ترامب والغزواني: "إذلال ما بعده إذلال"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في قمة مصغّرة جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخمسة من قادة دول أفريقية في البيت الأبيض، تحوّلت لحظة دبلوماسية إلى مشهد مربك ومشحون بالدلالات.
قاطع ترامب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني أثناء حديثه، قائلاً: "ربما علينا أن نُسرع قليلاً... فقط قل لنا اسمك وبلدك".
ولم تكن هذه المداخلة الوحيدة من نوعها؛ إذ توجّه ترامب إلى رئيس غينيا بيساو بنفس الطلب، وسأل نظيره الليبيري قائلاً: "أين تعلمت الإنجليزية؟"، مبدياً دهشته من إتقانه للغة، رغم أن الإنجليزية هي اللغة الرسمية لبلاده.
وأثارت تعليقات ترامب عاصفة من ردود الفعل، وانتشرت بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي.
العديد من الأصوات الموريتانية والعربية عبّرت عن غضبها مما وصفته بالإهانة العلنية لرئيس دولة ذات سيادة.
رين السبع قالت إن المشهد بدا وكأنه استدعاء أمام معلم، فكتبت: "خلال القمة بالبيت الأبيض اليوم قاطع الرئيس الأمريكي ترامب رئيس موريتانيا أثناء كلمته داعيًا إياه والقادة الأفارقة الحاضرين إلى تسريع مداخلاتهم والاكتفاء بذكر أسمائهم وبلدانهم، مثل تلاميذ في القسم. إذلال ما بعده إذلال".
خلال القمة بالبيت الأبيض اليوم قاطع الرئيس الأمريكي #ترامب رئيس #موريتانيا أثناء كلمته داعيًا إياه والقادة الأفارقة الحاضرين إلى تسريع مداخلاتهم والاكتفاء بذكر أسمائهم وبلدانهم مثل تلاميذ في القسم
اذلال مابعده اذلال
مارأيكم ؟
pic.twitter.com/BvxEf72Ybu
أما الدكتور مراد علي، فاعتبر ما جرى امتداداً لنزعة استعمارية، قائلاً: "لم يُخفِ الرئيس ترامب نزعته العنصرية ولا تعامله الفوقي المتجذر".
في لقائه أمس مع 5 رؤساء أفارقة ( ليبيريا، السنغال، موريتانيا، غينيا بيساو، والغابون)، ورغم أن دولهم تملك ثرواتٍ معدنيةً هائلةً تحتاجها الولايات المتحدة بشدة، لم يُخفِ الرئيس ترامب نزعته العنصرية ولا تعامله الفوقي المتجذر.
تعامل ترامب بمنطق السيد الأبيض الذي يرى في الآخر مجرد… pic.twitter.com/4XoX6S9sd5
في الصورة التي التُقطت داخل المكتب البيضاوي، يظهر دونالد ترامب جالساً خلف مكتبه، محاطاً بخمسة من رؤساء دول غرب أفريقيا، يقفون إلى جانبه بوجوه رسمية متجهمة. تمركز ترامب في منتصف المشهد، مع قبعته الحمراء الشهيرة على الطاولة، أثار ردود فعل على المنصات، حيث رأى البعض أن الصورة تعكس توازناً رمزياً مختلاً في هذا اللقاء البروتوكولي.
صاحب حساب "حلم فريد" علّق بالقول: "في هذه الصورة، لا يظهر ترامب فقط جالساً خلف مكتبه، بل يبدو كمن جلس على كرامة ضيوفه أيضاً".
في هذه الصورة، لا يظهر ترامب فقط جالسًا خلف مكتبه بل يبدو كمن جلس على كرامة ضيوفه أيضًا
رؤساء دول أفريقية واقفون كأنهم ينتظرون أمرًا أو ربما توجيهًا بينما هو يتوسط المشهد بابتسامة المنتصر وقبعته الحمراء التي تقول كل شيء
المشهد ليس لقاء دبلوماسيًا... pic.twitter.com/TROUuGWz5y
السخرية كوسيلة للمقاومة
في المقابل، اختار آخرون التعبير عن غضبهم بسخرية، ومنهم من حمل الرئيس الموريتاني مسؤولية هذا الموقف معتبرين أنه بدأ يتحدث عن بلاده وخيراتها وكأنها سلعة يبيعها في احد الأسواق، مثل وردة التي سخرت من طريقة الخطاب الموجهة إلى ترامب وكتبت: "مزيانة ليه! باش يتعلم! حيت راه حاس براسو! عندما أعطاه ترامب الكلمة بدأ يسرد عليه خيرات موريتانيا وكأنّه في سوق يبيع سلعته! ما هكذا ترود الإبل".
هي مزيانة ليه! باش يتعلم! حيت راه حاس براسو!
عندما أعطاه ترامب الكلمة بدأ يسرد عليه خيرات موريتانيا وكانّه في سوق يبيع سلعته!
