أخبار

المؤسسة الدينية تلعب دوراً سياسياً أكثر حدة من "الخارجية"

هل أطلقت مصر يد الأزهر في مواجهة إسرائيل؟

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من القاهرة: حذر مرصد الأزهر الشريف "مؤسسة تابعة للأزهر تعمل بـ12 لغة، من "الطرح المتطرف داخل دوائر صنع القرار المؤثرة" في إسرائيل فيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة، وأحدثها تقرير صادر عن معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي "INSS".

ولم يكن هذا التحذير هو الأول، ويبدو أنه لن يكون الأخير في المواجهة المفتوحة بين الأزهر وتل أبيب، الأمر الذي يجعل الملايين في العالم يشعرون بالدور السياسي الواضح للأزهر على الرغم من أنه مؤسسة ومرجعية دينية سنية عالمية في الأساس، ووفقاً لبعض المراقبين فإن الحكومة المصرية أطلقت يد الأزهر في هذا الاتجاه احتراماً وتقديراً لاستقلاليته، وفي الوقت نفسه لاستكمال الدور السياسي للمؤسسات المصرية، وعلى رأسها "الخارجية"، ولكن بسقف تناول أكثر حدة وجرأة.

وكانت بعض التقارير الإسرائيلية قد أشارت إلى أن الأزهر هو "رأس الأفعى" في مصر، متهماً إياه بنشر الكراهية والعداء لإسرائيل لدى الآلاف بل الملايين من الأجيال الجديدة في مصر، كما سبق أن نشر الأزهر بياناً حاداً ضد إسرائيل، وقام بسحبه فيما بعد لأسباب غامضة.

مخطط خطير وقابل للتنفيذ
الأزهر يحذر من مخطط إسرائيلي "خطير وقابل للتنفيذ" تجاه غزة
وقال مرصد الأزهر، إن التقرير الذي وصفه بـ"الصهيوني" يوصي بأن "الخيار الأمثل لتحقيق أهداف العدوان على غزة هو احتلال كامل القطاع وفرض حكم عسكري مؤقت لمدة عامين، بما يمكن الكيان من إعادة تشكيل الواقع السياسي والاجتماعي به".

وذكر المرصد، أن خطورة تقرير "INSS" تكمن في كونه صادرا عن أهم المراكز البحثية القريبة من المؤسسة الأمنية داخل إسرائيل، إضافة إلى كونه من إعداد الخبيرين الأمنيين: كوبي ميخائيل ويوسي كوبرفاسر، وهما من الأسماء البارزة داخل دوائر الأمن والاستخبارات "الصهيونية"، بحسب البيان.

وأضاف أن كوبي ميخائيل يُعد من كبار الباحثين في الشؤون الأمنية الداخلية، بينما شغل كوبرفاسر منصب رئيس شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية؛ ما قد يجعل توصياتهما ذات تأثير ملموس على حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

ونوه بأن "خطورة هذا الطرح تتزايد كونه يأتي في توقيت شديد التعقيد، ما يعني أنه لا يعكس وجهة نظر بحثية فحسب، وإنما يعكس توجها محتملا يحظى بموافقة المؤسسة الأمنية والعسكرية داخل الكيان مما يجعله قابلا للتنفيذ في الوقت الحالي".

الاحتلال الكامل قادم
وأشار المرصد، إلى أن "التقرير استعرض عدة خيارات حول مستقبل الصراع في قطاع غزة، والخيار الأمثل الذي يحقق مصالح الاحتلال على حساب دماء الفلسطينيين، ومن الخيارات المطروحة فرض الاحتلال الكامل وتشكيل حكومة عسكرية لفترة انتقالية قصيرة؛ باعتبار تلك الخطوة بمثابة إنهاء للحرب الحالية والشروع في فرض واقع مختلف على غرار الضفة الغربية التي يطبق فيها الاحتلال سياسة جز العشب".

ونبه المرصد إلى أن "تطبيق هذا الطرح الإجرامي الخبيث سيؤدي إلى نتائج كارثية على سكان قطاع غزة، تتجلى فيما يلي: استمرار الحصار الخانق والتحكم في إدخال الغذاء والدواء، ما يعني فرض مجاعة قاتلة بصورة أبشع مما عليه الآن، وتهجير داخلي واسع إلى مناطق مكتظة بالفعل في جنوب القطاع، وفيما يُشبه سجنا كبيرا تحت ذريعة مدينة إنسانية".

وأضاف أن هذا الطرح سيؤدي كذلك إلى "إطالة أمد حرب الإبادة وتكريس الاحتلال بدلا من إنهائه، حتى يصبح قتل الفلسطيني وإراقة دمه حدثا نمطيا طبيعي الحدوث".

وواصل: "أمام هذه التحديات الخطيرة، يشدد المرصد على ضرورة العمل الجاد لإنهاء حرب الإبادة المستمرة، وتصدي المجتمع الدولي لمخططات الاحتلال التي تسعى إدارته إلى المتاجرة بحياة الفلسطينيين في القطاع واستثمار مأساتهم كورقة انتخابية، وتقديم احتلال القطاع بأكلمه قربانا لإرضاء الناخبين الصهاينة المتعطشين إلى سفك الدماء وسرقة الأوطان لضمان البقاء في السلطة"، وفق البيان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف