وسط تصاعد التوترات الإقليمية
أميركا تبدأ انسحاباً جزئياً من العراق وتراجع جاهزيتها في الشرق الأوسط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بغداد: بدأت الولايات المتحدة تنفيذ إجراءات أمنية استباقية في الشرق الأوسط، تمثلت في إجلاء جزئي لسفارتها في بغداد، والسماح بمغادرة أفراد عائلات العسكريين من عدة مواقع في المنطقة. وتأتي هذه الخطوة وسط تصاعد التوتر مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي ظل مراوحة المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران مكانها، بالتزامن مع أجواء إقليمية مشحونة نتيجة الحرب المستمرة على غزة منذ أكثر من عام ونصف.
وأكدت وكالة "رويترز" نقلاً عن مسؤولين أميركيين وعراقيين، أن عملية الإجلاء من سفارة واشنطن في بغداد ستتم عبر وسائل النقل التجارية، مع إبقاء الخيارات العسكرية مفتوحة في حال تطلب الوضع تدخلًا مباشرًا. وقد شملت الإجراءات السماح بالمغادرة الطوعية لعائلات العسكريين، لا سيما في البحرين، حسب ما أفاد به مسؤول أميركي.
وفي ردها على استفسار بشأن طبيعة المخاطر، أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي أن القرار جاء نتيجة "مراجعة دورية حديثة لتموضع الموظفين الأميركيين في الخارج"، مضيفة أن وزارة الخارجية تتولى متابعة هذه المسألة.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعرب عن "تراجع ثقته" في نجاح المفاوضات النووية مع إيران، مشددًا على أن وقف تخصيب اليورانيوم لا يزال شرطًا أساسيًا في أي تفاهم محتمل، وفق ما ورد في تصريح له صباح الأربعاء.
بموازاة الخطوات الأميركية، أطلق وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده تحذيرًا شديد اللهجة، قال فيه إن بلاده "سترد بقوة" في حال تعرضها لهجوم، مشيرًا إلى أن القواعد الأميركية في المنطقة "لن تكون بمأمن". وردت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على منصة "إكس" بالقول إن "التهديد باستخدام القوة الساحقة لن يغير الحقائق"، مؤكدة أن طهران "لا تسعى لامتلاك سلاح نووي".
في غضون ذلك، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن الجنرال مايكل كوريلا أرجأ شهادته أمام مجلس الشيوخ، والتي كانت مقررة غدًا الخميس، بسبب تصاعد التوترات، في إشارة إلى تزايد القلق الرسمي في واشنطن من تطور الأحداث.
النفط يتفاعل والأسواق تتقلبانعكست هذه التطورات على الأسواق فوراً، حيث قفز سعر خام برنت بأكثر من 4% ليصل إلى 69.77 دولار للبرميل. وحذّرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية من احتمالات تزايد النشاط العسكري في الممرات المائية الحيوية مثل مضيق هرمز وخليج عُمان، مطالبة السفن التجارية بتوخي الحذر.
الحكومة العراقية تقلّل من المخاوففي المقابل، قالت الحكومة العراقية، عبر مصدر رسمي نقلته وكالة الأنباء العراقية، إنه "لا توجد مؤشرات أمنية تستدعي إخلاء السفارة الأميركية"، مؤكدة أن جميع البعثات الدبلوماسية في البلاد تعمل بشكل طبيعي وآمن، وأن الاستقرار الداخلي في العراق "لم يشهد أي تغيير ملحوظ في الأيام الماضية".
خلفية نووية… وخطر المواجهةالمحادثات النووية المرتقبة بين أميركا وإيران، والتي من المتوقع استئنافها خلال أيام، تُعيد الملف النووي الإيراني إلى الواجهة. وتحدثت تسريبات عن عرض جديد قد تقدمه طهران، في ظل رفض واشنطن للمقترح السابق. وقال الجنرال كوريلا إنه قدّم للرئيس ترامب "مجموعة واسعة من الخيارات" لمنع إيران من تطوير قدرات نووية.
وبحسب تقارير رسمية، تحتفظ أميركا حاليًا بنحو 2500 جندي في العراق، وتنتشر قواتها أيضًا في قواعد رئيسية بدول خليجية منها قطر والإمارات والبحرين والكويت. وقد شهدت المنطقة منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2023 عدة هجمات نفذتها مجموعات مسلحة، استهدفت مواقع أميركية، على خلفية الحرب في غزة.
مشهد إقليمي مُحتقنتخشى واشنطن من اندلاع مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران، تكون ساحة الاشتباك فيها دولًا ثالثة كالعراق وسوريا ولبنان، حيث تنشط جماعات مسلحة متحالفة مع طهران. وقد تبنّت بعض هذه الجماعات سابقًا عمليات ضد القوات الأميركية، مما يضع المصالح الأميركية في المنطقة أمام اختبار جديد.
في هذا السياق، لا تزال قاعدة العديد الجوية في قطر تعمل بكامل طاقتها، بحسب ما أكد مسؤول أميركي، الذي أشار أيضًا إلى أنه "لا توجد حالياً خطط لإجلاء الموظفين أو عائلاتهم من هناك".