ما هكذا ترود الإبل. والله يا سي سيمو يلا يستاهل باش يعرف معامن راه.
فيما كتب حساب ساخر يحمل اسم الرئيس الموريتاني: "سعدت بلقاء الرئيس ترامب اليوم، يبدو أنّه تمت مقاطعة خطابي الطويل، وهذا مُتفهم جداً. أعتذر عن لغتي الفرنسية الركيكة، لقد أصابتني 'كارما' الدستور الذي ينص على أن لغة بلدي هي العربية".
سعدت بلقاء الرئيس @realDonaldTrump اليوم، يبدو أنّه تمت مقاطعة خطابي الطويل، وهذا مُتفهم جدا . أعتذر عن لغتي الفرنسية الركيكة، لقد أصابتني "كارما" الدستور الذي ينص على أن لغة بلدي هي العربية ؛ومع ذلك أشكر للرئيس وقته وحرصه على سماع جزء من خطابي قبل المقاطعة. وأعتذر من #موريتانيا pic.twitter.com/8mi9xsf2od
— Mohamed Cheikh El Ghazouani (Parody) غزواني (@CheikhGhazouany) July 9, 2025
الصحافي محمد عبد المؤمن وصف ما جرى بأنه يتجاوز الفضيحة إلى "الاستصغار والاحتقار"، داعياً القادة الأفارقة إلى التعلم من رئيس أوكرانيا "كيف تدافعون عن كرامتكم".
ما حصل لرئيس موريتانيا ومعه جملة من الرؤساء الافارقة من قبل ترمب يتجاوز الفضيخة الى الاستصغار والاحتقار...تعلموا من رئيس اوكرانيا على الاقل كيف تدافعون عن كرامتكم...
— الصحفي محمد عبد المؤمن (@abdelmoumenmoha) July 10, 2025قراءات متباينة وتفسيرات متضاربة
بعض المعلقين رفضوا رواية الإهانة من أساسها. كتب لعزيز بن عبد الرحمن: "الكلام لم يكن موجّهاً إلى رئيس موريتانيا، بل كان موجّهاً إلى الرئيس الذي يجلس بجانبه"، مشيداً بما وصفه بـ"رقيّ" الدبلوماسية الموريتانية.
للتوضيح، الكلام لم يكن موجّهًا إلى رئيس موريتانيا، بل كان موجّهًا إلى الرئيس الذي يجلس بجانبه. إذا رجعتم إلى طاولة اللقاء، سترون أن الرئيس الأميركي ترمب يشكر الرئيس الموريتاني ويخبره بأن لديهم جدول أعمال، ثم بعد ذلك يوجّه الكلام إلى الرئيس الآخر.
كل الشكر والتقدير للشعب…
واعتبر عبدالله عبد الرحمن أن ما يحكى عن إهانة لرئيس موريتانيا هو "كذب" وأضاف: "الغزواني أنهى كلامه الذي استغرق 10 دقائق، وترامب شكره قبل أن يتوجّه للرئيس الآخر".
كذب كلام ترامب كان موجه لرئيس الغابون لان ولد الغزواني انهي كلامه الذي استغرق 10 دقايق وهو أول من تكلم بين الرؤساء لماذا تكذب علينا ايها المغربي ؟ الا تخجل من نفسك لان بلدك لم توجه له الدعوة وجاي تتمسخر علي موريتانيا التي أصبحت قوة إقليمية وأكثر بلد أمن في المنطقة من دون حماية
— عبد الله عبد الرحمن (@allh_bd38031) July 9, 2025
ممود علي أيضاً خالف الرواية الشائعة، قائلاً: "غير صحيح، الرئيس الموريتاني أكمل خطابه وأظهر له ترامب الكثير من الإعجاب".
غير صحيح ، الرئيس الموريتاني أكمل خطابه وأظهر له ترامب الكثير من الإعجاب
— ممود علي (@memoud85) July 9, 2025انقسام داخلي بين الدفاع والنقد الذاتي
وسط السجال، برزت أصوات حملت لوماً للرئيس الموريتاني. عزوز بن صالح ربط بين الموقف وملف التطبيع، مدوناً: "من يهن، يسهل الهوان عليه. رئيس موريتانيا، المرشح الأبرز للعودة للتطبيع مع إسرائيل، يتعرض للإهانة من قبل ترامب."
pic.twitter.com/Xd18pRxhtK
من يهن، يسهل الهوان عليه. رئيس موريتانيا 🇲🇷 ، المرشح الأبرز للعودة للتطبيع مع إسرائيل ودخول ابراهيم يتعرض للإهانة من قبل ترامب:
هل يمكنك الإختصار، وأن تخبرني ماهو إسمك ومن أي دولة أنت؟ 😅😅😅
بينما قدّم أحمد مجدي قراءة معاكسة، قائلاً: "فخورين بموقف الرئيس الغزواني اليوم في البيت الأبيض. أعلن دعم موريتانيا لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام... صوت واثق يمثلنا بكل قوة".
فخورين بموقف الرئيس #الغزواني اليوم في البيت الأبيض 🇲🇷✨
أعلن دعم #موريتانيا لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام، وأكد إن بلدنا رغم تحديات التنمية، تبقى عظيمة بموقعها ومواردها.
صوت واثق يمثلنا بكل قوة 💪🌍 pic.twitter.com/AxaO9wCP1l
الدكتور عامر فاخوري اختصر الموقف وتوجه الى الرئيس ترامب بالقول: "البروتوكول الدبلوماسي ليس رفاهية… بل احترام متبادل بين الدول. حتى القوة تحتاج إلى لياقة".
إلى الرئيس ترامب:
البروتوكول الدبلوماسي ليس رفاهية… بل احترام متبادل بين الدول.
حتى القوة تحتاج إلى لياقة.#الدكتور_عامر_فاخوري #ترامب #الدبلوماسية #القانون_الدولي #موريتانيا #الكرامة_الدبلوماسية pic.twitter.com/ZVWrxegL6F
خلفية اللقاء وسياقه البروتوكولي
اللقاء الذي جمع ترامب برؤساء موريتانيا، ليبيريا، السنغال، غينيا بيساو والغابون، كان مخصصاً لبحث الفرص التجارية ومسائل الأمن الإقليمي. لكن وفق الصحافية مريم الصمد، فإن ترامب قاطع الغزواني بعد سبع دقائق من مداخلته، قائلاً له: "علينا أن نكون أسرع قليلاً... لدينا جدول أعمال ممتلئ"، ثم طلب من الرئيس المجاور أن يكتفي بذكر اسمه وبلده.
ترمب و إهانات جديده متتاليه لضيوفه
في قمة أميركية-أفريقية مصغرة، جمعت الولايات المتحده الاميركيه بقادة موريتانيا وليبيريا والسنغال والغابون وغينيا بيساو، وتركز اللقاء على بحث الفرص التجارية، إضافة إلى مناقشة قضايا السلم والأمن في القارة الأفريقية.
خلال القمه استضاف ترمب رؤساء 5…
ناريمان ناجي أضافت تفاصيل أخرى: "ترامب لرئيس ليبيريا: أنت اتعلمت إنجليزي فين؟ ترامب لرئيس موريتانيا: جميل ما تقوله لكن عليك أن تنجز! ترامب لرئيس غينيا بيساو: اسمك واسم بلدك!".
في لقائه مع رؤساء ٥ دول أفريقية،
ترامب لرئيس ليبيريا: أنت اتعلمت انجليزي فين!
ترامب لرئيس موريتانيا: جميل ما تقوله لكن عليك أن تنجز!
ترامب لرئيس غينيا بيساو: اسمك واسم بلدك! pic.twitter.com/dnuQqIPe12
بسام بونني علّق على احتفاء ترامب بإتقان رئيس ليبيريا للإنجليزية: "مقاطعة ترامب لرئيس موريتانيا وسؤاله عن اسمه وبلده يدينه هو لا ضيفه".
مقاطعة ترامب لرئيس موريتانيا وسؤاله عن اسمه وبلده يدينه هو لا ضيفه. فمن أبجديات البروتوكول، أن تعرف من هو ضيفك. أما احتفاء الرئيس الأمريكي بانجليزية نظيره الليبيري، فذاك دليل إضافي على غباء ترامب وجهله، فاللغة الرسمية لليبيريا هي الانجليزية. ومن ألطاف الله أن ترامب يجهل تاريخ…
— Bassam Bounenni بسام بونني (@bbounenni) July 10, 2025الغزواني: الخلفية السياسية والعسكرية
ولد محمد الشيخ الغزواني عام 1956، وتخرّج من الأكاديمية العسكرية في المغرب، قبل أن يصعد تدريجياً في الرتب حتى أصبح قائداً للأركان، ووزيراً للدفاع، ثم رئيساً للجمهورية عام 2019 بنسبة 52 بالمئة. أُعيد انتخابه عام 2024 بـ56 بالمئة من الأصوات، في انتخابات اعتبرها البعض استمراراً لتقاليد عسكرية رغم المظهر المدني.
الغزواني كان حليفاً مقرّباً من الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وشاركه في انقلابَي 2005 و2008. لكن العلاقة بينهما توترت لاحقاً، وانتهت بمحاكمة ولد عبد العزيز وسجنه بتهم فساد.
في ولايته الأولى، حافظ الغزواني على استقرار أمني نسبي في بلد يشهد فقرًا وتحديات هيكلية. كما حاول تقديم موريتانيا كشريك غربي في منطقة الساحل المضطربة، مع الحفاظ على علاقات مع جيرانها العسكريين المتحولين إلى روسيا.
سبعة أشياء "سيفعلها" ترامب كرئيسقرارات ووعود ترامب تثير ردود فعل دولية واسعةستة عوامل قد تكبح خطط ترامب خلال ولايته الثانية