشام (HTS) في سوريا مخاوف بشأن مصير الأقلية المسيحية في البلاد.

بلغ عدد المسيحيين 1.5 مليون قبل اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، وكانوا يشكلون حوالي 10% من سكان سوريا، وفي غضون عقد من الزمان، تضاءل عددهم بشكل كبير، وفي عام 2022، لم يتبق سوى 300 ألف، أو حوالي 2٪ من سكان سوريا الحاليين، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة كنسية غير حكومية مقرها الولايات المتحدة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف