موجة حرّ تاريخية تضرب شرق المتوسط
حرائق مدمّرة تجتاح الساحل السوري وغرب تركيا تشعل الجدل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تشهد الدول المطلّة على البحر الأبيض المتوسط منذ أيام موجة حرّ شديد، أكثر حِدّة من المعتاد في هذا الوقت من العام.
وفي يوم الأحد الماضي، سجّل البحر الأبيض المتوسط درجة حرارة قياسية، نسبة إلى هذا التوقيت السنوي، عند 26,01 درجة مئوية، بحسب بيانات خدمة كوبرنيكوس الأوروبية.
وشهد الساحل السوري حرائق كبيرة وكثيرة، تضرّرت معها مناطق عديدة.
وأشار وزير الطوارئ وإدارة الكوارث في سوريا رائد الصالح، إلى 23 حريقاً في محافظات اللاذقية، وطرطوس، وحماه، وإدلب، وغيرها.
ولفت الصالح إلى أن أكثر من 50 فريقاً يتعامل مع تلك الحرائق، محذراً من أن الصيف قد يشهد المزيد من هذه الحرائق.
جهود كبيرة بذلتها فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء الحراجي لإخماد 23 حريقاً حراجياً أغلبها في محافظة اللاذقية أمس الاثنين 30 حزيران، وتمكنت الفرق من إخماد جميع هذه الحرائق وما تزال في أغلب المواقع خشية تجدد اشتعالها.
أتوجه بالشكر لجميع رجال الإطفاء في الدفاع… pic.twitter.com/Ttxyze0u9V
وأتتْ الحرائق على مساحات واسعة من غابات جبال مصياف بما تشتمل عليه من نباتات طبية وعطرية نادرة، فضلاً عن تهديدها للمناطق السكنية والأثرية المجاورة.
وتُعتبر غابات مصياف، الواقعة في محافظة حماة، من أجمل الغابات السورية، وهي تحتضن نظاماً بيئياً متكاملاً.
وعبر منصات التواصل الاجتماعي، أشاد ناشطون بجهود عناصر الدفاع المدني السورية في التصدي لتلك الحرائق، لا سيما وأنها تعمل في ظل نقص التجهيزات اللوجستية، فضلاً عما تواجهه تلك العناصر من ألغام من مخلّفات الحرب .
لكن البعض ذهب إلى القول إن هذه الحرائق مفتعلة، متسائلاً عن الهدف من وراء افتعالها:
عاجل
الجبال السورية التركية #تحترق الأن #حرائق كارثة تحدث في #غابات عمرها مئات السنين هذه الأوقات #هذه الصور للحرائق #مباشر ، لا بارك الله في من افتعلها #تابعونا ودمتم بخير.#الأرصاد_الجوية_السورية#حرائق #سوريا #تركيا
التيلغرامhttps://t.co/aXqECZD8yv pic.twitter.com/TuHL7eAh2C
ورأى ناشطون أن "تصاعد الحرائق المفتعلة في الساحل السوري هو بهدف تهجير المكون العَلويّ وإجباره على بيع أراضيه"، مندّدين بغياب "أي إجراءات حقيقية لوقف الحرائق ومحاسَبة المتسببين بها، ما يعزز الشكوك حول وجود مخطط منظم لاستكمال سياسة التهجير القسري وإعادة رسم الخريطة السكانية في المنطقة"، على حد تعبيرهم.
لكن رئيس منظمة الدفاع المدني السوري منير مصطفى، قال إن "السبب وراء اندلاع عشرات الحرائق يومياٍ، ومعظمها في المناطق الحراجية والغابات، يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة واشتداد سرعة الرياح، ما يزيد من سرعة انتشار النيران وصعوبة السيطرة عليها".
كما "تضيف التضاريس الوعرة في بعض المناطق الجبيلة إلى صعوبة وصول آليات الإطفاء والفرق الميدانية".
تشهد سوريا يومياً اندلاع عشرات الحرائق، معظمها في المناطق الحراجية والغابات، في ظل ظروف مناخية قاسية تتسم بارتفاع درجات الحرارة واشتداد سرعة الرياح، ما يزيد من سرعة انتشار النيران، فرقنا تواجه صعوبات كبيرة في عمليات الإخماد، خاصةً في المناطق الجبلية ذات التضاريس الوعرة التي تعيق… pic.twitter.com/8MZgKMrJtn
— Monir Mustafa (@MonirMustafa3) June 30, 2025
لكن أصحاب نظرية المخطَّط لا يقتنعون بتلك الأسباب الطبيعية، قائلين إن "تلك الحرائق تشتعل حتى في أشهر الشتاء الباردة".
صديقي العزيز الحرائق لم توقف منذ شهر12 وكلها أشهر بارده
— الساحل السوري Syrian coast (@SyriaTruthNews) June 30, 2025
وعلى الحدود بين سوريا وتركيا، تداول ناشطون صوراً لاحتراق غابات جبلية بين البلدين، مشيرين إلى أن عمرها مئات السنين.
وفي تركيا، اندلعت سلسلة من حرائق الغابات، معظمها في ولايتَي إزمير ومانيسا، غربي البلاد، وكذلك في منطقتَي هاتاي وأنطاكيا إلى الجنوب، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وقوة الرياح وسرعتها، التي تتراوح في أثناء الليل بين 40 إلى 50 كيلو متر في الساعة.
وأجْلت فرق الإنقاذ أكثر من 50 ألف شخص، كما علّقت السلطات الرحلات الجوية بمطار إزمير.
وبحسب هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية، فقد تضرّر 196 منزلاً على الأقل في أرجاء البلاد.
وقال وزير الزراعة والغابات التركي إبراهيم يوماقلي، في مؤتمر صحفي، إن 342 حريقاً اندلع في الغابات منذ الجمعة الماضي.
وتداول ناشطون مقاطع فيديو أظهرت سُحباً كثيفة من الدخان تغطي سماء إزمير التركية مع امتداد رقعة الحرائق إلى مناطق سكنية مجاورة.
أندلعت حرائق في غابات ولاية #إزمير في #تركيا وفرق الدفاع المدني تكافح هذه الحرائق...
نسأل الله لهم العون والتوفيق في إخماد هذه الحرائق وأن يمدهم سبحانه بمداد عون من لدنه...
ويا نار كوني بردا وسلاما على إزمير... #إزمير_التركية pic.twitter.com/vHRcIr9WJI
وتشير التوقعات إلى أن درجات الحرارة في إزمير مرشحة للصعود إلى 38 درجة مئوية هذا الأسبوع.
وتعدّ شواطئ إزمير مقصداً لقطاع غفير من السائحين.
تركيا 🇹🇷
1️⃣
حريق في غابات ولاية #ازمير غربي #تركيا أدى إلى اشتعال مساحات واسعة من الغطاء النباتي وسط تصاعد أعمدة الدخان وانتشار ألسنة اللهب بفعل الرياح القوية🔥🔥🔥🚒🧯🚨🧑🏼🚒 pic.twitter.com/tJoDGoVdJE
"لا توجد دولة محصّنة"
وشهدت المناطق الساحلية التركية حرائق خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح الصيف أشد حرارة وأكثر جفافاً، وهو ما ينسبه العلماء إلى تغيّر المناخ.
وحذرت السلطات في تركيا، من رياح قوية تضرب أجزاء كبيرة من بحر مرمرة وبحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط اعتباراً من يوم غد الأربعاء.
وتتلظى أوروبا بأولى موجات الحرّ الصيفية الشديدة لهذا العام، ما دفع عدداً من دول القارة العجوز إلى اتخاذ تدابير وقائية، ومن ذلك إغلاق فرنسا مئات المدارس وكذلك الجزء العلوي من برج إيفل.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن "الحرّ الشديد لم يعُد شيئاً عارضاً، وإنما أصبح هو المعتاد"، مشدداً على أن "كوكب الأرض أصبح أكثر سخونة وأشد خطورة- ولا توجد دولة محصّنة".
وعلى حسابها عبر منصة إكس، رصدت خدمة كوبرنيكوس ارتفاعاً في تركيزات الأوزون في الغلاف الجوي بأجزاء من أوروبا، خلال الأيام القليلة الأولى من يوليو/ تموز. ويُعزى هذا إلى ارتفاع درجات الحرارة في الأسابيع الأخيرة.
موجات الحر: علماء يصفون الحر الشديد في أوروبا والولايات المتحدة بـ "المستحيل" حدوثه لولا تغير المناخ
#Heatwave conditions bringing high surface #ozone concentrations across many parts of Europe for the first few days of July shown in #CopernicusAtmosphere European ensemble forecast initialised on 30 June.
Latest forecast charts https://t.co/BKMum7m2pT pic.twitter.com/2Pz8DwOzQ1
وتؤكد خدمة كوبرنيكوس، المعنيّة بتغير المناخ والتابعة للاتحاد الأوروبي، أن أوروبا هي أسرع قارات العالم ارتفاعاً في درجات الحرارة؛ إذ ترتفع درجة حرارتها بمثلَيْ المتوسط العالمي.
وسجلت كل من البرتغال وإسبانيا أعلى درجة حرارة رُصدت على الإطلاق في تلك الدولتين خلال شهر يونيو/حزيران يوم الأحد الماضي عند 46.6 و46 درجة مئوية على التوالي.
ولقي شخصان مصرعهما متأثرَين بالحرّ الشديد في إيطاليا.
حرائق الغابات في كندا: تحذيرات لعشرات الملايين من تلوث الهواء في أنحاء أمريكا الشمالية
وأشارت دراسة، نشرتها دورية "ذا لانسِت" الطبية عام 2021، إلى أن الحرّ الشديد تسبب في وفاة نحو 489 ألف شخص سنوياً حول العالم، خلال الفترة ما بين عام 2000 وعام 2019، ولفتت الدراسة إلى أن حوالي رُبع هذا العدد كان في منطقة جنوب آسيا وحدها.
ما صحة الحديث عن صيف 2025 "الأكثر حرارة"؟هل سيشهد العالم المزيد من الكوارث الطبيعية؟هل تقترب الأرض من حالة سخونة غير صالحة للعيش؟