قادة أوروبيون يهددون بوتين من قلب كييف

إيلاف من لندن: هدد قادة أوروبيون، اليوم السبت، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بفرض عقوبات جديدة إذا لم تلتزم روسيا بوقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا.

والتقى رئيس الوزراء البريطاني بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني المنتخب حديثًا فريدريش ميرز، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك في كييف يوم السبت.

وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها قادة الدول الأربع أوكرانيا - حيث وصلوا بالقطار - في الوقت نفسه.

وأطلع القادة الأوروبيون، ترامب على التقدم المحرز في ما يسمى بخطط "تحالف الراغبين" في مكالمة هاتفية استمرت 20 دقيقة.

وعقب القمة، أعلن القادة عن اتفاق على وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا يبدأ يوم الاثنين بدعم من الرئيس الأميركي.

انسحاب بوتين

وقال السير كير ستارمر: "جميعنا هنا، إلى جانب الولايات المتحدة، نطالب بوتين بالانسحاب".

واضاف: نحن واضحون، جميع القادة الخمسة هنا - جميع قادة الاجتماع الذي عقدناه للتو مع تحالف الراغبين - بشأن وقف إطلاق نار غير مشروط، رافضين شروط بوتين، وواضحين أنه إذا أدار ظهره للسلام، فسنرد.

وقال رئيس الوزراء البريطاني: "بالعمل مع الرئيس ترامب، ومع جميع شركائنا، سنشدد العقوبات ونزيد مساعداتنا العسكرية للدفاع عن أوكرانيا للضغط على روسيا للعودة إلى طاولة المفاوضات."

الوضع الأمثل

يأتي هذا التطور اليوم، بعد أن دعا دونالد ترامب إلى "الوضع الأمثل" لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا بين كييف وموسكو، وحذر من أنه في حال عدم الالتزام بأي وقف لإطلاق النار، فإن "الولايات المتحدة وشركائها سيفرضون عقوبات إضافية".

وصرح محلل الأمن والدفاع مايكل كلارك لـ(سكاي نيوز) بأن القادة الأوروبيين "يدعمون" الرئيس الأميركي، الذي أشار إلى "حلفائه الأوروبيين" لأول مرة في هذا السياق في منشور على منصته "تروث سوشيال".

وقال كلارك: "لذا، فإن هذا الاجتماع يهدف إلى زيادة الضغط على الروس للموافقة على الاقتراح الأميركي".

وهذا هو أقرب ما توصل إليه الأوروبيون والولايات المتحدة بشأن هذه القضية منذ حوالي ثلاثة أشهر.

البر والجو والبحر

وعلى صلة، صرح السيد زيلينسكي للصحفيين بأن وقف إطلاق النار المتفق عليه يجب أن يشمل الجو والبحر والبر، وقال إنه في حال رفض موسكو، ستواجه روسيا عقوبات جديدة، بما في ذلك تشديد الإجراءات العقابية التي تستهدف قطاعي الطاقة والمصارف.

وأكد القادة الأوروبيون أنه سيتم التفاوض على شروط اتفاق السلام خلال فترة توقف القتال لمدة 30 يومًا. لكن الرئيس الأوكراني قال: "ليس لدينا أي أوهام بشأن انتهاك وقف إطلاق النار".

وأكد السيد ماكرون أن وقف إطلاق النار المقترح ستُراقبه بشكل رئيسي الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وستكون هناك عقوبات "ضخمة" في حال عدم موافقة روسيا.

تحالف حفظ السلام

وقد شارك ضباط عسكريون من حوالي 30 دولة في وضع خطط لتشكيل تحالف، من شأنه توفير قوة لحفظ السلام في حال الاتفاق على وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا.

هذه القوة "ستساعد على إعادة إحياء القوات المسلحة الأوكرانية بعد أي اتفاق سلام، وستعزز الثقة في أي سلام مستقبلي"، وفقًا لمكتب رئيس الوزراء.

موقف الكرملين

ونُقل عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، يوم الجمعة قوله إن روسيا تدعم تطبيق وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا، ولكن فقط مع مراعاة "الفروق الدقيقة" الواجبة.

وبينما كان القادة الأوروبيون يصلون إلى كييف بالقطار يوم السبت، أعلنت الشاشة على الرصيف عن وصول "قطار الشجاعة".

ورافقهم السيد زيلينسكي أثناء تقديمهم التعازي في نصب تذكاري في وسط كييف لتكريم الجنود الأوكرانيين الذين سقطوا في الحرب.

وجاءت الزيارة في اليوم الأخير من وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام الذي أعلنه السيد بوتين من جانب واحد، والذي نددت به أوكرانيا ووصفته بأنه خدعة. وتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاكه.