أخبار

وسط تقارير عن خسائر قواته في أوكرانيا

كيم جونغ أون: "الأسلحة بلا أيديولوجية مجرد قطع حديدية"

صورة نُشرت في تشرين الأول (أكتوبر) 2024، تُظهر جنوداً من كوريا الشمالية في روسيا
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من بيروت: أكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي، مشددًا على أن "الأسلحة من دون أيديولوجية مجرد قطع حديدية"، في إشارة واضحة إلى أهمية العقيدة السياسية والولاء للحزب الحاكم كركائز أساسية لبناء جيش قادر على تحقيق الانتصارات.

جاءت تصريحات كيم خلال خطاب مهم ألقاه في جامعة كيم إيل سونغ للسياسة، وهي المؤسسة المعنية بتدريب كبار الضباط والمسؤولين العسكريين في كوريا الشمالية، في وقت تتصاعد فيه حالة عدم اليقين السياسي داخل البلاد، مع انتشار تقارير تفيد بأن أكثر من 10 آلاف جندي كوري شمالي يقاتلون إلى جانب روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وقد تكبدوا خسائر فادحة.

"جيش قوي.. بالعقيدة قبل السلاح"
في خطابه الذي استمر لأكثر من ساعة، شدد كيم على أن بناء الجيش الكوري الشمالي لا يجب أن يقتصر على التفوق التسليحي، بل يجب أن يرتكز على المزايا السياسية والأيديولوجية والروحية والأخلاقية التي تمثل "جيش الحزب والشعب".

وقال كيم بصوت حازم إن "الأسلحة دون أيديولوجية ليست سوى قطع حديدية بلا قيمة... بناء الجيش ينبغي أن يمنح الأولوية دائماً لجعل الجيش قوياً سياسياً وأيديولوجياً وأخلاقياً قبل أن يكون قوياً عسكرياً".

وأشار كيم إلى أن الحزب الحاكم بقيادة حزب العمال الكوري يقدّر "الولاء والبطولة" في التغلب على الصعوبات، مضيفاً أن "التفوق الأيديولوجي والأخلاقي هو ما يمنح الجيش تفوقه النوعي، وليس مجرد امتلاك ترسانة من الأسلحة".

خسائر فادحة لقوات كورية شمالية في أوكرانيا
تصريحات كيم جاءت في وقت حساس، إذ تتزايد التكهنات الدولية بشأن مشاركة قوات كورية شمالية في الحرب الروسية الأوكرانية، رغم النفي الرسمي من بيونغ يانغ.

وفقاً لتقارير استخباراتية غربية وأوكرانية، فإن أكثر من 10 آلاف جندي كوري شمالي يقاتلون إلى جانب القوات الروسية، خصوصاً في المناطق الشرقية من أوكرانيا، بما في ذلك دونيتسك ولوهانسك.

وأكدت المصادر أن هذه القوات تكبدت خسائر كبيرة بسبب ضربات دقيقة نفذها الجيش الأوكراني باستخدام الطائرات المسيّرة والأسلحة الغربية المتطورة.

وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء المركزية الكورية (KCNA)، لم يعترف كيم جونغ أون علناً بمشاركة قواته في الحرب، لكنه أشار إلى أن الجيش الكوري الشمالي "يشارك في معارك عالمية تعزز من خبرته القتالية"، في تلميح غير مباشر إلى دوره في الصراع الأوكراني.

التوترات الإقليمية.. وتهديدات نووية جديدة
رغم أن كيم جونغ أون لم يذكر الولايات المتحدة أو كوريا الجنوبية بشكل صريح في خطابه، إلا أنه اتهم الحليفين بـ"إثارة التوترات الإقليمية" عبر تحالفاتهما العسكرية في آسيا والمحيط الهادئ.

وأكد كيم أن بلاده ستتخذ إجراءات مضادة، بما في ذلك توسيع ترسانتها النووية، إذا واصلت واشنطن وسيول "استفزازاتها العسكرية".

وقال الزعيم الكوري الشمالي "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي محاولة لزعزعة أمننا القومي. سنواصل تعزيز قدراتنا النووية، ليس فقط كقوة ردع، بل كوسيلة للدفاع والهجوم إذا دعت الحاجة".

ترامب يسعى للتواصل.. وكيم يلتزم الصمت
في تطور لافت، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض يوم الاثنين، أنه "مستعد للتواصل" مع كيم جونغ أون لمناقشة سبل تهدئة التوترات، بما في ذلك التطورات العسكرية في أوكرانيا.

وقال ترامب: "رغم خلافاتنا، أعتقد أن الحوار مع كيم يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية، ليس فقط في شبه الجزيرة الكورية، ولكن أيضاً في الساحة الدولية".

لكن بيونغ يانغ لم تصدر أي رد رسمي على تصريحات ترامب، ما يعكس توتر العلاقات بين البلدين في ظل الإدارة الأميركية الحالية.

الدعم الروسي.. "تحالف المصالح المشتركة"
من جهة أخرى، أشارت وكالة الأنباء المركزية الكورية إلى أن كوريا الشمالية تواصل تعزيز تعاونها العسكري مع روسيا، رغم العقوبات الدولية المفروضة على كلا البلدين.

وبحسب مراقبين، فإن التنسيق العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ يعكس تحالف مصالح مشتركة، حيث تزود كوريا الشمالية روسيا بالجنود والمعدات، بينما توفر موسكو لبيونغ يانغ التكنولوجيا المتقدمة والموارد الحيوية.

"جيش كيم": قوة أم عبء؟
رغم التصريحات المتفائلة لكيم بشأن قدرات جيشه، إلا أن الواقع الميداني يشير إلى تحديات كبيرة تواجه القوات الكورية الشمالية، خاصة مع الخسائر الفادحة في أوكرانيا والضغط الدولي المتزايد.
ويرى خبراء أن إصرار كيم على الأيديولوجية العسكرية قد يكون سلاحاً ذو حدين:
إيجابياً: يعزز الولاء والانضباط داخل الجيش.

سلبياً: قد يؤدي إلى عزلة أكبر لكوريا الشمالية ويزيد من الضغط الاقتصادي والسياسي على النظام.

وفي ظل الخسائر العسكرية والتحديات الاقتصادية، يبقى السؤال الأهم: "هل تكفي الأيديولوجية وحدها لبناء جيش قادر على الصمود"؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف