سياسي بريطاني: مبروك يا أميركا.. انتخبتم عميلاً لروسيا!

إيلاف من لندن: قارن السير كير ستارمر بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وبين ونستون تشرشل ودافع عنه من ادعاءات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال إن زيلينسكي "ديكتاتور بلا انتخابات".

وجاءت تصريحات ترامب الصادمة للجميع، بعد أن اتهم زيلينسكي الرئيس ترامب بالوقوع في فخ الأخبار الروسية المضللة الكاذبة، حيث أشار ترامب إلى أن أوكرانيا هي المسؤولة عن دفع موسكو لغزوها غير القانوني للبلاد قبل ثلاث سنوات.

منذ تعليقات الرئيس الأميركي، خرج كثيرون للدفاع عن زيلينسكي، بما في ذلك ستارمر، الذي تحدث مع الزعيم الأوكراني مساء الأربعاء، وأكد دعمه له باعتباره "الزعيم المنتخب ديمقراطيا" للبلاد، وفقا لداونينغ ستريت .

ستارمر أبلغ زيلينسكي أيضًا أنه "من المعقول تمامًا تعليق الانتخابات أثناء الحرب، كما فعلت المملكة المتحدة أثناء الحرب العالمية الثانية ".

وقال :"عمل الجميع معًا ضرورة، وأنا أعلن دعمي للجهود التي تقودها الولايات المتحدة لتحقيق سلام دائم يردع روسيا عن أي عدوان مستقبلي".

لا إدانة مباشرة لترامب
ولم يدن بيان داونينج ستريت صراحة تعليقات ترامب، وذلك قبل زيارة ستارمر إلى البيت الأبيض الأسبوع المقبل، حيث من المقرر أن يتحدث مع ترامب حول محاولاته لإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي مقال كتبه على منصته "تروث سوشيال"، شارك ترامب في خطاب غير عادي ومطول، أدان فيه زيلينسكي والمليارات من المساعدات التي قدمتها إدارة بايدن لأوكرانيا خلال الحرب الدموية التي شنتها روسيا على البلاد.

ترامب: زيلينسكي ممثل كوميدي
وكتب ترامب: "فكروا في الأمر، لقد أقنع الممثل الكوميدي الناجح إلى حد ما، فولوديمير زيلينسكي، الولايات المتحدة بإنفاق 350 مليار دولار، للدخول في حرب لا يمكن الفوز بها، والتي لم يكن من المفترض أن تبدأ أبدًا، وهي حرب لن يتمكن زيلينسكي، بدون الولايات المتحدة وترامب، من تسويتها أبدًا".

"أنا أحب أوكرانيا، لكن زيلينسكي قام بعمل فظيع، بلده محطم، ومات الملايين دون داعٍ - وهكذا يستمر الأمر..."

واشتكى من أن الولايات المتحدة تقدم لكييف أموالاً أكثر مما تقدمه الدول الأوروبية، على الرغم من قربها من الحرب.

وفيما بدا وكأنه تهديد مبطن، تابع ترامب قائلا: "من الأفضل لزيلينسكي أن يتحرك بسرعة وإلا فلن يتبقى له بلد".

لا أحد يمكنه إيقاف الحرب.. فقط أنا
وقال ترامب، الذي تخلى عن السياسة الأميركية لعزل موسكو، إن إدارته "تتفاوض بنجاح على إنهاء الحرب مع روسيا، وهو أمر يعترف الجميع بأنه لا يستطيع فعله سوى ترامب وإدارة ترامب".

وزعم أن "بايدن لم يحاول أبدًا، وأوروبا فشلت في تحقيق السلام، وزيلينسكي ربما يريد إبقاء "قطار المكافآت" مستمرًا".

وأضاف ترامب، في تأكيد على مزاعم سابقة لا أساس لها من الصحة بأن زيلينسكي يحظى بدعم أربعة في المائة فقط من الأوكرانيين، أن الرئيس "يرفض إجراء انتخابات" و"شعبيته في استطلاعات الرأي الأوكرانية منخفضة للغاية".

من المؤكد أن موسكو رحبت بتشكيك ترامب في شرعية زيلينسكي، بما في ذلك اقتراحاته أمس بأن الأمر "مضى وقت طويل" منذ أن أجرت أوكرانيا انتخابات لكي يتمكن من الحصول على مقعد على طاولة المفاوضات.

لماذا لم يتحدث عن انتخابات روسيا المزورة؟
في حين أصر ترامب على أن هذه النقطة "ليست مطلبا من روسيا"، فإن هذا الادعاء جاء مباشرة من كتاب موسكو، ولم يذكر أن الانتخابات الروسية الأخيرة في عام 2024 كانت مزورة، حيث قُتل أو سُجن أو نُفي أعداء بوتن. وفي أعقاب هذه التصريحات، انتقد كثيرون ترامب بشدة بسبب تصريحاته.

زيلينسكي ليس ديكتاتوراً
قالت زعيمة حزب المحافظين كيمي بادينوخ إن زيلينسكي "ليس ديكتاتورا. إنه الزعيم المنتخب ديمقراطيا لأوكرانيا والذي وقف بشجاعة في وجه الغزو غير القانوني لبوتن".

لكنها أضافت أن ترامب "محق في أن أوروبا بحاجة إلى تحمل مسؤولياتها - وهذا يشمل المملكة المتحدة".

وأضافت: "نحن بحاجة إلى أن نكون جادين. سوف يحظى رئيس الوزراء بدعمي لزيادة الإنفاق الدفاعي - هناك خطة ممولة بالكامل للوصول إلى 2.5% على مكتبه.

"يجب أن يكون هذا الحد الأدنى. يجب على ستارمر أن يواصل العمل، وأن يستقل طائرة إلى واشنطن ويظهر بعض القيادة. لا يمكننا أن نتحمل ارتكاب خطأ في هذا الأمر".

"أحسنت يا أميركا، انتخبتم عميلاً روسيًا رئيسًا"
بدوره وزير العدل البريطاني السابق ديفيد جوك مقارنة بين الرئيس الأمريكي والذكاء الاصطناعي. وقال: "إذا طلبت من الذكاء الاصطناعي أن يكتب قطعة من الدعاية الروسية على غرار دونالد ترامب ، فهذا ما ستحصل عليه".

"أحسنت يا أميركا، لقد انتخبت عميلاً روسيًا رئيسًا لك."

من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني الأسبق جيمس كليفرلي: "يتعين على المملكة المتحدة والولايات المتحدة إرسال رسالة مفادها أننا لا نسمح للطغاة بالفوز".

حتى اليمينيون الأمريكيون بدأوا يهاجمون ترامب .

ففي الليلة الماضية، قبل أن يدلي الرئيس بتصريحاته الغريبة، قال رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ روجر ويكر لشبكة سي إن إن CNN عندما سُئل عما إذا كان يمكن الوثوق في بوتن أثناء المفاوضات: "لا. بوتن مجرم حرب يجب أن يقضي بقية حياته في السجن، إن لم يكن إعدامه".

وأضاف أن الروس سيحاولون القيام "بأي شيء لصالحهم".

وردا على ادعاءات ترامب، أشار زيلينسكي إلى استطلاع للرأي أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع، والذي يظهر أن 57 % من الأوكرانيين يثقون به.

وأضاف أن أي محاولة لاستبداله خلال الحرب ستفشل.

فاز زيلينسكي بأكثر من 73 % من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأوكرانية عام 2019، والتي تعتبر على نطاق واسع ديمقراطية وعادلة.

ورغم أن ولايته كان من المقرر أن تنتهي في أيار (مايو) الماضي، لم يتم إجراء التصويت لأن أوكرانيا تخضع للأحكام العرفية منذ أن شنت روسيا غزوها الدموي في عام 2022.

