أخبار

على خلفية أزمة سياسية غير مسبوقة

استقالة جاستن ترودو من رئاسة حكومة كندا

ترودو يعلن استقالته من امام منزله في اوتاوا
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من لندن: أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الذي يواجه معارضة متزايدة داخل حزبه منذ أسابيع، استقالته اعتبارا من الاثنين، على خلفية أزمة سياسية غير مسبوقة منذ توليه السلطة قبل تسع سنوات.

وجاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي، حيث قال ترودو البالغ من العمر 53 عامًا أنه على الرغم من أنه "مقاتل"، فإن البرلمان الذي يخدمه "مشلول" تحت قيادته.

وقال: "خلال العطلات. أتيحت لي أيضًا فرصة للتفكير وأجريت محادثات طويلة مع عائلتي حول مستقبلنا". واضاف: "أعتزم الاستقالة من منصب زعيم الحزب كرئيس للوزراء، بعد أن يختار الحزب زعيمه التالي من خلال عملية تنافسية وطنية قوية".

وقالت تقارير التي تفيد بأنه تحدث مع الحاكمة العامة لكندا ماري سيمون هذا الصباح وطلب منها تأجيل البرلمان.

وفي حديثه، قال ترودو: "لقد قاتلت من أجل كندا كل يوم"، وأضاف: "كل صباح استيقظ كرئيس للوزراء، وألهمتني مرونة وكرم وتصميم الكنديين"، وقال: "إنها القوة الدافعة لكل يوم واحد أتمتع فيه بامتياز الخدمة في هذا المنصب".

زعيم جديد

واستقالة ترودو، ستمنح هذه الخطوة الحزب الوقت للعثور على زعيم جديد وتجنب تصويت عدم الثقة في البرلمان.

وإعلان ترودو هذا يأتي قبل أشهر من الانتخابات التشريعية المقررة في موعد أقصاه تشرين الأول/أكتوبر.

وسيؤدي رحيل ترودو إلى شغور منصب رئيس الحزب ولم يتضح بعد ما إذا كان سيشغل هذا المنصب بشكل مؤقت ريثما يتمكن الحزب الليبرالي من اختيار قيادة جديدة.

وفي ظل هذا الوضع، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان أعلن نيته الترشح، بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

وتراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من عدة محاولات لحجب الثقة عنها ودعا معارضوه إلى استقالته.

واثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف كانون الأول/ديسمبر البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

وهدد ترامب الذي يتولى منصبه رسميا في 20 كانون الثاني/يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 % على السلع الكندية والمكسيكية مبررا ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل، والهجرة.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ تسع سنوات، تراجعا في شعبيته فهو يعتبر مسؤولا عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

استهتار وسخرية

وترودو الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزا مفاجئا ليصبح رئيسا للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الاسبق بيار اليوت ترودو (1968-1979 و1980-1984) عدة مسارات قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الادب الانكليزي والتربية عمل دليلا في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدربا للتزلج على الثلج بالالواح ونادلا في مطعم قبل ان يسافر حول العالم.

واخيرا دخل معترك السياسة في 2007 وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الافقر والاكثر تنوعا اثنيا في كندا وانتخب نائبا عنها في 2008 ثم اعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي نيسان/ابريل 2013، اصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله الى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم وأطلق تحقيقا عاما في نساء السكان الأصليين اللواتي فقدن أو قتلن ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف