تكتم رسمي وصراعات داخلية تعصف بالمشهد الإيراني
الإيرانيون يتساءلون: أين اختفى خامنئي؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من طهران: يتصاعد الغموض في إيران مع استمرار غياب المرشد الأعلى علي خامنئي عن المشهد العام، في وقت بالغ الحساسية تمر فيه البلاد بأزمة عسكرية غير مسبوقة، إثر المواجهة الأخيرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
ورغم الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، ورد طهران بإطلاق صواريخ باليستية على قاعدة أميركية في قطر، ثم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، لم يظهر خامنئي علنًا منذ نحو أسبوع، ما أثار تساؤلات حول حالته الصحية وموقعه الأمني.
وفي مقابلة على التلفزيون الإيراني، وجّه المذيع سؤالًا مباشرًا لمهدي فاضلي، أحد مسؤولي مكتب المرشد، عن وضع خامنئي، لكنه اكتفى بالقول: "ادعوا له بالصلاة"، مؤكدًا أن الإجراءات الأمنية حوله مشددة، دون تقديم تفاصيل إضافية، بحسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن كبار مسؤولي النظام لم يلتقوا المرشد مؤخرًا، مشيرة إلى أنه يتحصن في موقع سري، مع قطع جميع وسائل الاتصال الإلكترونية، تحسبًا لمحاولات اغتيال، خاصة في ظل تقارير استخباراتية عن استمرار التهديد الإسرائيلي رغم سريان الهدنة.
وبينما يتحدث البعض عن "مرحلة انتقالية مؤقتة"، قال حمزة صفوي، نجل أحد مستشاري خامنئي العسكريين، إن مسؤولية اتخاذ القرارات الاستراتيجية باتت موزعة بين قادة بارزين، من بينهم الرئيس مسعود بزشكيان. وأكد أن خامنئي لا يزال يشارك من خلف الكواليس، في حين يواصل أنصاره المطالبة بظهوره، معتبرين أن "النصر" في المواجهة الأخيرة لا يكتمل بدونه.
في الأثناء، بدأت تتكشف ملامح صراع داخلي على النفوذ في غياب المرشد. ووفقًا لأربعة مسؤولين حكوميين تحدثوا لـنيويورك تايمز، فإن تكتلات جديدة تتشكل داخل مؤسسات الحكم، وسط ضبابية تحيط بمصير البرنامج النووي والعلاقات مع واشنطن.
ويقود الرئيس پزشكيان، إلى جانب رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجئي، وقائد الجيش عبد الرحيم موسوي، جناحًا يدعو إلى الاعتدال والانفتاح على التفاوض. وقال الرئيس الإيراني خلال اجتماع حكومي إن "الأزمة الحالية تمثل فرصة ذهبية لإعادة النظر في أسلوب الحكم".
في المقابل، يعارض المحافظون المتشددون بقيادة سعيد جليلي هذا التوجه، رافضين الهدنة مع إسرائيل ومجرد الحديث عن العودة إلى طاولة المفاوضات. واعتبروا تصريحات بزشكيان "دليل ضعف سياسي"، وفق ما نقلت سكاي نيوز.
وبين تكتم رسمي واضح، وصراع داخلي محتدم، يبقى غياب خامنئي مؤشراً مقلقاً على مرحلة مفصلية قد تغيّر ملامح الحكم في إيران