سندافع عن حقنا في الوجود
وبعد وقت قصير من نشر ترامب للمنشور التحريضي، كتب وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيا على موقع X: "صمدت أوكرانيا في وجه أفظع هجوم عسكري في تاريخ أوروبا الحديث وثلاث سنوات من الحرب الشاملة، ورفض الشعب الأوكراني ورئيسه [زيلينسكي] الاستسلام لضغوط بوتن، لا أحد يستطيع إجبار أوكرانيا على الاستسلام. سندافع عن حقنا في الوجود".

وقال زيلينسكي في وقت سابق الأربعاء، إنه في حين أنه "يحترم كثيرا" ترامب والشعب الأميركي، فإن ترامب "يعيش للأسف في فضاء التضليل هذا"، الذي خلقته موسكو.

وأشاد فلاديمير بوتن في وقت سابق بترامب لـ"تغيير موقفه" عندما "بدأ يتلقى معلومات موضوعية"، على ما يبدو من أبواق الكرملين في المحادثات يوم الثلاثاء وخلال المكالمة الهاتفية الأسبوع الماضي بين الزعيمين.

ورحب الرئيس الروسي بالمحادثات التي جرت الثلاثاء بين مسؤولين روس وأميركيين في السعودية ، ووصفها بأنها "خطوة أولى" نحو استعادة العلاقات مع واشنطن.

وقال بوتن في مصنع للطائرات بدون طيار في سان بطرسبرج "لقد اطلعت على المحادثات. وأنا أقدرها بشكل كبير، وهناك نتيجة"، مضيفا: "في رأيي، اتخذنا الخطوة الأولى لاستعادة العمل في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك".

بناء الثقة بين روسيا وأميركا
وقال لافروف إن التوصل إلى حل للصراع يمثل أولوية بالنسبة لروسيا، لكنه أضاف أن بلاده يجب أن تبني الثقة مع الولايات المتحدة من أجل تحقيق ذلك.

وقال بوتن في الاجتماع المتلفز: "من المستحيل حل العديد من القضايا، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية، دون زيادة مستوى الثقة بين روسيا والولايات المتحدة".

في حين اقترح ترامب في وقت سابق عقد اجتماع وجهاً لوجه بينه وبين بوتن قبل نهاية الشهر، قال الرئيس الروسي إنه غير مستعد للحديث عن موعد عقد المحادثات.

وفي حديثه للصحفيين في كييف في وقت سابق الأربعاء، انتقد الرئيس زيلينسكي تحسن العلاقات بين واشنطن وموسكو ورفض عددا من الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة والتي أدلى بها ترامب في مؤتمر صحفي الليلة الماضية.

وقال زيلينسكي إنه "يرغب في أن يكون فريق ترامب أكثر صدقًا" ردًا على ادعاءات ترامب المذهلة - بما في ذلك الإشارة إلى أن كييف هي المسؤولة عن الحرب التي تدخل عامها الرابع الأسبوع المقبل.

قصة الـ 500 مليار دولار
رفض الرئيس الأوكراني ادعاءات ترامب بأن الولايات المتحدة منحت أوكرانيا 500 مليار دولار، ووصف الاقتراح بأن تسدد كييف هذا المبلغ من خلال صفقة استكشاف المعادن بأنه "ليس محادثة جادة".

وقال "انظروا، نحن جميعا نريد النصر، ونريد أن يفوز ترامب، ونريد أن تفوز أوكرانيا، ونريد أن ننجح جميعا. لكن لا يوجد شيء واضح هنا... أنا أحمي أوكرانيا. لا يمكنني بيعها".

أميركا تساعد بوتين على الخروج من العزلة
وفي إشارة إلى المحادثات الأميركية الروسية التي جرت في الرياض، أضاف زيلينسكي: "أعتقد أن الولايات المتحدة ساعدت بوتين على الخروج من سنوات العزلة... كل هذا ليس له تأثير إيجابي على أوكرانيا".

وقال بوتن في تصريحاته الأربعاء إن ترامب أبلغه بأن أوكرانيا ستشارك في محادثات مستقبلية، مضيفا أنه لم تكن هناك حاجة لرد فعل "هستيري" على اجتماع الأمس.

وقال "نحن لا نفرض أي شيء على أحد. نحن مستعدون، وقد قلت هذا بالفعل مائة مرة - إذا أرادوا، من فضلكم، دعوا هذه المفاوضات تجري. وسنكون مستعدين للعودة إلى طاولة المفاوضات". "لا أحد يستبعد أوكرانيا".

وقال زيلينسكي إن المحادثات كانت بمثابة "مفاجأة" بالنسبة لكييف، مع وجود مخاوف هناك وفي جميع أنحاء أوروبا من تجميد أوكرانيا خارج المفاوضات، وهو ما قد يؤدي إلى إجبارها من قبل واشنطن على قبول اتفاق سلام غير موات.

بدوره أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق بترامب لإلقائه اللوم في الصراع "علنا وبصوت عال" على التحركات الرامية إلى ضم كييف إلى حلف شمال الأطلسي العسكري، قائلا إنه " الزعيم الغربي الأول ... والوحيد" الذي قال ذلك.

أين كنت طوال 3 سنوات؟
وفي حديثه للصحافيين الليلة الماضية، انتقد الرئيس ترامب زيلينسكي لإثارته مخاوف بشأن عدم وجود بلاده على طاولة المحادثات بين واشنطن وموسكو يوم الثلاثاء. وقال عن زيلينسكي: "أعتقد أنني أمتلك القوة لإنهاء هذه الحرب، وأعتقد أن الأمور تسير على ما يرام. ولكن اليوم سمعت أحدهم يقول: "حسنًا، لم تتم دعوتنا". حسنًا، لقد كنت هناك لمدة ثلاث سنوات".

"كان ينبغي لك أن تنهي هذه الحرب. كان ينبغي لك ألا تبدأها أبدًا. كان بوسعك أن تبرم صفقة. وكان بوسعي أن أبرم صفقة لصالح أوكرانيا".

وقال ترامب بعد اللقاء بين مسؤولين أميركيين وروس في الرياض، إنه أصبح "أكثر ثقة" بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام. مضيفاً :"لقد كانوا جيدين للغاية، روسيا تريد أن تفعل شيئًا. إنهم يريدون وقف البربرية الوحشية".

ألمانيا ترد على ترامب
ردا على تعليقات ترامب اليوم، أكدت ألمانيا أن بوتن هو الذي بدأ الحرب في أوكرانيا، وقالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك في بيان: "لا أحد سوى بوتن هو الذي بدأ أو أراد هذه الحرب في قلب أوروبا"، مضيفة: "نحن نعمل بكل قوتنا لتعزيز أوكرانيا بشكل أكبر".

وعندما سُئلت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية عن تصريحات ترامب التي قال فيها إن أوكرانيا مسؤولة عن استمرار الحرب، قالت إن باريس لا تفهم المنطق وراء تصريحات الرئيس الأميركي.

وقال وزير الدفاع البريطاني السابق بن والاس إن البيت الأبيض ينشر "أخبارا كاذبة" بشأن أوكرانيا، وانتقد تصريح ترامب بأن كييف هي المسؤولة عن الحرب.

وقال جاك لوبريستي، وهو نائب سابق في حزب المحافظين انضم الآن إلى الجيش في أوكرانيا، إن بوتن "أعتبر الولايات المتحدة حمقاء".

وقال لشبكة سكاي نيوز: "لا أعتقد أن بوتين لديه أي اهتمام بالسلام على الإطلاق، فهو لا يزال يبني جيشه، ويرفع مستوى تصنيعه الدفاعي، ويجلس فقط ويترك كل هذا يتكشف".

وأضاف أنه حيث تفتقر الولايات المتحدة إلى القيادة، تعمل المملكة المتحدة "على إشراك أوروبا في الأمر وحثها على تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية".

"نحن نعلم ما سيحدث بعد ذلك، إذا فاز بوتن في أوكرانيا فلن يتوقف هناك".

=====

أعدت "إيلاف" هذا التقرير نقلاً عن صحيفة "دايلي ميل" اللندنية:

https://www.dailymail.co.uk/news/article-14414797/Starmer-Zelensky-CHURCHILL-Ukraine-Trump-WWII.html